أكد الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالةالدولية للطاقة الذرية والمرشح لرئاسة الجمهورية أن الحريات تأتي فقط بنظامديمقراطي حقيقي ، مشيرا إلى أن جزء كبيرا من الشعب المصري لا يعلم مدلول كلمةالديمقراطية ، وأن البعض يعتقد أنها تعنى التصويت في الانتخابات فقط.ورأى البرداعى ، خلال لقائه اليوم الخميس بطلاب برنامج القادة ورفع الوعيالسياسي وتشجيع المشاركة السياسية المقام بمقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أنكلمة الديمقراطية تعنى أن كل شخص صاحب هذه البلد وله مجموعة حقوق فيها منها حقالتعبير عن نفسه والتظاهر السلمي وحق حياة كريمة ورعاية صحية، وأن تتوفر متطلباتهالأساسية الموجودة في كل دول العالم كمسلمات.وأوضح البرادعي أن الثورة المصرية ثورة شعبية عظيمة أحداثها كلها مرت بطريقةسلمية استطاعت القضاء على النظام السابق، مؤكدا أن أهم إنجازات تلك الثورة أنناأصبحنا أحرارا ، كما يجب أن نتكاتف سويا خلال الفترة المقبلة للوصول إلى أكثرالنتائج الايجابية.وحول الحوار الوطني، قال الدكتور محمد البرادعي إنه لم يأتي بالشكل المناسب حيثجاء بعد الإعلان الدستوري بيوم، معتبرا أن الحوار كان يجب أن يكون الأولى للوصولإلى حلول ترضي كافة الأطراف.وأكد البرادعي على ضرورة أن تكون الإنتخابات البرلمانية المقبلة بنظام القائمةحتى لا يهمين حزب ما أو اتجاه معين على البرلمان الذي يمثل كافة فئات الشعب،داعيا إلى ضرورة المساواة بين الشعب سواء مسلمين أو مسيحيين والوصول لحوار وطني.وردا عن سؤال حول رأيه بالنظام الاقتصادي المصرى ، قال إن البرلمان الذي يمثلالشعب كان يجب أن يكون من أولى اهتماماته الجمهور الذي انتخبه لكن في نفس الوقتتجد أن قطاع كبير من هذا الشعب لا يجد الغذاء أو الماء، مشيرا إلى أن نحو 42 % منالشعب المصري يعاني من عدم وجود لديه تأمين اجتماعي.وبالنسبة للتعليم، أكد ضرورة أن يكون جيدا ومنافسا، طارحا في نفس الوقت تساؤلاكيف يكون التعليم مجانيا وفي نفس الوقت يلجأ أولياء الأمور إلى إلحاق أبنائهمبالدروس الخصوصية نتيجة أن التعليم متدهور؟!.كما أكد ضرورة أن يكون لدينا مصداقية وخطة طريق واضحة المعالم ، فضلا عن أنيكون لدينا صناعات مكثفة العمالة وفي نفس الوقت غير ملوثة للبيئة بالإضافة يجب أنيكون المنتج مطلوب ومتنافس عليه.وأكد الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذريةوالمرشح لرئاسة الجمهورية أن الفساد السياسي أسوأ بكثير من الفساد المالي ،مستشهدا بمقولة الصلاحيات المطلقة تؤدي إلى خلق مفسدة مطلقة وديكتاتور أخر.وحول مدى تفضيله لاستمرار مظاهرات يوم الجمعة بميدان التحرير؟ .. قالالبرادعي إن هناك احساس لدى الشباب والثوار بعدم التجاوب السريع مع مطالب الثورةولذلك يجب أن تتواصل التظاهرات لحين تحقيق كافة المطالب، لافتا إلى تصريحاتالمستشار محمد عبد العزيز الجندى وزير العدل التي دعا من خلالها إلى النزول غداالجمعة للتظاهر لحين تحقيق كافة المطالب.وأشار إلى أن مطالب الثورة تمحورت في عدد من المطالب وهى الحرية والعدالةالاجتماعية والمساواة ومحاسبة كافة رموز الفساد ، مؤكدا أنه عندما تكلم عنالتظاهر فهو يعني أن للمواطن المصري الحق في التظاهر وحقه في عمل مليون مظاهرةمليونية .كما استطرق إلى الثورة المضادة ومدى تقييمه لها، ولفت البرادعى إلى أنه يجب علىالحكومة أن تعرف من ورائها ومن يمولها ، لافتا إلى حادثة الهجوم التي وقعت لهبالمقطم ، والتي وصفها بالمنظمة والواضحة ، داعيا الحكومة والمجلس العسكري إلىسرعة التطهير لأن هذا مهم جدا للنهوض سريعا والمضى قدما إلى الأمام ويجب أن تكونهناك خطة واضحة هدفها الشعب وليس الوزارة والنظام مثل ما حدث في عهد الرئيسالسابق محمد حسني مبارك.وحول رأيه فى دور الجيش وأدائه خلال الفترة الماضية، قال الدكتور محمدالبرادعي إن المؤسسة العسكرية هى الوحيدة الموجودة حاليا في مصر ويجب أن يظلالمجلس العسكري على موقفه في حماية الثورة ومساندتها ويجب علينا كشعب أن نساعد فياستمرار الثقة بالجيش ، داعيا المجلس العسكري إلى ضرورة وضع خطة واضحة المعالموضرورة تكوين مجلس استشاري.وفي تساؤل حول وجود الرئيس السابق محمد حسني مبارك حتى الأن في شرم الشيخوإمكانية محاكمته، قال البرادعي إن مصر سوف تظل مريضة لحين رحيل مبارك أومحاكمته ، متهكما في نفس الوقت على الموقعة الشهيرة الملقبة بموقعة الجمل وكيفنكون في القرن العشرين ولازال يستخدم هذا الأسلوب من جانب الحكام.وأكد البرادعي أن احتمال الخطأ في النظام الديمقراطي أقل بكثير من النظامالفردي الذي يبرز ديكتاتورا جديدا ، ويجب علينا في الفترة المقبلة أن نعيد نظرنافي توزيع موارد الدولة والميزانية وتقليل الفروق الاجتماعية التي حدثت في 30 عاماوالتركيز على الفئات المهمشة وتوفير لهم التعليم والصحة والمسكن والغذاء .وبالنسبة لقرار منع المتزوجين من أجانب في الترشح لرئاسة الجمهورية، ضربالبرادعي المثل بالعالم الجليل طه حسين الذي كان متزوجا من فرنسية .. وتساءل لوكان هذا العالم على قيد الحياة هل كان سيتم منعه من الترشح لرئاسة الجمهورية.وفي ختام كلمته ، أكد البرادعي أنه يجب علينا أن نضع ثقتنا في المجلس العسكريويجب علينا أيضا أن ننتقده من منطلق الحرص على مصلحة مصر ، مشيرا إلى أن ثورة 25يناير التي قام بها شباب مصر لم تقوم إلا للقضاء على الفساد الذي انتشر خلال فترةالنظام السابق .