شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة، اليوم الاثنين، أحد الأنشطة الرئيسية للمناورة الإستراتيجية التعبوية "بدر 2014"، والتي نفذتها تشكيلات من القوات الجوية لتأمين أحد الاتجاهات الإستراتيجية، وإسقاط عناصر من الوحدات الخاصة وإبرار وحدات من قوات التدخل السريع للمعاونة في التصدي للتهديدات المعادية والقضاء عليها، وتنفيذ أعمال قتال جوي لمعاونة أحد التشكيلات البرية، بمشاركة أكثر من 250 طائرة من كل أسلحة الجو من طائرات القتال والهليكوبتر الهجومي وطائرات الإمداد والنقل الجوي، التي نفذت أكثر من 60 هجمة جوية، بالتعاون مع عناصر من وحدات المظلات والصاعقة والمنطقة المركزية العسكرية. حضر المناورة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمحافظين، وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة. وألقى الفريق يونس المصري، قائد القوات الجوية، كلمة أكد فيها حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على بناء وتطوير القدرات القتالية للقوات الجوية وتزويدها بأحدث الطائرات والأسلحة والمعدات التي تمكنها من فرض السيطرة الجوية على جميع الاتجاهات الإستراتيجية للدولة، مؤكدًا أن مقاتلي القوات الجوية ماضون بكل عزيمة وإصرار في تنفيذ كل ما يكلفون به من مهام لحماية أرض مصر وأجوائها وشعبها العظيم. وأشار إلى قيام القوات الجوية بتنفيذ العديد من المهام القتالية للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء والمعاونة في تأمين الجبهة الداخلية، فضلًا عن مشاركة التشكيلات الجوية بأكثر من 250 طلعة جوية طوال مراحل المناورة بدر 2014، بالتنسيق والتعاون الوثيق مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية وباقي التخصصات المشاركة لتحقيق جميع الأهداف المخططة، وتأكيد قدرة القوات الجوية على العمل بطرق وأساليب غير نمطية لمجابهة التهديدات والعدائيات المنتظرة على كل الاتجاهات الرئيسية. بدأت المراحل برفع درجات الاستعداد وإعداد وتجهيز الأفراد والأسلحة والمعدات التي سيتم إسقاطها وإبرارها جوًا، والتحرك إلى مناطق التحميل بالقواعد الجوية والمطارات لتنفيذ خطة تحميل نقل القوات باستخدام الطائرات الهليكوبتر إلى المناطق المخططة. وقامت مجموعات من طائرات الاستطلاع من طرازات مختلفة بتنفيذ أعمال الاستطلاع والتصوير الجوي للعناصر المعادية لتدقيق المعلومات المتوفرة عنها وتأكيد أماكن تمركزها وتحديد مناطق التهديدات التي قد تؤثر في أعمال الإسقاط والإبرار. وهاجمت تشكيلات متنوعة من طائرات القتال مناطق تجمعات الأفراد والمركبات المعادية التي تم رصدها، ودمرت المناطق الإدارية ومخازن الأسلحة والذخائر الخاصة بهذه العناصر، بتنفيذ العديد من التكتيكات المبتكرة والأساليب غير النمطية للاقتراب والوصول إلى الأهداف وتدميرها في وقت قياسي دون التعرض للصواريخ الموجهة والمدفعية المضادة للطائرات. كما قامت طائرات الهليكوبتر المسلحة بالطيران على ارتفاعات منخفضة ومهاجمة "ارتال" للمركبات المتحركة والعربات المدرعة الخاصة بمجموعات مسلحة وتدميرها باستخدام الصواريخ الذكية. ودمرت التشكيلات الجوية عددًا من مواقع المدفعية المعادية لمنع استخدامها في التأثير في القوات المنفذة للمهام وتدمير مواقع المدفعية المضادة للطائرات، والعربات ذات الدفع الرباعي المحملة بأسلحة مضادة للطائرات، والتعامل مع مناطق تجمعات الأفراد والعربات باستخدام الهليكوبتر الهجومى وتدميرها باستخدام الصواريخ الذكية الموجهة بالليزر. كما تضمنت المناورة إبرار المجموعات القتالية الخاصة من الصاعقة وقوات التدخل السريع التي تم نقلها جوًا باستخدام الهليكوبترات لتنفيذ إغارة خاطفة وسريعة على مركز تجميع عناصر مسلحة تم اكتشافها والتعامل معها وتدميرها، وقامت الطائرات بإعادة التقاط هذه العناصر بعد نجاحها في تنفيذ المهام المكلفة بها، وذلك تحت ستر طائرات القتال التي وفرت أعماقًا جوية للوحدات المبرة وتدقيق المعلومات المتعلقة بخسائر العناصر المعادية والتعامل مع الأهداف المكتشفة. ونفذت تشكيلات من الطائرات الهليكوبتر الإسقاط والإبرار الجوى للمجموعات القتالية من وحدات المظلات والمجهزة بالعربات الخفيفة والأسلحة والذخائر والمعدات الخاصة بها لتأمين دفع القوة الرئيسية من وحدات المظلات وقوات التدخل السريع لاستكمال تدمير العناصر المعادية بالتعاون مع الوحدات الميكانيكية والمدرعة لتأمين جزء حيوي على خط الحدود الدولية في ظل أعمال الحماية الجوية لطائرات القتال والهليكوبتر الهجومي. ونفذت طائرات النقل من الطرازات المختلفة الإسقاط الثقيل للمعدات والاحتياجات والإمدادات الإدارية للقوات في المناطق التي يصعب وصول المركبات إليها، وذلك لاستكمال الفاقد من الاحتياجات المختلفة واستعادة الكفاءة القتالية للوحدات استعدادًا لتنفيذ أي مهام جديدة توكل إليها. وفي نهاية المناورة أثنى الرئيس عبد الفتاح السيسي على الجهد الذي يبذله رجال القوات المسلحة في حماية الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات والمحاور الإستراتيجية بالدولة، مؤكدًا أن أمن مصر واستقرارها يكمن في امتلاك قوات مسلحة قوية وقادرة على مواجهة كل صور التهديدات والعدائيات المحتملة، مشيرًا إلى أن القوات الجوية ستظل دائمًا الذراع القوية لقواتنا المسلحة القادرة على تحقيق أي مهام تسند إليها دفاعًا عن أمن مصر القومي.