تبدو المحروسة هذه الأيام كما عصر صراع المماليك للفوز بكرسى الحكم مع أمانى أناس كثر بأن يظهر لهم قطز فيرد على رسول هولاكو عندما يسأل لما اعوز اخاطب مصر أكلم مين تقدر تكلمنى أنا ... ما نحن فيه يوحى وللوهلة الأولى أن مبارك ونظامه الذى جمع بين القواديين والمحتكريين والنصابيين قد نجح فى أن يفرغ الوطن من رجال قادرون على العبور بمصر من مقبرة عصره الذى نهب البلاد وخصى العباد إلى عصر جديد يفخر فيه المواطن بمصريته .صحيح أن فى مصر مؤسسات لم يكن للمخلوع فضل في وجودها وأن كان ساهم فى جريمة الخلط بينها كما يخالط البول الماء النقى فينجسه فما كنا نعرف الفرق بين حزبه وحكومته وبرلمانه إذا أن عبقريته ومن معه جعلت الكل فى واحد وتقزمت الدولة العملاقة فى عهده على نحو جعل شيطانه الأنسى قبل الجنى من أمثال رجل السيطرة القصير المكير الذى يتحكم فى خلق الله بالدعارة وابحاثه للترقى افلام السكس يرأس ما سمى زوراً وبهتاناً مجلس الحكماء وما خفى كان اعظمفى مناخ كهذا وحالة كتلك لا يمكن أن تسعيد مصر مكانتها بعد ثورتها إلا بحوار مجتمعى جاد كالذى دعا اليه هيكل فاصمت النخبة عنه آذانها وتجاهله المأتمنون على الوطن لا حوار يرعاه جمل أو يشرف عليه حجازى .. حوار يثمر عن وثيقة حقيقية لا سلمية ولا حربية