هجوم «إسلامى سلفى صوفى» ضد وزير الثقافة.. والدعوة السلفية: يخالف ثوابت العقيدة صعّدت ثلاثة تيارات إسلامية هجومها ضد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، واتهمته الجماعة الإسلامية بأنه «مرتد ويحارب الإسلام»، وقالت الدعوة السلفية إنه «لا يحترم الدستور الذى أقسم عليه، ومواقفه تخالف ثوابت العقيدة»، وطالب الاتحاد العام للقوى الصوفية بإقالته ومحاكمته بتهمة ازدراء الأديان، فيما هدد الوزير باللجوء للقضاء، ووصف مثقفون اتهامات الإسلاميين له بالباطلة، وشددوا على ضرورة اتخاذ موقف حاسم من الدولة، ضد مروجيها. وأفتى عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الهارب للخارج، بأن الوزير مرتد عن الإسلام، وقال فى فيديو على موقع «يوتيوب»، أمس، إن «عصفور» يحارب الإسلام وسمح بنشر الكتب التى تسب الذات الإلهية، ومنها رواية «أولاد حارتنا» للأديب نجيب محفوظ، التى ما زالت توزع إلى الآن على الرغم من إصدار الأزهر فتوى بتحريم نشرها، وتابع: «كيف لا نتعاون لمقاومة المخططات الخبيثة التى تسعى إلى خراب الأمة، بينما الآخرون حريصون على مخططاتهم؟». عصفور وقال عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن «عصفور» يهاجم الثقافة المصرية والسلفية ويصفهما بالتخلف، بينما يبدو مفتوناً بالحضارة الغربية التى يعتبرها رمزاً للتقدم، ومواقف وزير الثقافة تخالف ثوابت العقيدة الإسلامية، منها تصريحه بالموافقة على عرض فيلمى «آلام المسيح»، و«نوح»، اللذين يجسدان اثنين من أنبياء الله. وتابع: «عصفور يوافق على نشر ثقافة الرقص الشرقى، واللوحات العارية، ووصفه لواقعنا الثقافى بالتخلف يكاد يكون أكثر تعبيراته استخداماً، ولا يعترف بالمادة الثانية فى الدستور، ولا المادة السابعة التى تجعل الأزهر هو المرجع الأساسى فى شئون الدين، وكنا نسعى إلى أن نناقش د. جابر وندعوه إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كما يطالِب دائماً، ولكن طالما أنه ارتضى أن يكون وزيراً فى الحكومة فيجب حينئذٍ أن نسأله: هل بالفعل يحترم الدستور الذى أقسم عليه بما فى ذلك المادة الثانية؟ وهل يعترف بالمادة السابعة الخاصة بالأزهر؟ ولماذا لا يطبقها؟». وقال عبدالله الناصر حلمى، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، إنه لا بد من محاكمة الوزير بتهمة ازدراء الأديان وإقالته، معتبراً أن «عصفور» يدعى أنه مسلم فى البرامج الإعلامية، لكن تصريحاته تخالف الإسلام وشريعته، ويجب أن يعلم أن مصر دولة مسلمة، والدستور ينص على ذلك. فى المقابل، أكد «عصفور»، فى تصريحات ل«الوطن»، أنه سيقاضى «عبدالماجد» لاتهامه بالكفر والردة، قائلاً: «الغريب أن تصدر مثل تلك التصريحات من القيادى الإرهابى الهارب، ليبدو كأنه يدافع عن الدستور، فعن أى دستور يتحدث، دستورهم الذى أسقطه الشعب بثورة عارمة أم دستورنا الذى لا يعترفون به، وعن أى شريعة يدافع، شريعة الدم التى أحلوا بها دماء المصريين واستباحوها فخسروا دينهم ودنياهم؟». ووصف الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، اتهامات الإسلاميين للوزير ب«الكلام الفارغ». ورفض الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، هجوم التيارات الإسلامية على «عصفور»، والمطالبة بإقالته ومحاكمته بتهمة ازدراء الأديان، قائلاً: «هذه دعوات عصور الظلام، واتهامات باطلة يطلقها من لا يفقهون ديناً ولا دنيا». وأضاف فى رسالة وجهها للسلفيين، قائلاً: «لا نريد منكم بكاء على الإسلام، للدين رب يحميه، ومشكلتكم أيها السلفيون، وغيركم من الجماعات الدينية، تصوركم بأنكم المنوطون بالدفاع عن الإسلام، والحقيقة أن فتاواكم فاسدة، وهى التى تضر الإسلام ولا تنفعه».