صعود وهبوط وشد وجذب هذا هو خير توصيف لطبيعة العلاقات بين القاهرةوواشنطن، أعاده إلى أذهاننا مشهد اليوم لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري داخل قصر الاتحادية الرئاسي ، حيث تم تفتيشه، وهو ما يعد تعبيرا دبلوماسيا عن غضب الطرف الآخر من سياسات معينة ، خاصة بعد أن أطاح الشعب المصري بأحلام واشنطن في توثيق علاقاتها ومصالحها عبر الإخوان ، غير أن تحول المعادلة السياسية أطاح بذلك ، فأصبحت واشنطن توجه رسائلها إلى القاهرة عبر سلاح المساعدات والتلويح بإلغائها أو وقف المساعدات العسكرية .. بينما ترد القاهرة بتوجيه رسائلها الغاضبة عبر طرق دبلوماسية غير تقليدية إلا في حالات الضرورة طالما صاحبت العلاقات توتر بين البلدين. وشهد اليوم فحص دقيق من قبل ضباط أمن مصريون وزير الخارجية الامريكي جون كيري وكبار معاونيه مستخدمين جهازا محمولا للكشف عن المعادن لدى وصولهم للاجتماع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو شيء غير مألوف في التعامل مع مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية.. وهو ما يغاير الواقع المعتاد في المرات السابقة بحفاوة المسئولين المصريين بمسئولي الولاياتالمتحدة ، خاصة إذا كان في حجم وزير خارجيتها. وأظهرت لقطات صورت في قصر الرئاسة في مصر شاهدتها رويترز مسؤولا يرفع جهازا محمولا للكشف عن المعادن ويمرره حتى الجزء السفلي من سترة كيري قبل ان يسمح له بالمرور للاجتماع مع السيسي لبحث سبل وقف المعارك الدائرة بين حركة المقاومة الاسلامية «حماس» واسرائيل في قطاع غزة منذ اسبوعين. وظهر كيري لثوان قليلة في اللقطات المصورة كما ظهر كبار معاونيه يمرون من خلال جهاز ثابت للكشف عن المعادن قبل فحصهم بجهاز محمول، وطلب من أحدهم على الاقل افراغ محتويات جيوبه. ويرافق كيري مساعد مدير مكتبه جوناثان فاينر وكبير مستشاريه ديفيد ثورن والمتحدثة باسم الخارجية الامريكية جين ساكي. هذا المشهد لم يكن الأول بينما كان الوزير السابق أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر الأسبق أعلن عبر برنامج “الذاكرة السياسية” أنهم لجؤا إلى هذا السلوب في مضايقة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في وقت حكم الرئيس السابق مبارك ، حيث شهدت هذه الفترة توترات كبيرة بين البلدين ، وأشار أبو الغيط إلى أن تاريخ الأزمة كان نتيجة لأزمة دبلوماسية بين مصر والولاياتالمتحدة حدثت منذ شهر فبراير عام 2005 حتى خريف 2006 بسبب اعتقال الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، وعدم مساعدة مصر للأميركان في أفغانستان والعراق. وأضاف «أبو الغيط»، أن وزيرة الخارجية الأمريكية تجاهلت المسئولين المصريين ولم تتم دعوتهم على مأدبة عشاء رغم مكوثنا في واشنطن لمدة ثلاثة أيام، وتم الرد على هذه الإجراءات بالفعل. وتابع «أبو الغيط»: «المؤتمر الصحفي في واشنطن حول الإفراج عن أيمن نور، سبب أزمة بين البلدين، وكنت غاضب من رجالات الكونجرس بسبب تهديدهم بسحب الدعم الاقتصادي والعسكري». وذكر أن الرئيس الأسبق، محمد حسن مبارك ألغى مؤتمر الثماني في مصر بعدما شعر أنا أمريكا ستقاطعه. وأكد «بو الغيط»، أنه خطط مع الرئيس الأسبق مبارك في شهر يوينو 2006 لاستقبال وزيرة الخاريجة الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس في شرم الشيخ ثم استدعائها إلى القاهرة وتركها في زحام المرور لمدة ثلاث ساعات لكي تصلها الرسالة أن القاهرة منزعجة من واشنطن.