حالة من القلق والذعر سببها قرار تعيين الجنرال الأمريكي جون ألان كمبعوث رئاسي لتنسيق العمليات بين دول التحالف الدولي ضد داعش ،والسبب انه شارك من قبل في أفغانستان وكان أحد المشجعين لتأسيس تحالف دولي لمحاربة القاعدة ،مما دفع بعض المحللين إلى استنتاج ان ما حدث من قبل في أفغانستان من انقسام وحروب داخلية قد يحدث مرة أخرى في العراق وقد ينتهي بتقسيم العراق وإعلان دولة للأكراد والغريب أن الجنرال الأمريكي بدا نشيطا جدا حيث قام بجولة شملت عدة دول بهدف التنسيق من اجل التحالف الدولي ضد داعش وشملت هذه الجولة مصر والعراق والأردن ،حيث التقى بعدد من المسئولين في كل دولة بهدف التنسيق حول التحالف الدولي ضد داعش وكان من اللافت تأكيده على الدور المصري وأهمية وجوده بقوة في ظل ما يحدث في العراق بشكل يوحي أنه يريد توريط القاهرة في هذه الحرب رغم رفضها عدة مرات للمشاركة في هذه الحملة وخلال لقائه بوزير الخارجية سامح شكري أكد المبعوث الرئاسي الأمريكي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، على أهمية الدور المصري في مواجهة الأفكار التكفيرية ونشر قيم الإسلام السمحة والمعتدلة من خلال دور الأزهر الشريف، والمساهمة في بناء قدرات الحكومة العراقية، وضرورة استمرار العمل والتشاور بين البلدين حول سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب كما تناول اللقاء تنامي خطر الإرهاب في المنطقة في ظل انتشار التنظيمات الإرهابية، ومن بينها تنظيم «داعش» الإرهابي، وسبل مواجهة هذه التنظيمات والقضاء عليها في ظل جهد دولي إقليمي مشترك. ووفقا للبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية تناول اللقاء بشكل مفصل تطورات الأوضاع في العراق وأهمية العمل على دعم حكومة حيدر العبادي في جهودها لدمج كل أبناء الشعب العراقي في إطار عملية سياسية جامعة بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو المذهبية أو الإقليمية كما عرض ألان خلال اللقاء نتائج اللقاءات التي أجراها في بغداد مؤخرا مع كبار المسئولين العراقيين خاصة فيما يتعلق بتطورات الأوضاع الداخلية وجهود الحكومة في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام العام وتناول اللقاء أيضا قضية المقاتلين الأجانب المنخرطين في صفوف التنظيمات الإرهابية ومن بينها تنظيم داعش وخطورة هذه المشكلة، وضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية وبالتعاون مع كافة الشركاء لتمكين الحكومة المركزية العراقية من أداء مهامها وإشراك كافة القوى السياسية في إطار عملية سياسية جامعة كما التقى ألان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بمقر الأمانة العامة للجامعة ،حيث تم خلال اللقاء استعراض الجهود التي يقوم بها التحالف لمواجهة تنظيم داعش، وحشد المزيد من الدعم الدولي لمواجهة الإرهاب والتطرف. كما تطرق اللقاء إلى آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار جهود الجنرال جون ألان كمسئول عن الحوار الأمني الفلسطيني الإسرائيلي. ويرى المحللون أن آلان يدرك مدى تحديات المهمة المقبلة أمامه، فقد كان من أبرز القادة العسكريين الأمريكيين في غرب العراق خلال تشكيل قوات الصحوات بين العشائر السنية في محافظة الأنبار التي تصدت لتنظيم القاعدة،ونجحت في هزيمته وإخراجه من المناطق السنية التي كانت معقلا له وكان ألان قد نصح الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة قوية وبأسرع وقت إلى تنظيم الدولة الإسلامية، من مقال له في مجلة دفنس وان الأمريكية في أغسطس الماضي، حيث دعا أوباما إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر داعش المتنامي الأمر الذي جعل المراقبين يقولون بأن أوباما استجاب لنصائح ،ثم قام بعد يومين من إعلانه تأسيسي تحالف دولي لمواجهة داعش بتعيينه منسقا للتحالف ووفقا للبيان الذي أعلنته نائبة المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، حول تعيين الجنرال جون آلان، مبعوثا خاصا للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ،فإن مهمته تتركز في المساعدة في استمرار بناء وتنسيق والمحافظة على الحلف الدولي عبر الخطوط المتعددة لجهود تفكيك وتدمير داعش كما أشارت إلى أن الجنرال العسكري سوف يقوم برفع تقاريره إلى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وقالت إن المبعوث الجديد سيعمل بشكل وثيق مع وزارة الدفاع لكي يوفق مع متطلبات معينة للحملة وحاجة التحالف إلى مساهمين محتملين عن طريق تقديم دعم دبلوماسي على أرفع المستويات لتنسيق تحالف دولي يتمكن من تحقيق نتائج محسوسة وفي أول تصريحات له عقب توليه المنصب لم يستبعد ألان أن