توقع عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة ألا يحصل أىمن التيارات السياسية على أغلبية خلال الانتخابات التشريعية القادمة، وبالتالىستكون هناك حاجة لتكوين ائتلافات فى إطار عملية سياسية نشطة تشهدها مصر.وقال موسى - فى مؤتمر صحفى عقده بمقر نادى صحافة فرنسا بباريس - إنالديمقراطية فى مصر ستكون بناءة وأن هذه الديمقراطية ليست أمرا حديث العهد فى مصرالتى بدأ بها أول برلمان فى عام 1862 وقبل كثير من الدول حتى الأوروبية، كما صدربها أول دستور عام 1923، وكذلك شهدت تداول للسلطة، وبالتالى فإن مصر تعود إلىتقاليد وممارسات انقطعت نتيجة الثورات والتقاليد.وأوضح أن الديمقراطية فى مصر لا يمكن أن تبدأ بإقصاء أى من التيارات السياسية،مشيرا إلى أنه كمرشح مستقل يحتفظ بمسافة واحدة مع كافة أعضاء المجتمع السياسىالمصرى ويسعى لجذب كافة الأطياف، مؤكدا أنه من المهم فى هذه المرحلة التى تمر بهاالبلاد أن يتم اختيار مسئولين منتخبين يمثلوا الشعب المصرى كله دون تفرقة بسببتوجهات سياسية أو انتماءات دينية.ورأى موسى أنه لا ينبغى إجراء الانتخابات التشريعية أولا وإنما يتعين إجراؤهابعد الانتخابات الرئاسية، من أجل إعطاء فرصة للأحزاب ليتاح لها أن يكون هناكاختيار شعبى واسع.وعبر عن ثقته فى أن الأحزاب الليبرالية لها ثقلها فى مصر، وأن المصريين سيعطونأصواتهم لأحزاب من بينها التيار الليبرالى.وحول العلاقة بين الجيش والرئيس المصرى القادم، قال موسى إن مصر تدخل مرحلةجديدة من الديمقراطية وأن الجيش المصرى جيش وطنى يحترم الجميع دوره فى حمايةسيادة البلاد، وسيكون هناك رئيس ونواب منتخبون، متوقعا ألا تكون هناك أية أزمةفى هذا الصدد.وأشار عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة - خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدهبباريس - إلى أنه عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية فى عهد مبارك كان يمثل مصروليس فقط النظام، معربا عن شعوره بالفخر إزاء ما حققته السياسة الخارجية لمصرخلال فترة توليه لهذا المنصب، وقال إن مصر تحتاج فى هذه المرحلة الحرجة إلىالخبرة مع روح الشباب من أجل تجسيد طموحات الشعب المصرى.وشدد موسى على أنه ليس هناك رجعة للماضى، وأن النظام السابق انتهى وهناك قوىسياسية جديدة فى طريقها للظهور للمساعدة فى تحقيق نهضة مصر، بعد سنوات منالسياسات السيئة والفساد الذى ساد فى الماضى.وفيما يتعلق بأوضاع الأقباط فى مصر، قال موسى إن الأغلبية العظمى من المصريينيشعرون بأن مشكلة غير حقيقية فرضت على المجتمع نتيجة إهمال النظام السابق، وأنمصر يجب أن تكون مجتمعا واحدا لكل المصريين، وهى كذلك بالفعل، مشيرا إلى أنالدستور ينص على المواطنة التى تحدد الحقوق والواجبات وعلى الجميع العودة إلىالقواعد واحترامها وتطبيقها على الكل.وأضاف أن مصر لها ثقافتها وأغلبية سكانها من المسلمين، مع احترام أصحابالديانات الأخرى فى الوقت نفسه، بحيث يكون للجميع نفس الحقوق والواجباتالمتساوية، مؤكدا أن المادة الثانية من الدستور تقوم على المبادىء العامةللشريعة ويجب أن تستمر.وفيما يتعلق بمسألة المضى قدما فى محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، قال موسىإن الاتهامات الموجهة لمبارك محل بحث من القضاء، وهذا الأمر متروك للقضاء وحدهدون غيره من جهات.