كشف تشريح طبقي لجثة الملك الفرعوني، توت عنخ آمون، مفاجأة بعد أن توصل الباحثون إلى أنه كان يعاني من “حنف بالقدم،” ناجم عن مرض نادر يدعى “كوهلر،” وهو الذي يؤدي إلى تشوه في بنية العظام. ويعتقد الباحثون بعد أن قاموا بتشكيل صورة واقعية بالأحجام الحقيقية للملك توت من خلال تقنية التصوير الطبقي، بأنه كان يعاني من حنف بالقدم وكان مصابا بمرض الملاريا. ووفق دراسة أجرتها بي بي سي الوثائقية، تحمل نتائج ربما تكون صادمة للكثيرين؛ وتزعم الدراسة أن الملك توت، كان يملك أسنان بارزة للأمام “ضبا” وفخذين نسائيين، كما كان يعاني من تشوهات والتفاف في القدمين. وقال الباحثون إنه بدلا مما شاع عن الملك الصبي من ولعه بسباق العربات، فقد كان يعتمد على استخدام العصي يتوكأ عليها ليستطيع تغيير اتجاهاته خلال فترة حكمه في القرن 14 قبل الميلاد. وقال القائمين على الدراسة أن “التشريح الافتراضي”، اعتمد على أكثر من 2000 مسح كمبيوتر، نفذ جنبا إلى جنب مع التحليل الجيني لعائلة توت عنخ آمون، اوهو ما خلص إلى نتيجة أن أبيه و أمه كانا أخوين، ويعتقد العلماء أن هذا كان سببًا في ظهور عددا من العاهات الجسدية الناجمة عن الاختلالات الهرمونية. وعلى عكس ما يشاع من أساطير مختلفة أنه قتل أو كان ضحية لحادث تحطم مركبة بعد العثور على كسور في جمجمته وأجزاء أخرى من الهيكل العظمي له، الآن يعتقد العلماء أنه توفي صغيرا بمرض موروث ، حيث لم يصب سوى بكسر واحد قبل وفاته، في حين تشوهات قدمية تجعل من المستحيل مشاركته في سباق عربات. وقال هوتان أشرفيان، وهو محاضر في الجراحة في جامعة امبريال كوليدج في لندن، إن التاريخ الوراثي لعائلته يكشف أنهم كانوا يموتون في وقت مبكر، عن متوسطات الأعمار في ذلك الوقت. ويقول خبير الأشعة المصري أشرف سليم والذي شارك في الدراسة: “يظهر التشريح الظاهري اختلاف وضع أصابع قدمه عن الأشخاص العاديين فكان يعاني من مرض تشوهي تسبب في العرج أثناء المشي، وهو ما يدعمه العثور على عصى للمشي في مقبرته كما لم يكن هناك سوى موضع واحد فقط في جسده يمكننا القول إنه حدث به كسر قبل وفاته وهو الركبة”.