لا تخدعك الطلة الأولى فى وجهه، فحمرة وجه الطفل الذى لم يتجاوز عمره 7 سنوات، تخفى آلام سنوات أكبر من عمره بكثير، فلم يعد بوسع «يوسف محمد عبدالعزيز» اللعب مع أصحابه، وأطباء مستشفى جامعة المنصورة يصفون حالته الصحية بأن «الوريد الأجوف العلوى والمغذى للمخ مقفول بالأسمنت». لم يولد «يوسف» بعلته، لكنها باغتته، اكتشفت والدته مرض صغيرها الطالب بالصف الثانى الابتدائى بثقب فى القلب، أثر على الأوردة، لا تعلم الأم جهة تلجأ إليها بعد الله سوى مستشفى أبوالريش للأطفال، ويا ليتها ما لجأت إليه. على أعتاب المستشفى المتخصص فى علاج الأطفال وقفت الأم، تصورت أن دخولها المستشفى سيخفف معاناة صغيرها، فإذا بها تزيدها، تقول الأم «عملوا العملية بطريقة خاطئة، يوسف كان لديه ثقب بالقلب فخرج من غرفة العمليات بجلطة فى أحد الأوردة» تروى والدته ودموعها تغالبها «بعد المريض ما بيخلص العملية فى مستشفى أبوالريش بيترمى على الأرض». «دكتورة بعد ما عملنا العملية أخدتنى على جنب وقالتلى اعملى أشعة مقطعية لابنك علشان أنا مش مطمنة وأنا مقلتش حاجة علشان متئذنيش»، شعرت الأم بالخطر فلجأت إلى أخصائى جراحة قلب فى المستشفى، الذى أجرى العملية، لكن كلماته لم تقتل القلق فى قلبها. رجع «يوسف» إلى المنصورة وعاودته آلامه، فذهبت به الأم إلى مستشفى المنصورة الجامعى «العملية اتعملت غلط فى أبوالريش والمفروض هما اللى يصلحوا اللى عملوه»، بدأ القلق يتسلل لقلب الأم فالجراحة ستتكلف 25 ألف جنيه، ونجاحها مشوب بالمخاطر، لإمكانية حدوث نزيف فى قلب الصغير. وتقول الأم الملكومة: «أرسلت التقارير الطبية إلى مستشفى د. مجدى يعقوب، قالوا لى عندنا حالات كتير أبدى من يوسف ممكن تبقى تقدمى على سنة 2016 ونصحونى أرجع أبوالريش أو معهد القلب» فقدت الأم الأمل فى البشر لكنها لم تفقده فى رب العالمين، وتنتظر المعجزة.