أعرب الكيمائي مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول للعمليات الأسبق، عن دهشته من الإعلان عن توقيع شركة «ماك أوبتك» اليونانية، عقد إنشاء معمل تكرير بمنطقة خليج السويس مع «كونسرتيوم» شركات صينية بقيمة 3.8 مليار دولار وقدرات تكرير تبلغ حوالي 250 ألف برميل يوميًا. وقال يوسف ل«المصري اليوم» إنه على ثقة أن هيئة البترول لم تمنح أي تراخيص جديدة لإقامة معامل تكرير وأن الشركة الوحيدة حاليًا التي لديها ترخيص، وهي السخنة، حصلت عليه قبل 2003 ولم تنفذ إقامة المعمل حتى الآن. وحذر مدحت يوسف، وهو رئيس سابق لمعمل ميدور الحكومي، من إبرام عقود غاز لأي معمل تكرير جديد، موضحًا أن إحدى الشركات التي تنفذ معملا حاليًا بمسطرد لديها عقد بالحصول على 110 مليون قدم يوميًا من الحكومة، وهي كمية تساوى أكثر من 70 % من غاز المنازل. وأضاف أن مصر في حالة «فقر غازي»، ويتعين على أي معمل جديد أن يجلب الغاز لنفسه، مُشيرًا إلى أن سعر الغاز في عقد الشركة المشار إليها يبلغ 4 دولارات للمليون وحدة حرارية، بينما يبلغ السعر في الأسواق ما بين 17 إلى 19 دولار حاليًا، بل أن الشركة التي حصلت على عقد الغاز بها شركاء قطريين، ومن المستحيل أن يفكروا في شراء غاز من قطر، لأن فارق السعر بين ما يحصلون عليه من الحكومة وما سيستوردونه ضخم. وأشار «مدحت» أنه جرت عدة محاولات في الفترات السابقة من بعض الشركات الصغيرة للحصول على تراخيص لمعامل تكرير وعقود غاز لها ومدخلات بأسعار رخيصة بهدف تسويقها وبيعها، كانت آخرها محاولة المستثمر «دلول» الذي وعد بإقامة معمل بتكلفة 9 مليارات دولار وتم وضع حجر أساس منذ 2009 لكنه اختفى. من جانبه، قال الدكتور أحمد رضوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ماك أوبتك» اليونانية في مصر ونائب رئيس المجموعة العالمية الأم، في تصريحات خاصة، إن شركته ستحصل على موافقة هيئة البترول بإقامة معمل من خلال المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس، لافتا أنه تم الحصول على 3 ملايين متر من هيئة المنطقة الاقتصادية، وأن الأخيرة هي المنوط بها إنهاء كل التراخيص. وقال رضوان إنه لم يتم بعد سداد أي مقدم ل«كونسرتيوم» المقاولات الصيني ولم يتم بعد إبرام عقود خام التغذية، ملمحًا إلى أن المعمل حال قيامه سيستورد الخام من البصرة، وأضاف أنه سيتم التفاوض خلال الأيام المقبة على الغاز اللازم للمعمل، كما سيتم خلال أسابيع زيادة رأس مال شركة «ماك أوبتك» ب 600 مليون يورو، ويتم حاليًا البحث عن أنسب بنك لتحويل الأموال من خلاله. وأضاف: «لدينا تمويلنا ولا نحتاج إلى تمويل من البنوك، ونحن أيضًا من سيقوم بتجهيز البنية التحتية للأرض حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غاز حاليًا». وكشف رضوان أنه سيتم إنشاء شركة جديدة باسم «ماك أويل ريفاينري آند بتروكيمكال» لإنشاء وإدارة المعمل المرتقب.