بات عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على تخوم دمشق بالتزامن مع تقدمهم في وسط البلاد، في وقت أكد وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند والفرنسي رولان فابيوس، أن الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سورية، وسط إدانة فرنسية للقاء نواب فرنسيين إياه في دمشق. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» نقلا عن الحياة اللندنية أمس، بأن «داعش» سيطر على منطقة جبل دكوة في الغوطة الشرقيةلدمشق «عقب معارك عنيفة مع الثوار»، في وقت نشر التنظيم صوراً لآليات قال إنها تابعة ل «الصحوات السورية» في إشارة إلى «صحوات العراق» التي شنت هجمات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» قبل سنوات. وقال عضو «مجلس قيادة الثورة» عمار الحسن إن «داعش» اقترب من الغوطة أكثر «بعد سيطرته على جبل دكوة قرب بير القصب، والخوف أن يتقدم أكثر باتجاه طريق العتيبية وبذلك تتضاءل آمال فك الحصار عن الغوطة»، مشيرة إلى أن جبل دكوة موقع استراتيجي يعتبر البوابة الشرقية لغوطة دمشق. تزامن ذلك مع سيطرة «داعش» على مراكز لقوات النظام في ريف حمص الجنوبي وسط البلاد. وقال نشطاء معارضون إن التنظيم هاجم أمس «ثلاثة حواجز لقوات النظام في جبال الشومرية جنوب حمص وسيطر عليها بعد قتل وإصابة العشرات». في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن التحالف الدولي- العربي شنّ غارات على مواقع «داعش» قرب بلدة تل تمر حيث هاجم المتشددون عدداً من القرى المسيحية وخطفوا حوالى 220 مسيحياً. وكُشفت أمس هوية «ذبّاح داعش» المعروف ب «الجهادي جون»، إذ تبيّن أنه محمد إموازي (27 سنة) وهو من مواليد الكويت لكنه بريطاني الجنسية ودرس علوم برمجة الكومبيوتر في إحدى جامعات لندن قبل أن يفر إلى سورية عام 2012. في باريس، أثارت زيارة أربعة برلمانيين فرنسيين دمشق، إدانات واسعة، بدءاً بالرئيس فرنسوا هولاند وصولاً إلى سلفه نيكولا ساركوزي، فيما تصر باريس على رفضها إجراء أي اتصال بالأسد الذي وصفه هولاند بال «ديكتاتور» فيما اعتبره رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس «سفاحاً». وقال هاموند وفابيوس في مقال مشترك تنشره «الحياة» اليوم، إن «الأسد هو نفسه من يغذي الظلم والفوضى والتطرف، وفرنسا والمملكة المتحدة عازمتان على الوقوف معاً لمواجهة هذه الأمور الثلاثة»، مشيرَيْن إلى انه ل «الحفاظ على أمننا القومي علينا هزيمة «داعش» في سورية، ونحن في حاجة إلى شريك في سورية للعمل معه لمواجهة المتطرفين، وهذا يعني تسوية سياسية تتفق عليها الأطراف السورية وتؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. من المرجح أن يشمل ذلك بعض أقسام هيكل النظام الحالي و «الائتلاف الوطني السوري» وغير هؤلاء من المعتدلين، ممن يؤمنون بسورية تمثل الجميع وتحترم مختلف أطياف المجتمع. إلا أن من الواضح لنا أن الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في أي حكومة كهذه». نقلا عن الفجر