وقف التاريخ حائرا أمام تناقض المواقف الايرانيةوكيلها بمكيالين تجاه الحق فى التظاهر حيث قامت السلطات الإيرانية بممارسة كافةأساليب القمع ضد متظاهريها، فيما أعلنت تأييدها لحق التظاهر فى دول اندلعت فيهاثورات الغضب مؤخرا ولسان حالها يقول حق التظاهر مكفول الا على ارض بلادى.حين تظاهر الايرانيون فى ميدان الثورة بالعاصمة طهران مطالبين باسقاط الرئيسمحمود أحمدى نجاد وصفهم المتحدث باسم وزارة خارجيته بالمنافقين والفوضويينوالاوغاد ، وحين تظاهر شباب مصر فى ميدان التحرير أعلنت ايران احترامها وتأييدهالارادة الشعوب .استخدمت السلطات الايرانية الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهريهاواعتقلت الكثير منهم بينما أدانت استخدام العنف ضد الشعب البحرينى ودعا المتحدثباسم وزير خارجيتها الى احترام حق الشعب البحرينى فى التعبير عن رأيه بشكل سلمى.وفضح هذا التناقض فى المواقف الايرانية أطماع هذه الدولة ورغبتها الدفينة فىاقامة شرق أوسط اسلامى تقوده إيران ، ومن أجل هذا الهدف الثمين تخطت جميع الخطوطالحمراء فى تناولها للشأن غير الايرانى فجاءت تصريحات مسئوليها من منظور عدائىعكسته خطبة الجمعة التى حرص على القائها مرشد الثورة الايرانية آيه الله علىالخامئنى باللغة العربية متمنيا اقامة هذه الدولة.وإذا كانت اللحظة العصيبة لإيران لم تحن بعد، فإن الشعب الايرانى الذى يتطلعاليها ويترقبها باهتمام كبير قد بدأ أول فصولها فى السابع من شهر فبراير الحالىحين طالبت المعارضة الايرانية القيام بمسيرات سلمية قوبلت برفض شديد من قبلالسلطات على الرغم من انها لم تكن تتجاوز الدعوة المفتوحة لمؤيدى الحركة الخضراءالايرانية للعودة الى الشارع بعد اكثر من ما يقرب من العام.وأرسلت السلطات للمواطنين رسائل نصية قصيرة تزعم فيها انها من الحركة المعارضةالخضراء وانها قررت الغاء المظاهرات ونفت الحركة هذا الامر وقررت التظاهر فى ذلكاليوم.وحذر وزير الداخلية الايرانى مصطفى محمد نجار من أية تظاهرة غير شرعية تنظمها المعارضة ..مؤكدا أن وزارته ستتصرف بموجب القانون ضد مثيرى الفتنةوقادتها ..واصفا مجاهدي خلق أبرز حركات المعارضة المسلحة للنظام الايرانىبالمنافقين والفوضويين والاوغاد .وفى ذات الوقت أكدت الحركة الاصلاحية فى ايران انها سترد بالمثل على اعمالالعنف التى قد تمارسها السلطات وميليشيات الباسيج مع المتظاهرين خاصة أنمظاهراتهم سلمية لتأبين ضحايا تظاهرات يوم 14 فبراير .وحالة المجتمع الايرانى فى خضم الاحتجاجات الراهنة تعيد للاذهان على حد رؤيةصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ما حدث من قبل فى مصر وتونس ..مؤكدة أنالمحتجين الذين خرجوا لشوارع طهران وغيرها من المدن الايرانية برهن على ان النظامقمع بقسوة احتجاجات سابقة لم يخمد عزمها او ينال احد من ارادتها وان حشد المحتجينالذين تدفقوا للتظاهر جاءت ردا بليغا على ما ذكره الرئيس محمود أحمدى نجاد من انهذه الاحتجاجات مصيرها الفشل.