شيع الفلسطينيون في قطاع غزة ظهر جثمان زوجة وابن قائد كتائب القسام محمد الضيف، وشارك في جنازة التشيع مئات الفلسطينيين من قطاع غزة وسط هتافات تدعم المقاومة وتطالب بالثأر والانتقام لدماء الشهداء الذين سقطوا في العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ اكثر من اربعة وأربعين يوما . وكانت حركة حماس أعلنت رسميًا عن استشهاد زوجة محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام ، وأصغر أطفاله في قصف منزل عائلة الدلو شمال غرب مدينة غزة، فيما تم انتشال جثمان شهيد رابع من أسفل أنقاض المنزل المدمر. وكانت طائرات الاحتلال دمرت مساء الثلاثاء منطقة “أبو علبة” في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة بالكامل وذلك بعد استهداف منزلا يعود لعائلة الدلو مكون من ثلاثة طوابق بستة صواريخ من نوع “اف 16″ المدمرة حيث تم تسوية المنزل بالأرض واستشهاد طفل وسيدتين على الفور تبين لاحقا أن من بينهم زوجة ضيف واصغر أطفاله، في حين أصيب جراء ذلك حوالي ستين آخرين. وقالت االحركة في بيان لها إنه استشهد جراء قصف منزل الدلو وداد مصطفى حرب ضيف (26 عاما)، واصغر أطفاله الرضيع علي الذي يبلغ من العمر سبعة اشهر. وانتشلت طواقم الإنقاذ صباح اليوم جثمان الشهيد احمد رباح الدلو (18 عامًا) من أسفل ركام المنزل المدمر. ويشار إلى أن الطفل علي هو اصغر أبناء ضيف (49 عاما)، الملقب “أبو خالد”، وهو والمطلوب رقم واحد للاحتلال والذي يلاحقه منذ ربع قرن من الزمن. وكان تسجيل صوتي لضيف تم بثه قبل ثلاثة أسابيع حيث حذر الاحتلال من ضربات عنيفة إذا لم يتم وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. قصة زواجهما: قبل 3 سنوات ونصف، أُخبرت الشابة وداد عصفورة، أن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح، لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، محمد الضيف، يرغب بالزواج منها. ورغم يقينها بأن قبول الضيف زوجا لها سيجعلها مستهدفه من قبل إسرائيل، فإنها لم تأبه كثيرا لهذا المصير، ومنذ ذلك الوقت، حملت عصفورة، اسم الضيف، وأنجبت له الأبناء الذين طالما تمناهم. ولدت وداد مصطفى حرب عصفورة في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1986، لأسرة تقطن في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. وحسب مصادر مقربة من حركة حماس، فإن عصفورة، كانت أرملة لقائد ميداني في كتائب القسام، يدعى بلال أبو قصيعة، قتل في أيار/ مايو من عام 2006، حينما كان يبلغ من العمر (25 عاما). وتزوجها الضيف، في عام 2011، وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية. وإلى جانب الخوف من المصير المحتوم، عانت وداد، من الوحدة والعزلة، على مدار سنوات زواجها من الضيف، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط به. وكشفت مصادر مقربة من حماس، أن وداد، أنجبت بنتين للضيف، إلى جانب ابنها علي، الذي استشهد معها. وسبق أن عملت عصفورة باحثة ميدانية، في جمعية النور، المختصة في رعاية الأسرى والشهداء. وفي مساء الثلاثاء، كانت وداد على موعد مع المصير الذي انتظرته، حيث راحت ضحية غارة إسرائيلية أودت بحياتها، برفقة ابنها علي، البالغ من العمر 7 شهور. وبدأ الضيف نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، حيث انضم لصفوف حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل وقضى في سجنها سنة ونصف دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس. وانتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، وأشرف على تأسيس كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس. وتتهم إسرائيل الضيف بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام. ونجا الضيف من 3 محاولات اغتيال آخرها كان في 2006، والتي تسببت وفق ما تقول مصادر إسرائيلية، من خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف.