على الرغم من حالة من التشاؤم العربى والدولى التى باتت تسيطر على الأجواء المحيطة بمؤتمر «جنيف 2 » الدولى الخاص بسوريا حيث التشكيك فى إمكانية انعقاده فى موعده المعلن فى 22 يناير المقبل من جهة حيث لا تزال المعارضة السورية منقسمة وغير موحدة ولم تصل إلى الترتيبات النهائية بشأن مشاركة وفدها فى المؤتمر ، هذا بالإضافة إلى رؤية الكثيرين بعدم جدوى النتائج التى يمكن أن يخرج بها المؤتمر خاصة فى ظل تمسك الرئيس الأسد بالسلطة ، ومواصلة المعارك مع الجيش السورى الحر الذى يرى فيه الكثيرون دافعا سيجر سوريا إلى سيناريوهات كارثية على المنطقة وهو ما جعل هناك تصورا بأن سيناريو بقاء الأسد ربما هو الأجدى لسوريا بدلا من الدخول فى حرب طائفية طويلة المدى . إلا أن «الأخضر الإبراهيمي» المبعوث الأممى العربى الخاص بسوريا أعلن أن 26 دولة ستشارك فى مؤتمر جنيف2، فضلا عن الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنه لا اتفاق حتى الآن بشأن دعوة إيران للمشاركة فى المؤتمر. وقال الإبراهيمى فى تصريحات له عقب اجتماعه بمسؤولين روس وأميركيين حول التحضير لمؤتمر جنيف2- إن 26 دولة ستشارك بمؤتمر جنيف2 من بينها السعودية وقطر والجزائر ومصر وعمان وإندونيسيا وتركيا والعراق والأردن وغيرها، فضلا عن الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وممثل عن الاتحاد الأوروبى والأمين العام للأمم المتحدة. وأضاف أن المفاوضات أخفقت حتى الآن فى التوصل إلى اتفاق حول دعوة إيران إلى محادثات جنيف2 للسلام فى سوريا. مضيفا أنه «بالنسبة لإيران لم نتوصل إلى اتفاق بعد، وليس سرا أننا فى الأممالمتحدة نرحب بمشاركة إيران، ولكن شركاءنا فى الولاياتالمتحدة ليسوا مقتنعين بعد بأن مشاركة إيران ستكون أمرا صائبا». وأوضح أن الحكومة السورية أبلغته استعدادها للمشاركة فى المؤتمر، لكنها لم ترسل أسماء وفدها بعد، فى حين أبلغه الائتلاف السورى المعارض بأنه يعمل على تشكيل وفده للمؤتمر، معتبرا أن محادثات جنيف قد تدوم طويلا، وتنفيذ بنودها يستغرق وقتا طويلا أيضا، ونفى وجود مواعيد نهائية لتحديد أسماء أعضاء وفد المعارضة. ودعا الإبراهيمى طرفى الصراع فى سوريا إلى الإفراج عن السجناء من النساء والأطفال وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لتكون بادرة حسن نية قبل المؤتمر. وكان وزير الخارجية الروسى «سيرجى لافروف» قد اعترف بأن الغرب بدأ يدرك أن بقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة أقل خطرا على سوريا من الإسلاميين. ونبه لافروف إلى أن قلق الدبلوماسيين الغربيين يزداد، وإنهم يقولون إن بقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة هو خيار أفضل لسوريا من أن يحكمها متشددون إسلاميون ، موضحا أن الفكرة تخطر على أذهان الغربيين، وهى أن بقاء الأسد فى منصبه أقل خطرا على سوريا من استيلاء الإرهابيين على البلاد». وقال لافروف أن «المكاسب التى حققها المعارضون الإسلاميون فى ساحة المعارك السورية تسبب تغييرا فى الموقف الغربى بشأن الأسد ، ووصف الموقف فى سوريا بأنه «وضع يزيد فيه الجهاديون والإرهابيون نفوذهم سريعا ويسيطرون على أراضٍ، ويفرضون على الفور أحكام الشريعة الإسلامية هناك».