«الكوتشى اللى باش م اللف فى شوارعك يحرم عليه يبوس أرض غيرك».. كلمات ارتفع رنينها عبر صوت محمد محسن فى مشهد ليلى سلط الحياة على شوارع وسط البلد تلك هى البداية التى فضلها المخرج شريف البندارى لاستعراض أحداث فيلمه «على معزة وإبراهيم»، والذى تعرض لموجة من الانتقادات منذ عرضه فى أواخر عام 2016 وحذف الرقابة لعدد من أجزائه بحسب تصريحات صناع العمل. داخل إحدى القاعات بسينما زاوية فى شارع شامبليون حضر أحمد مجدى وعلى صبحى أبطال «على معزة وإبراهيم»، أحد العروض الخاصة بالفيلم والذى بدأ فى الساعة ال7.30 مساء وسط حضور كامل العدد لإجراء معايشة مع الجمهور والتعرف على ردود افعال وانطباعاته حول العمل الفنى عبر ندوة نقاشية طرحت فيها جميع الأسئلة من قبل الموجودين بصالة العرض. البداية كانت مع المخرج شريف البندارى الذى بدأ للتحضير للفيلم منذ أكثر من 5 سنوات مبررا ذلك بأن «على معزة وابراهيم»، عمل فنى استحق العناء وحالة فريدة من نوعها فقد حقق له المتعة على الصعيد الشخصى بعد عرضه خاصة بعد ان شاهد مدى تفاعل الجمهور البسيط مع أبطال الفيلم قائلا «هذه هى المرة الأولى التى أرى فيها العرض مكتمل العدد ولذلك قررت الحضور لإحساسى بقابلية المشاهد على الاندماج فى أحداث الفيلم، بالإضافة إلى عدوى الضحك الناتجة عن المفارقات الكوميدية على مدار الساعتين ونصف مدة عرض الفيلم». «ندى مش معزة يا إبراهيم دى روح مهمة ممكن تكون فى أى جسم حيوان أو بشر».. حوار دائر على مقربة من شط البحر بين بطلى الفيلم بعد أن أصبحت المعزة مصدر إلهام فى حياتهم وغيرت مسار أقدارهم وهنا تحدث الممثل أحمد مجدى عن نجاح السيناريو فى تحويل المعزة إلى رمز يمكن اختياره صديقا إلى الأبد وهو جوهر ومغزى الفيلم قائلا «ندى أو المعزة كانت ترتجل بكل وداعة ولطف ما انعكس على تطور الأحداث والمفارقات الدرامية داخل العمل الفنى وأصبحت المعزة الشخصية الرئيسية التى ارتبط بها جميع المشاهد حتى النهاية». يعاود المخرج شريف البندارى الحديث مجددا ويكشف كواليس وقوع الاختيار على الممثل الواعد على صبحى الذى جسد شخصية على معزة فيقول «كانت هناك معركة حميدة مع المنتج محمد حفظى لاختيار بطل غير معروف يصلح كرفيق أبدى ل«ندى»، أو المعزة وكنت أعلم أنها مجازفة فيما يتعلق بردود فعل الجمهور. ويواصل البندارى حديثه «كنت أريد تحقيق معادلة بها نوع من التوازن بين ابطال العمل فكان هناك الممثل أحمد مجدى صاحب الخبرات المتعددة فى أكثر من عمل فنى سواء فيلم عصافير النيل ومولانا وفى المقابل أردنا اختيار ممثل لديه حضور وإمكانية تؤهله من التفاعل مع الجمهور من خلال خفة ظله ونجاحه فى التواصل مع حيوان أليف مثل المعزة وهى العناصر التى وجدناها فى على صبحى قائلا «فعلا المعزة كانت بتحب على». لم يخل الحوار من حديث على صبحى والذى شرح تجربته فى الفيلم للمشاهدين فيقول «دخلنا العمل بمنتهى الجدية واعتمدت على خبراتى السابقة من خلال التمثيل على خشبة المسارح، وصحيح أنه لم يسبق لى تجسيد شخصية رئيسية شكلت محورا مهما فى أحداث فيلم فى صالات العرض المصرية ومتاح للجميع من قبل إلا ان المخرج شريف البندارى هيأ لى المناخ المناسب وأعطانى مفاتيح الشخصية ولم أجد صعوبة فى الوصول إلى المعلومة منه». ويسترسل صبحى «كانت هناك لحظات عصيبة مررت بها أثناء التصوير وكان يخالجنى الشعور أحيانا بأنى لم أصل بعد إلى مرحلة الاتقان الكامل لشخصية «على معزة» إلا ان طاقم العمل كان دائما ما يقدم الدعم وكان الجميع حريصا على تشجيعى وبالتالى كان الأمر ملهما فى تقمص الشخصية بالقدر المطلوب بدليل تفاعل الجمهور مع «على معزة» وحبه لها على مدار أحداث الفيلم» وهو ما تحقق بعد جهد مكثف وعمل شاق وقد احببت المعزة واصطحبتها لبعض الوقت إلى منزلى. أحمد مجدى تحدث عن تجربته الشخصية فى فيلم «على معزة وابراهيم»، قائلا «هذا هو العمل الأفضل فى مسيرتى الفنية فكان هناك سيناريو ساعد على إحكام عناصر التمثيل وإتقان العمل فضلا عن المعاناة التى تجرعتها للدخول فى مكنون شخصية ابراهيم صديق على معزة المصاب بمرض الهلوسة السمعية فقد ذهبت إلى طبيب نفسى للمعايشة وتعلمت الموسيقى والعزف على الجيتار». ويضيف مجدى «حاولت أن أثقل الشخصية وأخرج ما بداخلى من طاقة، لكى أطلقها إلى النور فى هذا الفيلم وكانت المعاناة الحقيقية فى شخصية ابراهيم متمثلة فى كيفية مشاركة الألم الوجدانى مع الجسدى فى وقت واحد فطبيعة الشخصية توضح اقتناع ابراهيم بأن ما يمر به من أزمات وصراع سببه لعنة ذهب من خلالها إلى الدجال للبحث عن الخلاص وليس مرضا نفسيا». ويسدل المخرج شريف البندارى الستار على النقاش بالتأكيد على عدم رغبته فى خلق نوع من الاسقاط السياسى عبر بداية أحداث الفيلم حينما لجأ ضابط الشرطة لتوبيخ سائقى الميكروباص وقال «كل ما أردته هو تحقيق التقارب بين على وابراهيم الذى جمع القدر بينهم فى أحد الأحياء الشعبية بالدرب الأحمر بعد أن صاحبتهم أزماتهم الإنسانية ووجدوا ضالتهم فى معزة غيرت نظرتهم للحياة». وتحدث مخرج العمل عن كواليس حذف الرقابة لأجزاء من الفيلم قائلا «هذه هى المرة الأولى التى اقدم فيها على إخراج فيلم طويل وأخوض تجربة مشاهدته مع هذا الجمهور ولكن حزنت على حذف الرقابة لجملتين صوت وصورة فى سياق الأحداث فقد قررنا ارسال الفيلم إلى الرقابة قبل وجوده بدور العرض وصالات السينما بشهر ونصف وقد طمأننا الجميع بأن الفيلم جيد ويستحق العرض ولكن تعرضت للصدمة بعد الحذف فقد بذلت مجهودا كبيرا لخروج هذا العمل الفنى بتلك الصورة وعشت أسوأ 48 ساعة فى حياتى بعد حذف تلك الأجزاء».