حماقة نظام الحكم قبل ثورة 25 يناير هى التى جعلته لا يرى تلك التحولات التى كانت تحدث من حوله فبينما كان الأنترنت بأدواته ( المدونات والمواقع والفيس بوك وتوتير ويوتيوب ) يمارسدوره فى تشكيل جيل إعلامى جديد بالصوت والصورة إلى جانب الكلمة خارج سيطرة ذهب المعز وسيفه كان المغفلون من رجال النظام من المستهلكين فى مقاعدهم من مخلفات الاتحاد الاشتراكى والتنظيم الطليعى وجنرالات غرف النوم يعتقدون أن السيطرة على منى الشاذلى ومعتز الدمرداش ومجموعة التوك شو فى قنوات رجال الأعمال ممن كان يكفى أحدهم - اقصد الملاك - اتصال وزارى أو أمر من سكان القصر الرئاسى ليمنع هذا ويسمح بذاك هو الأهم فى حين أن هذا التضيق كان يعطى المزيد من الأهمية والأهتمام لحالة الإنفلات الإعلامى التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة وبالمناسبة الإنفلات الإعلامى يختلف عن الإنفلات الأمنى سواء فى الخطورة أو الأثر وإذا كان الإنفلات الأمنى مذموماً دوماً فأن الإنفلات الإعلامى ليس كذلك بل أن إنفلاته كان من أهم عوامل قيام ثورة 25 يناير التى اثمرت فى 11فبراير تنحى أو تنحية مبارك والقضاء نهائياً على خازوق التوريث وبالطبع هذا لا يمنع أن الإنفلات الإعلامى مذموماً فى بعض جوانبه حين يتاح للحمقى وأبناء السفلة من غير ضابط أخلاقى أو قانونى فيصير أداة لتحقيق مصالح شخصية ووسيلة من وسائل الابتزاز وتصفية الحسابات وفى هذا الصدد اتمنى أن تتوقف الروح الانتقامية فى وسائل الإعلام والتى تعلى صوت الإقصاء والاستبعاد والتى تكرر أخطاء نظام مبارك المتنحى فتدفع بفصيل إعلامى مهنى إلى الفضاء الالكترونى جريحاً ومدفوعاً بروح الانتقام الشريرة فيكتب بحبر الحقد الأسود ما يهدم ولا يبنى ومايفرق ولا يجمع واقولها وبصدق إذا كانت مصر كلها بحاجة للثائر الحق الذى عرفه الشعرواى بأنه يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد فأن الإعلام بحاجة أكثر لهذا الثائر الحق