سادت حالة كبيرة من الاستياء بين مشجعي نادي ريال مدريد الإسباني، بعد الأداء الباهت للفريق في الفترة الأخيرة، والتي شهدت اعتماده على الفوز عن طريق تسجيل الأهداف من خلال العرضيات العشوائية والتي تشبه أهداف لعبة البلايستيشن الشهيرة "اليابانية". وحقق النادي الملكي أخر فوزين عن طريق العرضيات, بفضل رأسيات اللاعب سيرجو راموس التي أصابت شباك نابولى، ونجح في أبعاد الفريق عن السقوط في فخ التعادل أمام ريال بيتيس وتسجيل هدف الفوز من عرضية عشوائية في اللحظات الأخيرة، ليستفيد الفريق من هزيمة برشلونه أمام ديبورتيفو وتكون العرضيات هي الحل الوحيد للريال لتحقيق الفوز. ولم يلاقي هذا الأداء أعجاب جماهير ريال مدريد الغفيرة والتي اعتادت على الطريقة الفنية للاعبي الفريق في إسعاد المشجعين بكرة عالمية ذات أسلوب متميز، إلا أن هذه الطريقة ستكون جيدة للفريق في إحراز الأهداف خاصة بعد عودة اللاعب جاريث بيل من الإصابة والذي يتميز بطول القامة، بالإضافة إلى وجود راموس وفاران اللذان يمكن إشراكهما في الكرات الثابتة، وأيضا اللاعب موراتا والذي يمتلك القوة في السيطرة على الكرات الهوائية، وبذلك يصبح اللجوء إلى العرضيات حل جيد يفيد الفريق في إنهاء المباريات لصالحه. ولكن تكمن المشكلة في الاعتماد على هذا الأسلوب في أمرين: أولا: (كرات لعلها تصيب) الاعتماد على الكرات العرضية في إحراز الأهداف لا يكون مؤكدا في كل الأحوال، بدليل أن كل مباراة اتبع فيها النادي الملكي هذا الأسلوب نفذ فيها ما يقرب من 40 عرضية أسفرت عن إحراز هدف أو هدفين على الأكثر، وذلك لعدم وجود جملة تكتيكية يتم من خلالها تنفيذ عرضية متقنة في الوقت الصحيح بدلا من إضاعة وقت المباراة في العرضيات العشوائية التي يرسلها اللاعبين مارسيلو و كارفخال لعدم وجود المساندة. ثانيا: (وجود منافس قوى) إن قدرة ريال مدريد في الضغط على المنافس في أخر دقيقه تخفى عيوب هذا الأداء, ولكن في وجود فرق قوية منافسة لهم، سوف تستطيع منعهم من الوصول الى الأطراف مما يقلل بشكل كبير من قدرتهم على التسجيل من خلال العرضيات والكرات الثابتة، وهو ما سيترتب عليه عدم تحقيق الفوز حال الاستمرار باللعب بهذا الاسلوب وعدم تطويره. المشكلة هنا ليست العرضيات، بل المشكلة بجعلها السلاح الوحيد لتحقيق الفوز، واستخدامها بشكل كبير تسبب في قتل أسلحة كثيرة أخرى يمتلكها الفريق وهو ما يجب الوقوف عنده، وهو ما ظهر في تصريحات المدير الفني زين الدين زيدان بعد مباراه ريال بيتيس والتي أكدت انزاعجه من أداء الفريق, بعد أن تركزت أسئلة الصحفيين حول العرضيات والكرات الثابته ليعلق قائلا: "بالتاكيد نتمنى أن نسجل من هجمات مفتوحه". وكان النادي الملكي يلعب كره اكثر توازنا في عهدي "انشيلوتى" و"مورينيو", فهل ستتوفر الرغبة لدى الفريق والمدرب لتطوير هذا الأسلوب, من أجل أستعاده المنافسه أوربيا والصداره محليا.