كشف الباحث السياسي علاء بيومي عن الوجه الآخر لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة , مسلطاً الضوء على بعض السلبيات التي وردت بالخطاب . وأورد بيومي إعتراضاته في نقاط حيث قال : أولا: السيسي كان هناك ليلقي كلمة مصر، وليس بدعوة خاصة من الأممالمتحدة تعبيرا عن إنجازاته، هذه كلمة سنوية يلقيها النظام المصري. ثانيا: هدف السيسي الرئيس هو الفوز بمزيد من الاعتراف الدولي به كأمر واقع أولا (هو من يشغل المقعد المصري)، وبقصته الخاصة عما يحدث بمصر. أعتقد أن العالم مستعد للاعتراف به كأمر واقع أكثر بكثير من الاعتراف بقصته. ثالثا: هي كلمة دبلوماسية مكتوبة بشكل عام عن دور مصر في أفريقيا والحريات وأحلام السلطة، القذافي مثلا كان يمكنه أن يلقي كلمة عن ليبيا كنموذج للديمقراطية العالمية الخامسة أو السادسة .... ألخ. رابعا: كان متوقعا أن يلعب السيسي على محور الإرهاب والتطرف وداعش ... ألخ، فهذا محور تحركه الدولي. خامسا: تركيز السيسي المبالغ فيه على قضة الإرهاب قصر نظر، وسيضره تباعا لأنه سيظهر كراجل صاحب مشروع أمني ويفتقر لمشروع سياسي وهو واضح داخليا وخارجيا لكثيرين. سادسا: أسوأ ما في خطاب السيسي كانت تلك الإشارة لصعود تيارات "إرهابية" تستغل الدين وتطالب بالعودة للخلافة منذ العشرينيات، السيسي ربما يحاول وصم الاخوان والتماشي مع خطاب اليمين الغربي المتشدد الذي يستخدم ألفاظ كالجهاديين والخلافة بشكل متشدد ومسيء. السيسي فعل الأمر نفسه فأساء لمصر وتاريخها، والسؤال هو ماذا كان موقف علماء الأزهر والأزهر الشريف من الخلافة في عشرينيات القرن العشرين، ما هو موقف مصر من التيارات الدينية والتدين والمطالبة بالخلافة ودور الحركات الدينية في مواجهة الاستعمار. من كتب للسيسي الخطاب نسى أنه يكتب خطاب يعبر عن بلد عريق له تاريخ كمصر، للأسف الخصومة السياسية المفرطة جعلت البعض مستعدا للعصف بأي شيء، بما في ذلك تاريخ بلده الوطني وثقافتها. سابعا: في مقابلة السيسي مع تشارلي روز بي سي بي إس بالغ في التركيز على مطالبة أميركا بتحسين علاقتها مع نظامه ودعمها الدول العربية، أكد أكثر من مرة على الطبيعة الاستراتيجية لعلاقة مصر بأمريكا، وبأن لا يوجد خلاف قوي بين البلدين، وأن أمريكا ساعدت مصر كثيرا، وعلى أن مصر هي أول دولة توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وأن مصر ودول الخليج في حاجة لمزيد من الضمانات الأمريكية. وأنهى كلامه قائلاً : وربما الحوار كشف عن شعور السيسي الداخلي أكثر من الخطاب الدبلوماسي، السيسي ذاهب لطلب الاعتراف الدولي والمساعدة وإعادة العلاقات لعادتها والتغاضي عن أخطائه وعلى رأسها انتهاكاته لحقوق الانسان وافتقاره لحل سياسي داخلي وهي أخطاء تطارده بقوة أينما ذهب.