تعد الانتخابات الرئاسية التونسية آخر المراحل الانتقالية بالبلاد، والتى بدأت منذ اسقاط الرئيس السابق "بن على" من منصبه فى أول ثورات الربيع العربى، كما تعد الخطوة التى يعول عليها الشعب التونسى آمالا عريضة فى حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ووضع البلاد على الطريق الديموقراطية الصحيحة، والتى أحتفت بها أيضا صحافة واعلام الدول العربية والغربية على السواء. ويعد الباجي قائد السبسي، واسمه الكامل محمد الباجي بن حسونة قائد السبسي، واحد من 27 مرشحا للانتخابات التونسية العاشرة، ويبلغ من العمر 84 عاما، هو سياسي و محامي تونسي مخضرم، تخرج من كلية الحقوق بباريس عام 1950 لينخرط بعد ذلك فى العمل السياسى، حيث كان عضوا بعدة أحزاب سياسية، بالاضافة الى توليه عدة مناصب وحقائب مهمة خلال فترة حياته. ومن أهم المناصب التى تولاها السبسى، منصب رئاسة مجلس الوزراء التونسى منذ فبراير 2011، وعين نائبا لأكثر من فترة بالبرلمان، كما تولى عدة حقائب وزارية مثل وزارات الخارجية والداخلية والدفاع، كما كان مستشارا للرئيس التونسى السابق الحبيب بورقيبة. ويعرف عن السبسى توجهاته الليبرالية التى تؤيد فصل الدين عن السياسة. أما محمد المنصف المرزوقى، فهو طبيب ومفكر سياسى تونسى، حصل على دكتوراه في الطب من جامعة ستراسبورغ الفرنسية عام 1973 في تخصص الطب الباطني والطب الوقائي وطب الاعصاب، وقام بالتدريس فى مجال الطب لبعض الوقت، حتى انخرط بعد ذلك بالعمل السياسى. وانتخب "المرزوقى" نابئا بالبرلمان التونسى، وتولى عدة مناصب سياسية واجتماعية، أهمها رئاسة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، ورئاسة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، كما عين الرئيس الرابع لتونس، مؤقتا خلفا للرئيس المعزول "بن على". واعتقل "المرزوقى" عام 1993 بعد تأسيسه جمعية الدفاع عن المساجين السياسيين، وتم ترحيله الى السجن الانفرادي لمدة أربعة اشهر، ليطلق سراحه في يوليو اثر حملة وطنية ودولية، وفي عام 1994 خلع من رئاسة الرابطة فرد على ذلك بالترشح لرئاسة الجمهورية، ويعرف عنه اقترابه من الاسلاميين بسبب اعتقاده بضرورة التمسك بالهوية العربية الاسلامية، لكن ذلك يعتبر من المآخذ عليه من قبل بعض العلمانيين.