قالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن "محاكمة القرن" للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، المقرر إجرائها غدا السبت بتهمة قتل أكثر من 900 متظاهر خلال ثورة 25 يناير، لافتا إلى أن "محاكمة القرن" فقدت الكثير من اهتمام الرأي العام، بسبب كثرة إعادتها فضلا عن تزايد الاضطرابات التي شهدتها مصر منذ الإطاحة بمبارك. وأضاف التقرير، "بعد مرور 4 سنوات على ثورة 25 يناير خمد الحماس الثوري بين المصريين، مشيرا إلى أن كثير من الناشطين المؤيدين للديمقراطية والذين أشعلوا الثورة ضد مبارك يقبعون داخل السجون لاحتجاجهم ضد سياسة الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي". ونقل تقرير الوكالة عن أمل شاكر، وهي أم مصرية قتل ابنها الأكبر واسمه أحمد (25 عاما) في ظهر يوم "جمعة الغضب"، قولها : " أنا مازلت أنتظر العدالة". كما أشار التقرير إلى إقصاء البعض الآخر في وسائل الإعلام، في حين أن الشرطة التي كانت في نظر الثوار أدوات بغيضة يحركها مبارك في حملاته القمعية، يتم الإشادة بها الآن في الصحافة كأبطال في المعركة. وأشار التقرير إلى أن قنوات التليفزيون والصحف، تراجعت بشكل كبير عن انتقاد نظام مبارك وكثفت هجومها ضد الإسلاميين، بل وصل الأمر لاعتبار ثورة 2011 جزء من مؤامرة لزعزعة استقرار مصر وأن ثورة 30 يونيو هي ثورة التصحيح. ونقل التقرير عن إيساندر العمراني، مدير مشروع شمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية، قوله: " قلت الرغبة في محاسبة مبارك، وأصبح هناك لغة خطاب ثابتة تصف 2011 بأنها ليست ثورة حقيقية، وأن 30 يونيو 2013 هي الثورة". ونقل التقرير عن المحامي محمد فاروق، الذي يمثل عائلات الضحايا، قوله: "أتوقع أن تتم إدانة مبارك بالسجن مدى الحياة مرة أخرى، لوجود أدلة وافرة بأن مبارك فشل في حماية المتظاهرين". كما نقل التقرير عن المحامية هدى نصر الله قولها: "أشعر بقلق بالغ، فالتعاطف الجديد مع مبارك يمكن أن يؤثر على الحكم القضائي، لا سيما في ضوء الأحكام القضائية الأخيرة التي قوبلت بانتقادات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان بأنها مسيسة وهدفها الانتقام من الإسلاميين". ونقل التقرير مجددا عن أمل شاكر قولها: " هناك قلب يحترق داخل كل بيت في مصر. لقد قتل شباب مثل الزهور. ومرت 4 سنوات، أين هي المحاكمة؟" وأضافت: "ابني كان العائل الوحيد للأسرة، وكان يسير في الاحتجاجات وقتل أثناء لقاءه بخطيبته. كانت له طموحات كبيرة في أن يكون ذو شأن في الحياة". في النهاية، ينقل التقرير عن محمود إبراهيم علي، الذي قتلت زوجته في ثورة 2011، قوله: "نظام مبارك مازال موجود . تغيرت الأسماء ولكن كل شيء كما هو".