تلاميذ قرية السعيدية يستقبلون الدراسة فى «إسطبل»

أدى تلاميذ مدرسة السعيدية البحرية الإبتدائية، التابعة لإدارة بلقاس التعليمية، بالدقهلية ، تحية العلم، وسط أكوام القش المتراصة في «جرن» يحيط بالمدرسة، وأقاموا طابور الصباح، والمواشى والحيوانات تمر حولهم، حيث إن المدرسة ليس بها سور ولا يوجد بها فناء، حيث يتخذ التلاميذ من «جرن القش» الموجود بالمدرسة فناء لهم.
«جرن القش» يخدم الأراضى الزراعية المحيطة به، والمدرسة عبارة عن «إسطبل» مبنى من الطوب الأبيض والأسمنت، وسقفه الصاج والقش، وأبواب الفصول قطعة من القماش «الملايات» و«السبورة» عبارة عن دهان الحائط باللون الأسود.
بدأ أول يوم دراسى بطابور في الخلاء في أرض يطلق عليها «الجرن»، حيث يتم تجميع أكوام «قش الأرز» بجوار المكابس، تمهيدا لكبس القش ونقله إلى مكان آخر. أصوات قش الأرز من على المكبس تختلط مع أصوات التلاميذ والمدرسين في طابور الصباح حيث الفقرات الإذاعية المدرسية في الطابور من تلاوة للقرآن الكريم والأحاديث النبوية وغيرها.
المواشى حاصرت التلاميذ في طابور الصباح وهى متجهة مع أصحابها إلى الأراضى الزراعية بجوار المدرسة.
المدرسة لا يوجد بها حمامات، ولا خزانات مياه، ولا أسوار، ويخرج التلاميذ لقضاء «الفسحة المدرسية» وسط الحقول الزراعية ويتسابقون على صيد «الفئران» التي تهاجم المدرسة مع بداية الدراسة.
سقف المدرسة «الصاج» أكلته «البرومة» وتساقطت أسلاك الكهرباء منه، والتلاميذ يجلسون داخل فصول مفتوحة على الأراضى الزراعية، ويقضون حاجتهم فيها.
والأهالى أنشأوا حمامات لخدمة التلاميذ والمدرسين بالمدرسة على بعد 100 متر لمنع التلامي منذ قضاء حاجتهم في الأراضى المحيطة، وحمايتهم من الأمراض، على حد تعبيرهم.
وقال محمد صبيح، رئيس مجلس الأمناء بالمدرسة: «المدرسة غير آدمية وعبارة عن إسطبل للمواشى، ولا تصلح للتعليم أبدا، والأولاد بيهربوا من الشبابيك على الأراضى الزراعية ومافيش إى اهتمام من أي مسؤول».
وأضاف: «اشتكينا في كل مكان، وحضرت لجان من التربية والتعليم والمحافظة، وكل سنة يقولوا لنا السنة اللى جايه هيكون عندكم مدرسة جديدة، ومافيش أي حاجة بتتنفذ وللأسف الوضع بيزداد سوءا في الشتاء حيث تتساقط الأمطار من السقف على التلاميذ ويتراكم الطين في الفصول وأولادنا بيصابوا بالبرد».
من جانبه قال المحافظ حسام الدين إمام إنه تم إرسال لجنة من المحافظة، والأبنية التعليمية، ومديرية التربية والتعليم، برئاسة هناء عبدالعزيز، السكرتير المساعد للمحافظة، لافتا إلى أنه تم إدراج المدرسة في خطة الأبنية التعليمية لعام «2015- 2016».