ننفرد بلقاء طالب الأكاديمية البحرية المتهم بالإتجار فى المخدرات

مش عارف عملت فى نفسى كده ليه .. كل حاجة راحت.. سمعتى بقت فى الارض ومستقبلى انتهى وحياتى اتدمرت عشان الحشيش .. بتمنى فعلا يكون كل ده كابوس».. بهذه العبارات الغارقه فى الندم بدأ «ع.ا» طالب الاكاديمية البحرية حواره معنا الذى تم ضبطه متلبسا بحيازة المواد المخدرة امام باب كلية الهندسة واتهامه بالاتجار فيها ببيعها لزملائه عقب ورود معلومات لجهات البحث.. ضحك عليه الشيطان ووسوس له فسمع له فأوقعه فى الخطأ ووصمه بعار الخطيئة وحوله من طالب محترم بكلية الهندسة يحمل الكشاكيل والكتب والاقلام الى مروج للصنف فى نظر القانون يحمل حقيبة صغيرة بها قطع الحشيش و»مطواه» ومبلغ مالى كبير امام كليته كان هذا وصفه عندما القت المباحث القبض عليه .. ليتحول من طالب الى «سوابق»!!
جلس مرتبكا حزينا يائسا تترقرق فى عينيه دموع تريد ان تهرب من جوف تحرقه نار الندم فصاحبها اضاع كل شئ .. حياته وسمعته ومستقبله من اجل خاطر الحشيش الذى انكر الاتجار به رغم القبض عليه متلبسا بحيازة كميات كبيرة واصراره انه حازها بقصد التعاطي.. يقول «ع» لم اعش حياة صعبة.. عشت حياة كريمة وفرها لى والدى الذى يعمل باحدى دول الخليج وكنت تحت عينه وفى رعاية والدتى سنوات طفولتى ودراستى الابتدائية والاعدادية حتى قرر والدى ان نجلس بمفردنا انا وشقيقى لنحصل على الثانوية العامة من مصر لنلتحق بالكليات فى بلدنا ونعيش حياة من هم فى مثل مرحلتنا العمرية.. يضيف «ع» بالفعل انتهيت من امتحانات الثانوية العامة ولم احصل على مجموع يؤهلنى للالتحاق بكلية الهندسة التى كانت حلمى فألحقنى والدى بالأكاديمية وهى جامعة خاصة لاحقق ما تمنيته وماكان يتمناه فى ان يرانى مهندسا..
طريق الشيطان
٪ اب
- قبل دخولى الى الجامعة اختلطت بأحد اقربائى ومن هنا جاءت معرفتى بالحشيش عندما رأيت يتعاطاه وعرض التجربة ومن باب حب الفضول اشتركت معه.
شعرت بأنه ينقلنى من عالم الى عالم اخر.. من عالم الواقع الى عالم ملئ بالنشوة واستمررت فى تعاطيه طوال السنين الأربع الماضيه معتقدا اننى اصبحت لا استطيع عن الاستغناء عنه فالحشيش ليس ادمانا ولكنى ربطته بحالتى المزاجيه واعتبرته هو الشئ الوحيد الذى يجعل «كيفى عالي» او هكذا صور لى شيطانى الا اننى عندما دخلت الى «زنزانة» القسم عقب إلقاء القبض على تمهيدا لعرضى على النيابة اصطدمت بالواقع وايقنت ان كل هذا كان وهما فأنا استطيع ان احيا وافكر واتحكم فى حالتى المزاجية بدونه وبشكل افضل.
٪ اب
- فى البداية كنت احصل عليه منه الى ان دلنى صديق على منطقة بالمهندسين تدعى»ميت عقبه» وهناك تعرفت على احد «صبيان» تجار الكيف الذى كان يقف على ناصية شارع معينة مؤمنه من «الناضورجية» الذين يؤجرهم التاجر فأصبحت زبوناً دائماً اشترى بكميات كبيرة لان والدى كان يرسل لنا مصروفا محترما على اساس اننى وشقيقى نجلس بمفردنا ونحتاج الى متطلبات كثيرة من كتب وملازم واحتياجات خاصة.
تعارف
٪ اب
- هو من تعرف بى عندما اخبره صديق الكيف اننى طالب بالجامعة واعتقد انه رأى فى شخصى دعاية جيدة لبضاعته ومن خلالى سيفتح سوقا جديده فوثق علاقته بي.
٪
- اعتقد ذلك فمن خلالى تعرف زملائى على الحشيش ولأن معظمهم من عائلات ميسورة الحال ومشغولة عنهم فى صخب الحياة كان يتوفر المال ولايوجد الرقيب لذا كانوا يتعاطونه.
٪
- الكثير من الطلبة الشباب يتعاطونه وبشكل دوري.
٪
- لا فسيرته كانت خطا احمر حتى لو من سبيل»الدردش» وانا لم اكن اهتم بمن يكون فأنا اتعاطى ولا اتاجر واحصل على كيفى من «صبيه».
الأسعار
٪ اب
- اشترى «القرش»او «الصباع» ب 100 جنيه.
٪ ا ب
- انا لا اتاجر فى الحشيش وكنت اتعاطاه فقط.
٪ 10 .. 10
- لا القصة ومافيها اننى اجمع الاموال من اصدقاء الكيف الذين تعرفوا عليه منى والذى كانوا يعلمونه من قبل واذهب لشرائه لهم او اشترى من اموالى الخاصة ويحاسبوننى بعد ذلك.
٪
- «المطواه» لا تخصنى وتخص احد اقاربى وكنت احملها من باب اننى اريد ان يراها زملائى فالكثير منا يحملها من باب «الروشنة»!
عودة
٪
- نعم ترك كل اعماله وعاد.
٪
- نعم
٪
- نزلت من عينى الدموع على استحياء وقال كان مصدوما وينظر لى فى حسرة وقال لي «ليه خنت ثقتنا فيك.. ليه عملت فى نفسك كده؟!»
٪
- لحظات لن انساها فى عمرى كله.. كنت جالسا مع صديق لى فى سيارته ويبدو ان هناك من ابلغ بأننا نتعاطى الحشيش ففوجئت بمسدس الضابط فى رأسى الذى مرره من نافذة السيارة المفتوحه وامرنى بالنزول والامتثال لأوامره الخاصة بالتفتيش والقى على القبض امام زملائى وكنت اتمنى لو ان الارض وقتها «انشقت وبلعتني».
٪
- اقول لهم لا تركضوا وراء سراب اسمه المخدر مهما كان نوعه فهو مضيعة للأموال وهلاك للصحة العامة ولايوجد فى الدنيا مايستحق ان تضيع مستقبلك وسمعتك من اجله.
كانت مباحث قسم شرطة النزهة قد ورد اليها معلومات بوجود طالب يقوم بترويج المواد المخدرة وبيعها لزملائه من طلبة الاكاديمية فقام الملازم اول عبد الله حسان بعمل كمين بعد تشكيل فريق بحث قاده رئيس المباحث وبعد رصد المتهم تم إلقاء القبض عليه وبحوزته 10 قطع حشيش و1080 جنيهاً متحصلات البيع ومطواه وتبين انه «ع.ا» طالب بكلية الهندسة بالاكاديمية البحرية وتولت نيابة النزهة التحقيق فى القضية.