ستكون الانظار شاخصة في العاشرة من مساء اليوم الاربعاء إلى ملعب آرينا دي ساو باولو في مدينة ساو باولو الذي يحتضن موقعة نارية بين المنتخبين الأرجنتيني والهولندي اللذين يتقارعان على حلم طال انتظاره كثيرا، وذلك في الدور نصف النهائي من مونديال البرازيل 2014 . وبرغم ان هولندا تمكنت من تحقيق ثأرها عام 1998 بفوزها على "لا البيسيليستي" 2-1 في الدور ربع النهائي، لكن حسرة خسارة النهائي الثاني على التوالي بالنسبة لمنتخب "الطواحين" ليس بالأمر الذي يمكن تناسيه بسهولة، وبالتالي سيدخل رجال المدرب لويس فان غال الى هذه المواجهة وهم يبحثون عن تحقيق ثأر عمره 36 عاما على الارجنتينيين الذين يتواجدون في دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1990.
ويمكن القول ان ساعة الحقيقة دقت امام الارجنتين ونجمها الكبير ليونيل ميسي بعد ان تمكن "لا البيسيليستي" من تخطي عقدته مع دور نصف النهائي بتغلبه على بلجيكا الواعدة بهدف سجله غونزالو هيغواين.
ويمكن القول ان ميسي ارتقى اخيرا الى مستوى المسؤولية التي وضعت على عاتقه منذ ان سلمه شارة القائد المدرب السابق مارادونا الذي قال علنا بأن "ليو" هو خليفته، اذ لعب دورا حاسما في تواجد بلاده هنا بعد سجل اربعة اهداف مصيرية ضد البوسنة (2-1) وايران (1-0) ونيجيريا (3-2) اضافة الى تمريرة كرة الهدف الذي سجله انخل دي ماريا ضد سويسرا (1-0) في الدور الثاني.
اما بالنسبة لهولندا، فتبدو مستعدة اكثر من اي وقت مضى لكي تفك عقدتها مع النهائيات العالمية بقيادة مدرب محنك بشخص لويس فان غال وبتشكيلة متجانسة بين مخضرمين وشبان واعدين.
لقد وقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت امام مضيفتها المانياالغربية 1-2 في زمن "الطائر" يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على ارض الارجنتين ، قبل ان تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية ويقهرها اندريس اينييستا في الدقائق الأخيرة من النهائي.
في تصفيات 2014، ضربت هولندا بقوة كما جرت العادة في السنوات الاخيرة، فحصدت 28 نقطة من 30 ممكنة في طريقها الى البرازيل، بينها فوز ساحق على المجر 8-1 فكانت اول المتأهلين الى بلاد السامبا، ثم بدأت مشوارها في النهائيات باستعراض ناري امام اسبانيا حاملة اللقب وثأرت شر ثأر من الأخيرة باكتساحها 5-1، لكنها عادت بعدها لتعاني بعض الشيء امام استراليا (3-2) ثم شيلي في مباراة هامشية للمنتخبين (2-0) قبل ان تتخلص من المكسيك في الدور الثاني بصعوبة بالغة 2-1 بعد ان كانت متخلفة حتى الدقيقة 88.
وفي الدور ربع النهائي، قدم الهولنديون اداءً هجوميا رائعا امام كوستاريكا لكن الحظ والحارس كيلور نافاس وقفا بوجههم ما اضطرهم للجوء الى ركلات "الحظ" الترجيحية التي اثبت فيها فان غال انه مدرب استثنائي.
ويؤكد ديرك كاوت الذي ضحى بنفسه ولعب في مركز الظهير الايمن عوضا عن مركزه الطبيعي في الوسط الهجومي او الهجوم، انه برغم اضطرار المنتخب لخوض ركلات الترجيح امام كوستاريكا الا انه كانت لكتيبة الطواحين اليد العليا. "أظهرنا امكانياتنا، اعتقد اننا لعبنا مباراة جيدة لكن الكرة لم ترغب ان تدخل المرمى"، هذا ما قاله كاوت لموقع الاتحاد الدولي "فيفا"، مضيفا "بالنظر إلى الاماكن التي تمركز فيها المهاجمون، فانه كان بوسعنا احراز خمسة او ستة اهداف، لكن هذه هي كرة القدم، انا فخور بهذا المنتخب لاننا لم نستسلم للحظة، لا في الوقت الاصلي ولا في الوقت الاضافي كما لم نستسلم في ركلات الترجيح. اعتقد اننا اثبتنا في 120 دقيقة وفي ركلات الترجيح اننا كنا نرغب في الفوز بهذه المباراة وان نصل الى نصف النهائي، وفي النهاية حققنا ما نستحقه".
اما في ما يخص مواجهة الارجنتين، فقال كاوت "الارجنتين منتخب من طراز عالمي وهم يستحقون التواجد في المربع الذهبي لكننا نرغب في اختبار انفسنا ضد افضل المنتخبات ويجب ان نفوز ايضا ولهذا السبب نحن هنا التواجد في الدور قبل النهائي امر رائع ونحن ندرك شعور خسارة كأس العالم ونرغب في انتزاع اللقب هذه المرة فهذا هدفنا".