توفي إلي رحمة الله، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في الساعات الأولي من صباح اليوم لجمعة، ومن المقرر أن يدفن الملك في مقبرة العود، إلى جوار والده الملك المؤسس الملك عبدالعزيز. فمقبرة العود هي من أشهر المدافن في العاصمة السعودية الرياض، وتأتي في الشهرة بعد مقبرة البقيع في المدينةالمنورة وكذلك بعد مقبرة المعلاة في مكةالمكرمة، تضم مقبرة العود خمسة من ملوك السعودية وتتوسط العاصمة الرياض. ويدفن بها أغلب افراد العائلة المالكة بالسعودية حيث يتم فيها الدفن للجميع حكاما ومحكومين دون تفرقة تذكر وسميت بمقبرة العود كنايه لدفن العود "الملك عبدالعزيز" بها. وتقع مقبرة العود في جنوبالرياض وعلى شارع البطحاء أحد أعرق شوارع العاصمة ، وتصل مساحة المقبرة إلى مائة ألف متر مربع ، وقد تبرع بموقع مقبرة العود لأهالي الرياض المواطن سعد بن عبد العزيز بن حيا بن نحيث . يشير الباحث السعودي راشد بن عساكر إلى أن مقبرة العود حملت هذا الاسم نسبة إلى المكان الذي أقيمت فيه، موضحا أن الأسماء في كثير من الأحيان لا تعلل، لكن ربما أن اسم المقبرة جاء من جغرافية المكان الذي اشتهر في الأصل بالأراضي الزراعية، وكان ينبت فيه شجر العود، يرى البعض أنها سميت نسبة إلى الأب كبير السن، حيث إن مسمى العود في اللهجة السعودية يشير دائما إلى الأب كبير السن وبالتحديد إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود . ونظرا للمكانة التاريخية التي تشكلها هذه المقبرة فقد قامت أمانة منطقة الرياض في وقت سابق بنزع ملكية الأرض المحاذية لمقبرة العود من الجهة الشمالية أخيرا بمساحة إجمالية قدرها 42.257.141 مترا مربعا لتوسعة المقبرة، وستقوم الأمانة قريبا بالشروع في تنفيذ ما يلزم تلك التوسعة من أعمال تسوير ومرافق وخدمات، حيث تبلغ أطوال تلك التوسعة نحو 1792 م. وهي من الشمال 33.808 م، ومن الجنوب 62.723 م، ومن الشرق 92.113 م، ومن الغرب 35.147 م. وتم الانتهاء من تجديد الأسوار الخارجية لمقبرة العود الحالية ، حيث قامت الأمانة بإزالة الأسوار القديمة وإنشاء سور جديد بمواصفات معمارية حديثة ، وتم تعميمه كتصميم موحد لجميع المقابر داخل مدينة الرياض. كما أن مساحة مقبرة العود قبل التوسعة قدرها 90.355.501 م مربع ومجموع ما تم تسويره لمقبرة العود القائمة في حدود 4500 م. حيث تم تطوير الأرصفة الخارجية وتشجير الواجهات الرئيسية للمقبرة وخاصة الواجهة الغربيةوالجنوبية إضافة إلى إنشاء بوابة بتصميم مميز بعرض 13 مترا وارتفاع 5.7 متر تقريبا على المدخل الغربي للمقبرة الواقع على شارع البطحاء، وكتب عليها اسم المقبرة ومعلومات عن بدايتها. وتم تطوير وتجديد المدخل الغربي للمقبرة، حيث تم تجديد الأسوار على الجانبين وتجديد الأرصفة والإسفلت وتشجيرها من الجهتين مع تركيب بوابات حديدية جديدة كذلك تم فصل مباني الخدمات في المقبرة مثل المصلى والسكن والمرافق الأخرى عن مواقع الدفن بأسوار مرتفعة بطول ثلاثة أمتار تقريبا وتهيئة الطرقات الداخلية وأعمدة الإنارة.
وتذكر بعض المصادر التاريخية أن فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب دفنت في هذه المقبرة في الستينات من القرن الثالث عشر الهجري، كما دفن فيها قبل 162 عاما حمد بن راشد بن عساكر جد أسرة آل عساكر المعروفة في الرياض إضافة إلى موسى بن مرشد أحد أعيان مدينة الرياض وكان ذلك عام 1266 هجرية.