تحول من طفل يبلغ 10 سنوات إلى رجل.. استيقظ على واقع مؤلم.. والده ينفصل عن والدته ويتولى هو فجأة مسئولية والدته وشقيقته التي تكبره بعام واحد فيترك مدرسته ليبدأ مرحلة جديدة من حياته كرجل يعمل وينفق على منزله، عمل قهوجيا ثم ميكانيكيا ثم سائق توك توك حتى استقر في العمل كسائق ميكروباص بمنطقة بولاق الدكرور.. سنوات تحمل فيها المشكلات التي تسببها له والدته.. شكاها إلى أسرتها بالصعيد فلم يلق منهم استجابة. تركوها لتزيد في طغيانها وتسيء إلى أبنائها، فابنها كان يسير مطأطئ الرأس لسماعه سيرة والدته على ألسنة جيرانه وأصدقائه حتى كانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما رافقت الأم طبيبا وأوهمت نجلها بأنها تزوجته حتى اكتشف كذبها.. فاض به الكيل من سوء تصرفاتها وسلوكها وبعد أن وصل إلى طريق مسدود قرر قتلها والخلاص من عارها، فحمل مطواته بين طيات ملابسه وتوجه إليها وأنهى حياتها بعدة طعنات ونظر إليها نظرة واحدة وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة ثم هام على وجهه في الشوارع 4 أيام حتى تيقن من ضرورة عقابه على جريمته فسلم نفسه إلى النيابة العامة. "أمي ظلمتني وفضحتني وسط الناس كلها.. أدمنت المخدرات وأبويا طلقها وسابنا بسبب تصرفاتها وأخلاقها".. بعين مملوءة بالدموع بدأ "شريف. ا"، المتهم بقتل والدته ببولاق الدكرور، حديثه قائلا: "بدأت والدتى من حوالي 10 سنوات الإدمان، تناولت الحشيش والأقراص المخدرة حاولت منعها ولكنها لم تستجب تركتها تفعل ما تشاء اشتكيت لأشقائها وشقيقاتها بالصعيد ماحدش صدقني حتى بدأت مشاكلها في التزايد وسمعتها تلوكها الألسنة، حيث فوجئت منذ عام ونصف العام بأنها تزوجت دون علمي وفور علمي سألتها إذا كانت سعيدة مع زوجها الجديد إلا أنها بعد أسبوع لجأت لي وطالبتني بتطليقها من زوجها لبخله الشديد ومعاملته السيئة لها، وبالفعل قمت بإنهاء زواجها بناء على طلبها واستمرت معاملته السيئة لي والتسبب في مشاكل مع الجيران والأصحاب ومن ضمن مشاكلها اننا توجهت ذات مرة الي محافظة المنيا لزيارة جدتي وأقاربى، إلا أنها تركتنا في البلد ورجعت على منزلنا وغابت فترة فرجعت وراءها.. بحثت عنها كثيرا حتى عثرت عليها برفقة طبيب يدعى سيد مقيمة معه في معمل تحاليل، وعندما سألتها عن سبب تواجدها برفقته قالت إنها تعمل معه". واستطرد شريف قائلا: "ماكنش عندي مشكلة إنها تتجوز أكتر من مرة طالما على سنة الله ورسوله، ولكنها بعد حوالي 8 أشهر من تطليقها تعرفت إلى الدكتور السيد والذي علمت فيما بعد أنه يقوم بإجراء عمليات جراحية مشبوهة من ترقيع غشاء البكارة للفتيات وغيرها من العمليات غير القانونية، فيئست من محاولة تقويمها وإعادتها إلى رشدها حتى ساءت سمعتنا جدا بالمنطقة واستأجرنا أكثر من شقة بعد تداول سيرتها على الألسنة بمنطقة صفط اللبن، والتي تسببت أيضا في تطليق شقيقتي مرتين من زوجها فحاولت كثيرا إبعاد شقيقتي عن مشاكل أمي خشية تطليق زوجها لها. وعندما سألت والدتي عن سبب رفقتها للطبيب، قالت إنه يعطيها أموالا.. حاولت منعها لكنها رفضت الاستماع إلى كلامى وأخبرتني منذ شهرين أنها ستتزوج الدكتور سيد، فأكدت عليها أن يكون الزواج