قال "حسن شاهين " حول كواليس عزل "مرسي" أن كان هناك اتصالات بين قيادة الجيش ومحمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة لحضور ذلك اللقاء، ولكنه رفض بشكل واضح، وهذا أول دليل على أن ما حدث فى 30 يونيو ليس انقلاباً عسكرياً كما يدعى الإخوان، وإلا لماذا دعت القوات المسلحة «الكتاتنى» للحضور؟ ودعا «السيسى» حينها الدكتور كمال الجنزورى وحضر إلى وزارة الدفاع ولكن غادرها بعد رفض شباب «تمرد» وجوده، لانتمائه لنظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وكانت دعوة فى إطار أهمية وجود رجل دولة على دراية بالتفاصيل والتدابير السياسية، وشارك فى كل الأحداث السياسية من قبل الثورة وبعد الثورة. وكان من ضمن مفاجآت الاجتماع الذى استمر لمدة 8 ساعات، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان بشكل واضح رافضاً لفكرة عزل محمد مرسى، وكان مع طرح بقائه فى السلطة وإجراء استفتاء على استمراره من عدمه، وفكرة عزله خرجت من شباب «تمرد» والقوى السياسية، وكانت ترفض ما طرحه «السيسى» بإجراء استفتاء، خاصة بعد الخطاب الأخير ل«مرسى» المشهور «خطاب الشرعية»، وقال له الشباب إن «الشعب المحتشد فى الشارع يهتف بأن الجيش والشعب إيد واحدة بعد البيانات التى خرجت عنكم وتظهر أنكم مع التحرك الشعبى لعزل محمد مرسى، ولن تقبل تلك الحشود بأقل من ذلك»، واستجاب «السيسى» لفكرة عزل «مرسى»، بعدما اتفق حينها مع رؤية الشباب صدقى صبحى فى عزل محمد مرسى، وانحاز لإرادة الشباب فى ضرورة عزل «مرسى» بشكل واضح. وسألَنا «السيسى»: «من ترونه قادراً على قيادة البلاد فى تلك الفترة؟»، فأجبنا: «حمدين صباحى»، فصمت. وبعد الانتهاء من البيان تدخل ممدوح شاهين، مساعد وزير الدفاع، وطالب بإضافة بند تعديل الدستور، ليستقيم الطريق الذى اخترناه، فبكى «جلال مرة» ممثل حزب النور فى الاجتماع، فدخل «السيسى» وسأل: «بيبكى ليه؟»، فرد ممدوح شاهين ساخراً: «من الفرحة يا افندم». وصاغ حينها البيان النهائى الذى ألقاه «السيسى» اللواء عباس كامل، وكتب فى ديباجة البيان: «وقد قررت القوات المسلحة»، فرفض الشباب المجتمعون تلك الكلمة، وطالبوا ب«قد قرر المجتمعون»، لأن الجلسة تعتبر شراكة بين المجتمعين، وتدخل «السيسى» ووافق على مطلب الشباب بصياغة البيان تحت شعار «وقد قرر المجتمعون»، لإرساء الشراكة فى إدارة المرحلة فيما بعد. وكان التخوف فى تلك اللحظة من رد فعل جماعة الإخوان وجماعات التيار الدينى المتطرف، وقالها واضحة حينها الفريق صدقى صبحى: «بشكل واضح إذا استقررتم على شىء فسيكون هناك رد واضح لأية جماعات تكفيرية أو أى جماعات إسلامية تنتهج العنف»، ولكن لم يكن أحد متوقعاً إلى أى مدى ستكون أعمال العنف. وأتذكر حواراً دار بين الفريق صدقى صبحى وأحد المسئولين عن التيار الدينى بعد الاجتماع، وقال له «صبحى» بشكل واضح: «الناس اتفقت على بيان، وفيه تغييرات موجودة وسيعزل (مرسى)».