وصف مراقبون ومحللون سياسيون الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا بأنها قد تكون مقدمة لموجة إرهاب واسعة ربما تتكرر في فرنسا والعديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية وهي الدول التي ساهمت بقوة في صناعة الإرهاب الدولي، ودعم الجماعات المتطرفة وخاصة تنظيم داعش في سوريا والعراق ولبنان وليبيا. وأكد المراقبون أن هذه الدول صانعة الإرهاب بدأت تتجرع مرارة ما صنعت أيديها، ونتاج مؤامراتها الرامية لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وزعزعة استقرارها ونهب ثرواتها . وفيما دعت فرنسا إلى مسيرة دولية حاشدة للتعبير عن مناهضة الإرهاب وضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحته إلا أن هذه المسيرة لاقت انتقادات واسعة خاصة مع مشاركة صناع الإرهاب في العالم وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يمارس الإرهاب في كل لحظة إزاء الشعب الفلسطيني، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الذي تقود بلاده دعم التنظيم الدولي الإرهابي للإخوان، وعناصر تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق ولبنان وليبيا . وبدوره أكد الخبير الإستراتيجي حامد محمود أن الإرهاب الذي بدأت دول أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية تعاني منه، هو بالأساس صنيعتها وصنيعة إسرائيل التي تمارس الإرهاب الأسود منذ عدة عقود ضد الشعب الفلسطيني لنهب حقوقه، كما أنه صنيعة أمريكا داعمة تنظيم القاعدة الذي فتك بها في أحداث سبتمبر من قبل، كما أن الكثير من هذه الدول سابقة الذكر، يضاف إليها تركيا والعديد من دول المنطقة هي راعية لتنظيمات متطرفة وفي صدارتها تنظيم داعش الإرهابي. ولم يستبعد محمود ضلوع الموساد الإسرائيلي في هذه العمليات الإرهابية والاستفادة منها خاصة بعد إصرار رمز الإرهاب الدولي بنيامين نتنياهو على المشاركة في هذه المسيرة رغم رفض باريس لحضوره، ودعوة نتنياهو ليهود فرنسا للعودة إلى إسرائيل، معتبرا أن هذه الدعوة تستهدف بالأساس إعادة توطين هؤلاء في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وبالتالي توسيع دائرة الاستيطان. كما أعرب السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة عن استنكاره لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لليهود في فرنسا بالهجرة إلى إسرائيل في أعقاب العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها فرنسا ، ووصفها بأنها مرفوضة جملة وتفصيلا حيث تؤدي للمزيد من الفرقة بين الديانات، مشددا على أن هذا أمر خطير ويؤدي إلى تمزيق وتفكيك النسيج الوطني للدول، وغير مقبول في النظام الدولي. وقال صبيح:» إننا نستهجن ونستغرب موقف نتنياهو»، معتبرا أنه موقف يعبر عن عدم احترام إسرائيل للقانون الدولي والدول، خاصة أن هذه اللغة والسياسة تتكرر كثيرا من نتنياهو. وشدد على أن فرنسا دولة كبيرة لها مواقفها وبصماتها وعضو في مجلس الأمن منذ نشأته، وليس لنتنياهو أن يتطاول عليها بهذا الشكل، قائلا إن هذه الدعوات تخلق حالة من الفوضى والاضطراب في العالم. وشاركت مصر ممثلة بوزير الخارجية سامح شكري في المسيرة بباريس، وأجرى على هامش هذه الزيارة عددا من اللقاءات الثنائية مع قادة الدول والحكومات ووزراء الخارجية المشاركين في المسيرة الصامتة بالعاصمة الفرنسية باريس والتي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تنديدا بالعمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا خلال الأيام الماضية، حيث تناول الوزير شكري خلال اللقاءات قضية الإرهاب ودور مصر المحوري في مكافحته، وما حققته من نجاحات في هذا الصدد. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكري طرح على كبار المسئولين الذين التقى بهم الرؤية الشاملة التي تتبناها مصر في مواجهة الإرهاب، والتي لا تركز فقط على التعامل الأمني والعسكري، وإنما أيضا تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، والتركيز علي الجوانب الفكرية والثقافية لدحض الأفكار الظلامية للتنظيمات الإرهابية من خلال تعظيم دور الأزهر الشريف في نشر قيم ومبادئ الإسلام السمحة والوسطية والمعتدلة. وقد شارك في المظاهرة الرسمية في باريس نحو 50 من زعماء العالم، وشارك إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء تونس المنتهية ولايته مهدي جمعة، ووزراء خارجية مصر والجزائر والإمارات ولبنان، ومحمد بن حمد آل ثاني ممثل قطر. وسار الزعماء في مسيرتهم الصامتة مئات الأمتار وسط حراسة أمنية مشددة، ثم وقفوا دقيقة صمتا قبل أن يتفرقوا. وامتدت مسيرة باريس الشعبية التي أطلق عليها ز س في العاصمة الفرنسية. ورفع المتظاهرون شعارات ترفض الإرهاب وتؤكد تضامنهم مع ضحايا الهجمات الأخيرة التي قتل فيها نحو 17 شخصا. وشهدت عدد من المدن الفرنسية وعواصم عالمية مظاهرات مماثلة رفعت فيها شعارات للتعبير عن التضامن مع فرنسا عقب الهجمات التي استهدف أعنفها مقر صحيفة شارلي إبدو وأسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم صحفيون ورجلا أمن .