رسميا وليس عرفيا وأخبرتها أنني سأقيم لها حفل زفاف طالما على سنة الله ورسوله، وبالفعل توجهت شقيقتي معها وأحضرنا جميع تجهيزات الزواج ووضعها بشقة الدكتور بشارع العشرين حتى توجهت إلى الشقة وفوجئت بأن بها غرفتين فقط، وعندما سألتها أخبرتني أن غرفة لها والغرفة الأخرى للدكتور المتعدد العلاقات النسائية، حيث إنه يقوم بإحضار سيدات إلى شقته لممارسة الفحشاء معهن. وكانت المفاجأة أن زوج شقيقتي أخبرني أن أمي خدعتني وأنها ستتزوج الطبيب عرفيا وليس رسميا، وأنها قالت إنها ستعطيني 5 آلاف جنيه حتى أتغاضى عن فعلتها، ولم أتمالك أعصابى لأن الزواج العرفي بالنسبة لي ليس زواجا ولأنها تعتقد أنها ستغريني بالمال، فأسرعت إليها وسألتها عن سبب زواجها عرفيا، فقالت: "ده هيكون مؤقتا"، فلم أرض عن تصرفها وتركتها أيضا، إلا أن سمعتها ظلت تطاردني فبعد تركي منزلي والتنقل في عدة أماكن مع رفيقها بجوار مكان عملي، كنت ألتقي بأصحابي ويخبروني بأن أمي تقيم مع رجل سيئ السمعة، ولم أكن أفعل شيئا سوى أن أطأطئ رأسي وأضع وجهي في الأرض خجلا من تصرفاتها، فكانت حينما ترتدي النقاب تعيد الأمل لي بأن حالها سينصلح، إلا أنها سرعان ما كانت تخلعه وتسب بأقذر الألفاظ في الشارع. زوج شقيقتي شكا تصرفاتها وعلاقتها بالدكتور سيد إلى والدي فقال له "أنا طلقتها من زمان وماليش دعوة بيها"، حتى أشقائها امتنعوا عن حمايتها وحماية عرضها بعد طلاقها وتركوها تفعل ما تشاء، حيث طردتها جدتي بعد طلاقها خوفا على سمعة أبنائها، ولكنها لم تخف عليها وتركتها لأهوائها. وأضاف شريف بنفس مكسورة: "والدي أخبرني بما أبلغه به زوج شقيقتي، فأخبرته بأنني سأحل مشكلة أمي، وقررت في لحظة خاطفة أنه يجب وضع حد لفضائحها"، قائلا: "إحنا صعايدة والعيبة ماتعديش علينا". وعن كيفية ارتكابه الجريمة، قال شريف إنه حمل مطواة وتوجه إليها في شقة الطبيب، وأضاف: "جلست معها فترة وعاتبتها على كل شيء سببته لي، فبسببها لم أتزوج، فمن ستتحملها، وقلت لها "لطختِ سمعتي بين الناس وأصحابي"، عمري ما أذيت حد بس هى خلت الناس كلها تؤذيني". وتابع: "كانت داخلة المطبخ طلعت المطواة وغرستها في ظهرها، فالتفتت لي فطعنتها طعنة أخرى بالبطن وثالثة بالرقبة، وأثناء سقوطها على الأرض نظرت إليها نظرة خاطفة والدموع تسيل من عيني وتركتها وخرجت هائما على وجهي في الشوارع 4 أيام، حتى قررت أن أضع حدا لعذابي فلجأت لعمي الذي أقنعني بتسليم نفسي للنيابة". وقال: "اللي عايزه بس إن الدكتور السيد ده يتحاسب لأنه مش كويس وبيعمل عمليات غير مشروعة وبيتاجر في الستات، والبوابة بتاعته عارفة الكلام ده كويس". واختتم شريف اعترافاته قائلا: "أنا ندمان إني قتلت أمي.. بس هى اللي أجبرتني،، ولو رجعت تاني هقتلها ألف مرة، ده حقي وأنا حذرتها كتير، وإخواتها سبب في اللي حصل هما ما حاولوش يمنعوها لما قلتلهم دي مدمنة، أنا مش خايف من حساب العبد ولا حبل المشنقة، أنا خايف من ربنا.. الله يرحمها ويسامحها". كانت مباحث بولاق الدكرور برئاسة المقدم هاني الحسيني تمكنت من كشف غموض الجريمة بعدما كشفت تحريات المباحث بإشراف اللواء محمود فاروق، مدير المباحث، عن أن نجل القتيلة وراء ارتكاب الجريمة.