وحول مستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل، قال عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة- خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بباريس - إن هذه العلاقات تحكمها اتفاقاتالسلام التى يتعين على الطرفين احترامها بنفس القدر، مؤكدا أن مصر تلتزم بإقامةسلام عادل فى المنطقة وذلك على أساس التوصل إلى حل عادل للنزاع العربى الإسرائيلى.وأكد موسى أن السياسة الخارجية لمصر يجب أن تتوجه للبناء والسلام وليسللمواجهة، موضحا أن ذلك يتطلب سياسة تعمل على حل المشاكل ومن بينها النزاع معإسرائيل من خلال توازن فى الحقوق والواجبات لكل طرف، ومشيرا إلى أن الجانب العربىلا يزال يؤمن بمبادرة السلام العربية.ونفى موسى أن يكون موقف الحكومة المصرية من الوضع فى ليبيا غامضا، موضحا أنقرار الجامعة العربية التى وافقت عليه مصر ينص على الاتصال بالمجلس الوطنىالانتقالى الليبى وأن القاهرة ستستقبل وفدا من المجلس قريبا.وأكد أن الوضع فى ليبيا لا يمكن له إلا أن يتغير، مشيرا إلى أن الجامعةالعربية تعمل مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى ومنظمةالمؤتمر الإسلامى، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار تحت رقابة دولية ثم إطلاقعملية سياسية لتحديد طبيعة المرحلة الانتقالية فى ليبيا على أن تقوم على أسس منأهمها الحفاظ على وحدة ليبيا وعدم تقسيمها، واحترام سيادة ليبيا دون غزو أواحتلال، وظهور قوى سياسية جديدة فى ليبيا يختارها الليبيون ويدعمها العربوالمجتمع الدولى، لبناء ليبيا جديدة.وشدد موسى على أن دور مصر فى المنطقة معروف ولا يحتاج إلى إعادة صياغة، لأنهاحجر الزاوية فى المنطقة، ولا يمكن إقامة أى نظام أمنى يحافظ على استقرار المنطقةبدون مصر.وحول العلاقات مع إيران، قال عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة - خلال المؤتمرالصحفى الذى عقده بباريس - إنه طالما دعا إلى ضرورة الحوار بين العالم العربىوإيران لحل المشاكل القائمة بين الجانبين، مشيرا إلى أن السياسة الجيدة تتطلبالجلوس والتحاور لحل المشاكل وصياغة شكل العلاقات بين الجانبين.وأوضح أنه طرح خلال توليه منصب أمين عام الجامعة العربية مبادرة الجوار العربىللتعامل والحوار مع دول الجوار للعالم العربى خاصة إيران وتركيا، ولكن الدولالعربية لم توافق على هذا المقترح.وفيما يتعلق بالوضع فى سوريا، رأى موسى أنه لا تزال هناك إمكانية لتنفيذ سياسةتستجيب لطموحات المتظاهرين فى سوريا، مشيرا إلى أن إطلاق النار على المتظاهرينيعد أمرا غير مقبول، وكذلك من غير المقبول استخدام الوضع الحالى فى سوريا لخلقمشاكل ومواجهات داخل البلاد.ودعا إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع وإنهاء الأزمة، مشيرا إلى أنه لا تزال هناكإمكانية للتوصل إلى حل، ولكن إذا لم يتوافر الحل يكون هناك كلام آخر.وأعرب موسى عن أمله أن تتخذ فرنسا موقفا إيجابيا من الاعتراف بالدولةالفلسطينية فى الأممالمتحدة، بما يشكل عنصرا إيجابيا تجاه المنطقة وتجاه عمليةالسلام.كما أعرب عن أمله فى ألا تعارض الولاياتالمتحدة التوجه العربى للحصول علىاعتراف بالدول الفلسطينية فى الأممالمتحدة، ولاسيما بعد اللاءات السبعة التى ردبها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى خطابة أمام الكونجريس الأمريكى،على خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام1967 مع تبادل أراض يتم الاتفاق عليه.ومن المقرر أن يلتقى عمرو موسى اليوم بالجالية المصرية فى مدينة مرسيليا جنوبفرنسا، كما يعقد غدا الجمعة لقاءين مع الجالية المصرية الأول فى معهد العالمالعربى بباريس والثانى بضاحية لوبورجيه الباريسية.