أكد عدد من ممثلى شباب ائتلاف الثورة أننا أمامأزمة دستورية خطيرة ويجب أن نتوصل لإطار حاكم ومرجعى لمن يضع الدستورالجديدلمصر ، مشيرين إلى ضرورة أن يصاغ الدستور بمبدأ التوافق وليس الغلبة .جاء ذلك خلال ندوة التواصل الاجتماعى والتغيير التى عقدت مساء أمس بهيئةالكتاب و أدارها جورج اسحق أحد مؤسسى حركة كفاية وشارك فيها طارق الخولىالمتحدث الإعلامى بحركة 6 أبريل ، خالد تليمة عضو مكتب ائتلاف الثورة ، المخرجةهالة جلال والمخرجة شيرين طلعت .ورفضوا المشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه المجلس الأعلى للقواتالمسلحة والذى انطلقت أولى جلساته اليوم الأربعاء فى مسرح الجلاء بمصر الجديدةقبل وضع أجندة واضحة لما سيتم التحاور حوله وآلية تنفيذه ، إضافة إلى وضع دستورجديد ، مؤكدين أن معركتهم القادمة ستكون تحقيق شعار الدستور أولا .وقالوا إن تعديل قانون تكوين الأحزاب الجديد يعيق التعددية الحزبية التى هىأساس الديمقراطية ، معتبرين أن كل ذلك يصب فى خانة تغيير قشرة النظام فقط .وأجمع المشاركون على أن الإنترنت لعب دور الإعلام البديل فى الثورة وسيظلكذلك حتى يحرر الإعلام المصرى ، كما اتفقوا على وجود احتقان طائفى فى مصر، لا يجبإغفاله وأن التعامل معه لن يكون مجديا إلا بالتعامل القانونى وبإطلاق حزمةالقوانين التى تساوى بين المصريين، ولاتفرق بينهم بسبب الدين ، منها قانون موحدللعبادات .وقال جورج إسحق أحد مؤسسى حركة كفاية إن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك سقطولكن الدولة قائمة ، وما حدث فى مصر ليس ثورة شباب ولكنها ثورة الشعب المصرى و25يناير لم يكن البداية فقد أسسنا حركة كفاية فى 2004 ولم نأخذ إذن من الأمن فى أيةمظاهرة قمنا بها وكنا نعتمد فى تلك المظاهرات على نص الدستور الذى يكفل حقالتظاهر للشعب وكذلك الوثيقة الدولية .وأضاف أن تراكم هذه المظاهرات إلى جانب المواقع الاجتماعية ساعد فى قيامالثورة ولكنها قامت فى الأساس لأسباب أخرى بدأت بغرق العبارة ثم حوادث القطاراتثم حريق مسرح بنى سويف وتزوير انتخابات المحليات ومجلس الشورى ومجلس الشعب وتمهذا التزوير بشكل فج ومستفز وأخيرا جاءت أحداث كنيسة القديسين مما ساعد على نزولالناس يوم 25 يناير وتخويف الأمن لهم .وعن الإعلام ، قال إسحق إن موقع حركة كفاية كان بمثابة الإعلام البديل وكانينقل ما يحدث فى المظاهرات فى نفس اللحظة ، مؤكدا أننا فى أزمة دستورية خطيرةويجب أن نتوصل لإطار حاكم ومرجعى لمن يضع الدستور، كما يجب وجود مواد محصنةللدستور أو مواد فوق دستورية، ولا يصح أن يضع الدستور صاحب المصلحة .وأوضح أن الجميع ينادى بدولة مدنية فالإخوان يقولون ذلك واليساريون أيضا ولكنأولا يجب أن نعرف الدولة المدنية ونتفق على ماهيتها ، مشيرا إلى تمسكه بما صرح بهالدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء فى أول حوار وطنى حيث قال لن يصدر قانونإلا إذا جاء بناء على حوار مدنى .وعن الفتنة الطائفية، قال إسحق إنه غير راض عن تعبيرات عنصرى الأمة أو قطبىالأمة ، مضيفا أنه لا يعلم غير كلمة المواطن والمواطنة ، وأكد على ضرورة وجودقانون موحد للعبادات.