قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن تنظيم النسل مباح شرعاً، ولا يتعارض مع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة». وأضاف الجندي أن بعض الناس يفهم هذا الحديث خطأ ويتمسك بالشكل دون المضمون. مشددًا على أن التكاثر لا يتماشى مع واقع المسلمين في الآونة الأخيرة، لأن كثرتنا لا تدعو إلى المفاخرة بل تعطي صورة عن الجهل وقلة التعليم وتفشى الأمراض في المجتمع. وأوضح المفكر الإسلامي، أن الكثرة العديدة التي أرادها الحديث هي التي ينبغي أن تحيا حياة كريمة وأن تكون على علم وثقافة لتنافس الدول الأخرى، أما الكثرة الضعيفة فيشب الإنسان فيها ضعيفاً، ولا نستطيع المفاخرة بها، لأنها تعطي انطباعا سيئًا. وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن هناك سوءات تظهر في كثرة الإنجاب منها انتشار أطفال الشوارع، والآباء لا يستطيعون توفير ضرورات الحياة لأبنائهم من مأكل وملبس ومشرب وتعليم، ورعاية صحية. ولفت إلى أنه لا يؤيد إصدار قوانين تنظم النسل، لأن البشر يستطيعون التحايل على القوانين، مشيراً إلى أنه لابد أن زرع ثقافة تنظيم الأسرة في المجتمع وتصحيح الأخطاء، مؤكداً أن الإقناع أفضل من سن القوانين. يذكر أن عدد سكان مصر تجاوز أمس ال90 مليون نسمة، لتكون القاهرة أكثر المحافظات اكتظاظاً بالسكان ب9 ملايين و440 ألفا و145 نسمة، تلتها محافظة الجيزة ب 7 ملايين و758 ألفا و950 نسمة، فيما احتلت محافظة جنوبسيناء المرتبة الأخيرة من حيث عدد السكان ب173 ألف نسمة. ويشكل معدل النمو السكاني حالياً أهم وأخطر التحديات التي تواجه المجتمع المصري؛ حيث بلغ هذا المعدل 2.55% عام 2014، وهو أكبر من خمسة أضعاف املعدل بالدول المتقدمة، وحوالي ضعف معدل الدول النامية. من المتعارف عليه اقتصادياً أن المحافظة على مستوى المعيشة في أي مجتمع يتطلب أن يتعدى معدل النمو الاقتصادي معدل النمو السكاني بثلاثة أضعاف على الأقل، وقد بلغ معدل النمو الاقتصادي في السنوات الأربع بعد ثورة يناير حوالي 2%، واستمر معدل النمو السكاني بمستوى 2.5 % تقريباً، وهو ما أثر سلباً على مستويات المعيشة بشكل مباشر.