أفرز عدم الاستقرار السياسي والصراعات الداخلية داخل العراق وبلاد الشام العديد من الحركات والتنظيمات الجهادية في تلك المناطق ومنها تنظيم داعش الذي يهدف الي إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة وفقا لاعتقادهم الذي حملوا السلاح من أجله.. وأصدروا بيانات وقرارات وقاموا بصك عملات مما يجعلنا أمام « دولة داعش الخاصة». أثار التنظيم العديد من التساؤلات حول ما يقوم به وبعده كل البعد عن الدين الإسلامي السمح، وكذلك أثار استياء الجميع وفقا لما روي عن إباحته لجهاد النكاح وكذلك شهادات البراءة من الكفر وخطف الأطفال وتجنيدهم إجباريا وأخيرا إصدار عملات ورقية وذهبية وفضية مما يعني أننا أمام دولة خاصة داخل دول الشام والعراق. حول تلك الدولة الخاصة تدور السطور القادمة.. أعلن أبو العوف العراقي مسئول تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الموصل العراقية في تغريدة له علي تويتر أن تنظيم الدولة الإسلامية صك عملة جديدة « دينار» تعبّر عن هويته كدولة ذات سيادة في كل شيء حتي النواحي الاقتصادية يتم التعامل بها بديلا عن العملات المحلية والأجنبية التي يتم التعامل بها في كل من سورياوالعراق. وأضاف العراقي أن قيادات التنظيم استقرت على هذا الرأي بعد أن وجدوا صعوبة في كل أرض يقتطعونها من دول مختلفة لضمها لدولتهم الجديدة حيث يقف حاجز العملة في سبيل توحيد أركانها. وقال إن التنظيم يسعى إلى إنشاء بنك مركزي لصك العملة الجديدة في الموصل، إحدى أكبر الولايات الخاضعة لسيطرته وأهمها اقتصادياً. ويحقق التنظيم إيرادات تتراوح ما بين مليون إلى مليوني دولار أمريكي في اليوم الواحد جراء مبيعات النفط في السوق السوداء، إضافة إلي ملايين الدولارات من جانب مانحين أثرياء، وعمليات الابتزاز والأنشطة الأخرى التي يقوم بها كنهب البنوك، إضافة إلى حصوله على فدية لا تقل قيمتها عن 20 مليون دولار من عمليات الاختطاف. وفسر بيان التنظيم قيمة العملات ودلالات استخدام الشعارات بها وجاء به أن الدولة الإسلامية «داعش» أصدرت عملة معدنية تتكون من الذهب والفضة والنحاس «بعيدا عن النظام المالي الطاغوتي الذي فُرض على المسلمين وكان سببا لاستعبادهم وإفقارهم وإهدار ثروات الأمة وجعلها لقمة بأيدي اليهود والصليبيين». وأضاف البيان أن الدولة الإسلامية قامت بدراسة الموضوع وتقديم مشروع متكامل لصك عملة قائمة على القيمة الذاتية لمعدني الذهب والفضة، مشيرا إلى أن مختصين ناقشوا الأمر من جميع جوانبه، وتم رفع التوصيات إلى مجلس الشورى الذي وافق عليه. وقررت الدولة الإسلامية ضم عملة الذهب وصك فئة «الدينار الواحد» وتحمل شعار سبع سنابل للدلالة على بركة الإنفاق في سبيل الله حسب الآية 261 من سورة البقرة: «مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ». وعملة النحاس فئة «عشرة فلوس» تحمل شعار الهلال للدلالة على مواقيت المسلمين حسب الآية 189 من سورة البقرة: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ». أما عملة الفضة فئة «عشرة دراهم» وتحمل شعار المسجد الأقصى في بيت المقدس للدلالة على مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم حسب الآية 1 من سورة الإسراء: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى. وهو ما علق عليه المستشار الاقتصادي الدكتور يوسف محمد بالهيئة العامة للاستثمار والأسواق الحرة بقوله إن تلك العملة ما هى إلا محاولة لإثبات الوجود وترسيخ الأمر الواقع والذي يظهر يوميا، فبعيدا عن تصريحات الحكومات والرؤساء، التنظيم يكبر يوما بعد يوم ويزداد قوة وتزداد المساحات المحتلة ويجذب إليه جميع الجماعات الإرهابية الأخرى التي تدين له بالطاعة والولاء و يزال المصريون يتناحرون داخليا والعرب خارجيا ودول العالم دوليا طمعا وظلما وتدفع الشعوب المغلوب على أمرها ثمن الفرقة. وأضاف أن إصدار العملة وإدارة المؤسسات الداخلية للدول المحتلة وبيع البترول بكميات كبيرة يوميا بأبخس الأثمان بعيدا عن الاتفاقيات الدولية وأوبك أربك العالم وخفض سعر البترول بصورة كبيرة وكذلك الحال فى سوريا وليبيا والتهديد الآن من داعش لكل دول العالم وخاصة الخليج ومصر. جهاد النكاح وقبل صك العملة أباح التنظيم جهاد النكاح وهو الأمر الذي أساء استياء الأمة العربية كافة، حيث أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو خلال جلسة مساءلة أمام البرلمان، أن التونسيات اللاتي يسافرن إلى سوريا يرجعن إلينا وهن يحملن ثمرة الاتصالات الجنسية باسم جهاد النكاح، ونحن ساكتون ومكتوفو الأيدي، بعدما استفحلت ظاهرة «جهاد النكاح» إثر عودة مئات التونسيات من سوريا وهن حوامل لمؤازرة المقاتلين تطبيقا لفتوى العريفى». البراءة من الكفر وجاءت شهادة البراءة من الكفر التي تمنح لمن اجتاز دورة الاستتابة والتي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي لتكمل منظومة الدولة الخاصة التي أرادها التنظيم، تمنح الشهادة ويعفي الحاصل عليها من الجلد أو الصلب، وبهذا تكتمل الدولة الداعشية الخاصة.. التي جمعت كل المتناقضات في محاولة لفرض الأمر الواقع في ظل تجاهل المجتمع الدولي لها ولمن صنعها