يكون هناك تدريب من قبل القوات الدولية لمقاتلي المعارضة المسلحة السورية إلا أن هذا الأمر سيكون بعيد الأمد،حيث قد يستغرق هذا الأمر وقتا طويلا قد يصل لسنوات وأوضح أن العملية بدأت مع تحديد مواقع لمعسكرات التدريب والشروع في جمع المقاتلين الذين سيذهبون إلى هذه المعسكرات يذكر أن الجنرال جون آلان يبلغ من العمر 60 عاما ،وهو مولود في مدينة فورت بيفوار من ولاية فرجينيا الأمريكية، وهو متزوج وأب لابنتين حصل على شهادة البكالوريوس من الكلية البحرية الأمريكية بدرجة الشرف عام 1976، ويحمل عدة شهادات عليا منها الماجستير من جامعة جورج تاون الأمريكية، وأخرى من الكلية الوطنية الحربية وشهادة مماثلة من كلية استخبارات الدفاع الوطني، وبعد تخرجه من الكلية البحرية الأمريكية برتبة ضابط خدم في مشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، ومنها التحقَ بثكناتها في واشنطن ليخدم في معهد مشاة البحرية كضابط شرف ثم انخرط آلان في برنامج الاستخبارات للدراسات العليا، حيث تخرج منها بامتياز ليعود بعدها إلى أسطول البحرية الأمريكية، حيث شغل عدة مهام عسكرية وأدى مهامه بكفاءة لدرجة تكريمه بجائزة ليفتوتش للقادة والتي تمنح للقادة المتميزين وفي عام 1988، خدمَ ألان في الكلية البحرية الأمريكية، حيث قام بالتدريس في قسم العلوم السياسية، وفي عام 1990، حصل على جائزة وليام كليمنتس لتميزه في الإرشاد العسكري، بعدها عمل كمدير لدورة ضباط المشاة ما بين 1990-1992 في المدرسة الأساسية العسكرية، ليصبح قائدا للمدرسة عام 1999-2001، حيث اختير ليصبح في شهر أبريل من تلك السنة مساعدا لقائد الكلية البحرية. وفي عام 2003 ترقى ألان إلى رتبة عميد في البحرية ليصبح مديرا لمكتب آسيا والمحيط الهادئ في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، حيث بقي مدة 3 سنوات ليصبح بعدها مساعدا لقائد لقوة مشاة البحرية الاستطلاعية الثانية، وقائدا للواء مشاة البحرية الاستطلاعية الثاني؛ حيث تم إرساله إلى العراق للأعوام 2006-2008، وخدم هناك كقائد للقوات المتعددة الجنسيات في محافظة الأنبار غربي العراق، و عرف عنه إقامته لعلاقات جيدة مع شيوخ القبائل فيها من العرب السنة، وكذلك عرف عنه رعايته وتأسيسه لمشروع الصحوة وهو عبارة عن تأسيس قوات موالية للحكومة من العشائر والذي أدى لانحسار نفوذ القاعدة في العراق، ليترقى بعد ذلك لرتبة لواء وفي عام 2008 ، ترقى آلان لرتبة فريق، ليعمل بعدها نائبا لقائد القيادة المركزية، وهو المقر المسئول عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط والكائن في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، وفي عام 2010 تولى آلان منصب قائد للقيادة المركزية بشكل مؤقت بعد نقل الجنرال بتريوس ليصبح قائد قوات الدعم الأمني الدولية في أفغانستان، بعدها شغل منصب جنرال بعد أن رشحه لهذا المنصب رئيس الأركان اللواء البحري مايك ميولن قبل أن يحل محل ديفيد بتريوس، كقائد لكل من قوات الدعم الأمني الدولية والقوات الأمريكية في أفغانستان عام 2011، وحصل خلال هذه الفترة على عدة نياشين وأوسمة تكريمية من كل من بولونيا وتايوان لمهاراته القيادية وفي 20 أبريل 2012 وعقب الفضيحة الغرامية التي أجبرت الجنرال بتريوس على تقديم استقالته، خضع آلان لتحقيق يتعلق بالقضية نفسها ما أدى لرفض ترشيحه من قبل الرئيس الأمريكي لمنصب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا وطلب إحالته على التقاعد، وفيما بعد تم إثبات براءته من التهم الموجهة ضده لعدم صحتها وتتلخص القضية في اكتشاف رسائل غرامية متبادلة مع سيدة تدعي جيل كيلي وهي نفسها التي أثارت فضيحة مدير المخابرات المركزية الأمريكية ديفيد بترايوس وتوصل التحقيق بعد ذلك إلى أن كيلي وهي زوجة الدكتور سكوت كيلي كانت تسعى لتملق عدد من الجنرالات الذين خدموا في المخابرات المركزية الأمريكية أثناء عملها في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا وفي عام 2013، قبل أوباما طلب تقاعد الجنرال الأمريكي ليقام له حفل تقاعد رسمي في الكلية البحرية الأمريكية، وعاد ألان ليعمل بعدها مستشارا لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري، حيث عمل على صياغة الخطة الأمنية لإسرائيل والضفة الغربية خلال مفاوضات السلام التي انتهت هذا العام، كما عمل كزميل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، كذلك أصبح عضوا في مجلس العلاقات الخارجية ليكون أول ضابط في سلاح مشاة البحرية يتولى المركز المرموق وفي سبتمبر 2014 أعلن جون كيري تعيين ألان كمنسق لقوات التحالف الدولي للقضاء على داعش ليعود الجنرال الأمريكي بقوة إلى الشرق الأوسط