حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من خطورة التحديات الضخمة التي تواجهها المنطقة العربية نتيجة استمرار تدفقات اللاجئين والنازحين في التصاعد بشكل غير مسبوق منذ عام 2011 نتيجة الأزمات والنزاعات المسلحة التي ألمت بعدد من الدول العربية، منوهًا إلى التداعيات والضغوط الواسعة الناتجة عن هذا الأمر وعلى رأسها الإنسانية وتلك المرتبطة بالأوضاع التعليمية والصحية للاجئين والنازحين العرب، بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين الذين تتزايد الضغوط التي يواجهونها نتيجة الضغوط المالية الحالية التي تواجهها وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بعد إعلان الإدارة الأمريكية تجميد موالي نصف مساهمة الولاياتالمتحدة في ميزانية الوكالة. جاء ذلك في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي تنظمه الحكومة البرتغالية في العاصمة لشبونة حول موضوع "التعليم في أوقات الطوارئ"، والذي يناقش كيفية العمل على الارتقاء بتعليم الأفراد، خاصة على مستوى التعليم الجامعي، في المناطق التي تواجه نزاعات مسلحة أو تدفقات ضخمة للاجئين أو النازحين على غرار المنطقة العربية. وافاد بيان صادر عن الجامعة العربية اليوم الخميس، بأن أبو الغيط ألقى مداخلة خلال الجلسة الافتتاحية أكد خلالها على ضرورة إيلاء اهتمام خاص في هذا الصدد بموضوع تحسين فرص نفاذ الأطفال والشباب من اللاجئين إلى التعليم، سواء المدرسي أو الجامعي، وذلك لضمان مستقبل أفضل لهم، وإلا كان البديل هو تركهم فريسة للإرهاب والتطرف أو لفقدان الأمل في إمكانية الخروج من دائرة الأوضاع المتدهورة التي يواجهونها هم وعائلاتهم، مشيرًا إلى ضرورة التوصل أيضًا إلى صيغ مبتكرة ومتكاملة للتعاون والتنسيق الدولي للتعامل مع هذا التحدي، بحيث يمكن توحيد الجهود من أجل الارتقاء بالعمل في هذا المجال والذي يحتاج إلى موارد مادية وبشرية وفنية ضخمة لمخاطبة الاتساع المتزايد بشكل متسارع في حجم ظاهرة اللجوء والنزوح على المستوى الدولي بشكل عام وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص باعتبار أنه يعيش بها نحو50٪ من لاجئي العالم، و44٪ من نازحيه. وأضاف البيان أن أبو الغيط حرص على أن يستعرض في هذا الإطار أهم أبعاد الجهود التي تقوم بها الآليات المعنية في جامعة الدول العربية للتعامل مع هذا الموضوع، وذلك استرشادًا بالتوجيهات والتكليفات الصادرة عن القادة العرب في هذا الشأن في ضوء ادراكهم لمدى أولوية وخطورة هذا الموضوع وتشابك أبعاده في ظل استمرار النزاعات المسلحة التي تواجهها المنطقة، مشيرًا إلى أُطر التعاون القائمة في هذا الصدد بين الجامعة العربية وعدد من الهيئات والمؤسسات الدولية والإقليمية المعنية والمساعي الجارية لتوسيع دائرة هذا التعاون بما يمكن معه تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للاجئين والنازحين العرب في مجال التعليم باعتباره ضمانة رئيسية لمستقبل أفضل لهم وعنصرًا حيويًا في ذات الوقت في الجهود المبذولة لاحتواء النزاعات والصراعات المسلحة القائمة.