أكد خبراء إستراتيجيون أهمية زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر والتى تقرر أن تكون يومى 9 و10 فبراير الجارى، موضحين أنها تصب فى صالح التنسيق والتعاون فى مكافحة الإرهاب بالأساس . وكانت مصادر روسية قد كشفت أنه سيتم خلال الزيارة بحث العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر بغرض تعزيزها فى كافة المجالات، ومتابعة الاتفاقات التى جرى التوصل إليها أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا فى أغسطس 2014، كما سيتم بحث القضايا الدولية والإقليمية وتنسيق المواقف السياسية. كما أعلنت الخارجية الروسية نهاية العام الماضى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيزور مصر مطلع العام 2015، كما أن المبعوث الخاص للرئيس الروسى للشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف قد أكد فى وقت سابق، أن التحضيرات جارية على زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى مصر مطلع 2015، لافتا إلى أن جدول أعمال الزيارة يجرى التنسيق بشأنه مع الشركاء المصريين. ويؤكد حامد السيد الخبير الإستراتيجى أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس الروسى إلى روسيا باعتبارها شريكاً إستراتيجيا لمصر، فضلاً عن موقف الرئيس بوتين الداعم لثورة الشعب المصرى فى 30 من يونيو. وتوقع أن تبحث الزيارة سبل زيادة الاتفاقيات والاستثمار الروسية فى مصر بالإضافة إلى التعاون العسكرى والإستراتيجى فى مواجهة الإرهاب، فضلا عن القضايا الراهنة وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب خاصة وأن الرئيس السيسى قد أكد خلال لقاءاته مع المسئولين الروسيين أن مصر حريصة على تطوير علاقاتها مع روسيا الاتحادية فى المجالات كافة، ومن بينها التعاون لإنشاء الصوامع وتخزين الغلال بما ييسر من تصديرها إلى إفريقيا، آخذاً فى الاعتبار أن مصر تقدم لروسيا فرصاً واعدة ليس فقط على المستوى الداخلى وإنما أيضاً كمعبر لمرور وتيسير التجارة الروسية إلى كل من السودان وإثيوبيا فى إطار ما يمثله البلدان إلى جانب مصر من سوق ضخمة وفرص واعدة للاستثمار والعمل المشترك. كما عبر عن تطلع مصر لإعادة هيكلة المصانع التى تم إنشاؤها فى مصر إبان حقبة الاتحاد السوفيتى السابق. كما تتطلع روسيا إلى تكثيف النشاط الاقتصادى والتعاون التجارى والاستثمارى بين البلدين والعمل على إقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركى الأوروآسيوى الذى يضم كلاً من روسيا وكازاخستان وبيلاروس. ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسى جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الروسى تتناول مجمل الأوضاع الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها الأوضاع فى قطاع غزة والمباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، فضلاً عن ليبيا، وذلك اتصالاً بالتداعيات السلبية لتردى الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع فى العراق، وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية، والأزمة السورية، وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها. كما سيتم بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة فى المجال الاقتصادى والتعاون التجارى والاستثمارى والاتفاق على تفعيل دور اللجان المشتركة للبدء فى التفاوض حول إقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركى الأوروآسيوى الذى يضم كلاً من روسيا وكازاخستان وبيلاروس. يذكر أن آخر زيارة قام بها رئيس روسى إلى مصر كانت زيارة الرئيس السابق ديميترى ميدفيديف، التى استغرقت يومين (23 و24 يونيو عام 2009)، ووقعت مصر وروسيا خلالها 5 اتفاقيات للتعاون الثنائي.