وبدورها، قالت هالة جلال مخرجة الأفلام التسجيلية والناشطه السياسية إن موقعالتواصل الاجتماعى الفيس بوك أوجد منتدى للحوار وفرصة للتخاطب وتبادل الآراء فىظل قمع السلطة ومنعها لأى حوار ضدها .وقال طارق الخولى المتحدث الإعلامى بحركة 6 أبريل إن الفيس بوك كان هو الإعلامالبديل وكنا ننقل عليه ما يحدث فى المظاهرات وفى الميدان أولا بأول وكان يمثلضغطا على النظام عندما يعتقل أحد زملائنا كان يعرف الجميع من خلاله ، وكانتالدعوة للمظاهرات يوم 25 يناير من عدة صفحات على الفيس بوك .وأضاف أن أخطر مراحل الثورة كان الخطاب الثانى للرئيس السابق حسنى مبارك فقدتعاطفت الناس معه وبدأ المتظاهرون ينصرفون من الميدان ثم جاءت موقعة الجمل وكانتبمثابة الفرج لنا وبدأ الجميع العودة للميدان مرة أخرى .وعن مسألة الفتنة الطائفية، قال إن الأمن لم يستطع أن يلعب عليها وقت الثورةولكن الآن يفعل ذلك ،أما بناء الدولة فيجب أولا وضع دستور ثم الانتخابات الرئاسيةثم البرلمانية ، مضيفا أن النظام الرئاسى هو الأنسب لهذه الفترة.وبدورها، قالت الناشطة والمخرجة شيرين طلعت إن دور الإنترنت كان مهما جدا كآليةمن آليات التحرك ، لكنه ليس المحرك الرئيسى للثورة، مشيرة إلى أن الثورة ما زالتمستمرة ولم تنته ، وعن الإعلام أكدت أيضا أن الإعلام المصرى لم يحرر حتى الآنومازال بوقا لمن له مصلحة وسيظل الإنترنت يلعب دور الإعلام البديل حتى يحررالإعلام المصرى.وحدد خالد تليمة من شباب الثورة المشاركين فى ندوة التواصل الاجتماعى والتغييرالأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير ولخصها فى عدة عوامل منها أن 40% من المصريينيقعون تحت خط الفقر، والإهدار الممنهج لكرامة المصريين يوميا فى أقسام الشرطة ،ودور الثورة التونسية فى إيصال رسالة مفادها أنه لا شىء مستحيل .وأضاف أن ما حدث فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية أكد أننا أمام مشروعينمختلفين الأول مشروع يريد أن يعود بنا إلى الوراء على رأسه السلفيين والإخوانواتضح ذلك فى استخدام الدين وقت الاستفتاء على التعديلات الدستورية وأن نعمكانت تعنى أنك مع الله حتى سيطرت كلمة نعم على خطبة الجمعة التى سبقت الاستفتاء ،وما قيل فى جوامع مصر وما حدث على أبواب اللجان هو شىء يفوق العقل.وأوضح أن المشروع الثانى يبحث عن دولة مدنية ، ويجب أن نسأل أنفسنا ما المطلوبمن القوى المدنية والسياسية فى مصر فى الفترة القادمة حتى لا يسيطر الإخوان على90% من البرلمان ؟.وعن اللغط الدائر حول انسحاب الشباب من الحوار الوطنى ، قال تليمة إن الائتلافمسئول فقط عن ما يقوله ولن نذهب للحوار الوطنى الذى دعا إليه المجلس الأعلىللقوات المسلحة قبل وضع أجندة واضحة وآلية لما سيحدث ولما سنتحاور عليه ، ووضعدستور جديد وستكون معركتنا القادمة تحقيق شعار الدستور أولا ، فهناك حرص شديدمن المجلس العسكرى أن تتغير قشرة النظام فقط فى الظاهر وهذا واضح فى تعديل قانونتكوين الأحزاب فالقانون الجديد يعيق التعددية الحزبية وهذا التعدد هو أساسالديمقراطية .وأشار إلى أننا علقنا الحوار الوطنى مع المجلس العسكرى منذ يوم 9 أبريل فهناكحوالى 5000 من زملائنا يحاكمون فى محاكم عسكرية ومعتقلين ولن نتنازل عن توضيح هذهالأمور .