أشادت بعثة صندوق النقد الدولي التي زارت مصر مؤخرابقدرة الاقتصاد المصري على الصمود في مواجهة الأزمات التي يواجهها الآن، وكذلكقدرته على التعافي بصورة أسرع مما كان يتوقع.وأعربت البعثة في تقريرها الذي أعلن جزء منه اليوم السبت الدكتور عبدالشكورشعلان ممثل مصر ومجموعة الدول العربية في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، خلاللقائه مع الصحفيين المصريين عن تفاؤلها مع تحقيق معدلات نمو سريعة وتقترب مماكان يتحقق من قبل في القريب العاجل.وأضاف شعلان أنه على الرغم من أن الحكومة المصرية اعتذرت عن قبول القرض الذيكان قد وافق الصندوق عليه من قبل، إلا أنه تم وضع الثلاثة مليارات دولار قيمة هذاالقرض تحت أمر مصر للتصرف فيها في أي وقت تشاء.وأكد الدكتور عبدالشكور شعلان قوة العملة المصرية، وأنها نجحت في مواجهةالأزمات العاتية التي تعرضت لها سواء خلال الأزمة المالية العالمية أو الأزمةالأخيرة خلال فترة ثورة 25 يناير .. مشيرا إلى أن المسئولين في الحكومة المصريةلديهم العزم على تخفيض العجز في الموازنة العامة من 12 % إلى 5ر8 % مع عدم المساسبسعر صرف الجنيه.وقال إنه يدرك تماما مدى حساسية موضوع الدعم بالنسبة للمصريين، وأنه نجح فيإقناع المسئولين في كل من البنك الدولي وصندوق النقد بعدم مطالبة الحكومة المصريةبالاقتراب من موضوع الدعم في الوقت الحالي، نظرا لأهمية هذا الموضوع وحساسيته لدىالمصريين.وأضاف أنه يتمنى أن تجد مصر طريقة مثالية لتطبيق نظام الدعم النقدي الذي يضمنوصول الدعم لمستحقيه بدلا من الدعم العيني الذي يستفيد منه الأغنياء والفقراء ولميصل إلى مستحقيه بالفعل.وقال الدكتور عبدالشكور شعلان ممثل مصر ومجموعة الدول العربية في مجلس إدارةصندوق النقد الدولي إن الاستثمار بمصر في الوقت الحالي يسير بخطى بطيئة، إلا أنهالم تعد مقلقة بالنسبة للصندوق لأن هذا أمر متوقع، خاصة مع عدم وضوح الرؤيابالنسبة للمستقبل السياسي للبلاد في الوقت الحالي، إلا أنه مع زوال هذه الحالةسوف تعود معدلات الاستثمار إلى ما كانت عليه، بل من المتوقع أن تتعداها، خاصة وأنهناك عددا كبيرا من الشركات العالمية الكبرى لديها الرغبة في الاستثمار بمصروتنتظر فقط استقرار الأحوال.وحول عدم قدرة صندوق النقد الدولي على رصد حجم الفساد الذي كان موجودا في مصرخلال حكم الرئيس السابق مبارك، أوضح شعلان أن الفساد موجود في جميع أنحاء العالم،إلا أنه لم يكن أحد يتوقع أن يصل إلى هذا الحد في مصر، خاصة وأن الفئة التي كانتملتفة حول الرئيس هي التي تزاول كافة أنواع الفساد.وأشار إلى أن المؤتمر السنوي لكل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والذيكان من المقرر أن يعقد في مدينة شرم الشيخ العام المقبل، اعتذرت مصر عن استضافتهنظرا للظروف التي تمر بها البلاد الآن .. موضحا أنه طلب أن تقوم واشنطن تقديرالمصر باستضافة هذا المؤتمر بدلا من أن يذهب إلى دولة أخرى مع الاحتفاظ بحق مصر فيعقد المؤتمر بمجرد تحسن الظروف فيها، علما بأن هناك ضغوطا من اليابان لاستضافةالمؤتمر بدلا من مصر، إلا أن الطلب الياباني من المتوقع أن يقابل بالرفض.ولفت إلى أنه اجتمع أمس مع الرئيسة الجديدة لصندوق النقد الدولي كريستينلاجارد، واستعرض معها الأوضاع الاقتصادية في الدول التي يمثلها .. مشيرا إلى أنهوجد انطباعا إيجابيا لديها حول تلك الاقتصاديات.