قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمجرد توليه الحكم وضع بصماته وأحدث هزة كبيرة في السياسة الخارجية للملكة العربية السعودية. وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن سلمان شن "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين باليمن، وكثف الدعم للمعارضة السورية، ما اعتبر مؤشرا على لعبه دورا أكثر حزما لحماية "السنة" ضد تنامي نفوذ إيران الشيعي. ونقلت الصحيفة عن نواف عبيد، مستشار سابق بالديوان الملكي السعودي، والباحث بمركز بيلفر للعلوم والشئون الدولية، قوله "هذه لحظة السعودية بالنسبة للمنطقة". وأضاف "عبيد" أن الحلفاء العرب يعتبرون المملكة الزعيم الأكثر استقرار وقدرة، في حين أن مصر القوة التقليدية في المنطقة تواجه أزمات داخلية. وتابع "عبيد" "هدف الملك سلمان هو أن "تشكل الوضع من حولك، بدلا من أن تتشكل أنت من خلاله". وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من أن تنامي النفوذ الإيراني بالمنطقة، من خلال دعم ميليشيات تعمل بالوكالة في العراق وإرسال الأموال والمساعدات العسكرية لنظام بشار الأسد في سوريا. ونقلت الصحيفة عن فهد نزار، المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية بواشنطن، قوله "قدرة إيران على استغلال اضطرابات المنطقة وتوسيع نفوذها في العالم العربي جعلت السعوديين أكثر حزما". وأضاف: "إن للمك السعودي سجلا خاليا من الفساد، وقد تعامل مع كل شيء من النزاعات القبلية إلى مشاريع البنى التحتية، وعالج هموم واحتياجات السكان". وقالت الصحيفة، إن "سلمان يتسم بالتواضع ويجتمع بالسكان العاديين والمثقفين، وحين شنت السعودية عاصفة الحزم أيدها رجال الدين وامتدحوا العاهل السعودي باعتباره مدافعا عن المملكة وجيرانها، ولا تزال العملية تحظى بشعبية كبيرة بين السعوديين، وقد أدت في الواقع إلى زيادة المشاعر القومية في جميع أنحاء البلاد".