محمد أحمد الناغي أديب مصري، فازت قصته (البئر) بجائزة وزارة الشباب. كما حاز على المركز الأول بمسابقة إحسان عبد القدوس عبر قصته (دم الأخوين)، كما فاز بجائزة نهاد شريف في الرواية، كما فاز فيلمه القصير (مكالمة) بمسابقة مؤسسة التفكير الإيجابي الأولى 2013. حول هذه الجوائز ورؤيته لحال الأدب فى مصر ..كان لنا معه هذا الحوار.. عملك الأول كان مجموعة قصصية، ثم الآن تقدم رواية طويلة.. ما السبب؟ مجموعتي الأولى (ظلال الإثم) كانت بمثابة تعارف أوَّلي بين وبين القراء.. كنت أريد التأكد من نجاحي في جذبهم لمتابعتي عبر رواية طويلة. ما الذي تلمسته عبر ردود أفعالهم ل (ظلال الإثم)؟ بفضل الله كان الاستحسان والإعجاب أكبر مما توقعت، وهو ما شجعني على المضي في مشوار الكتابة، والنزول بالرواية كخطوة مقبلة. ما الفرق الذي لاقيته عند الكتابة بين المجموعة القصصية والرواية؟ القصة القصيرة تحوي مشاهد مركزة على موقف بعينه، أما الرواية فيكون التحرك فيها رأسيا وأفقياً، عبر مساحات زمانية ومكانية متعددة، وشخصيات متباينة، لذا يتعين أن يُبذل فيها جهد أكبر من الكاتب كي يحتفظ بحماسة القاريء في مواصلة القراءة. روايتك (النطاق المُحرَّم)،ألا تراه عنواناً غامضاً؟ ذلك بهدف جذب انتباه القاريء وقدح فضوله للتفكر في ماهية هذا العنوان،ومن ثم جذبه للرواية. على غير العادة؛ خلت روايتك من بطل أوحد، بل كانت البطولة جماعية؟ لأن البطل هنا هو الموضوع، فلم أهتم بالتركيز أو (التخديم) على شخصية بعينها؛ فالحدث لم يخدم الشخصية، ولكن الأشخاص هم من يخدمون الأحداث. ما تصنيفك لروايتك؟ هي رواية سياسية بالأساس، إذ تناقش موضوع سياسي عبر حبكة تستطيع أن تقول عليها بوليسية أو مخابراتية. ما المغزى الذي أردته في روايتك؟ في الواقع كان لي أكثر من هدف، سأتحدث هنا عن احداها، وهو أن بدون العمل بمعطيات استقلالية إرادة القرار المصري، فإن أي تقدم لهذا البلد؛ هو مجرد سراب لن نصل إيه أبداً. رواية «النطاق المحرم»، ما الفكرة العامة لها؟ هناك حقيقة لا يعلمها الكثيرون، وهو أن لدى البنتاجون خطط عسكرية جاهزة، منذ العقد الأخير في القرن الماضي، يتم تحديثها أولا بأول، تتناول سبل احتلال كافة بلدان الشرق الأوسط في أي وقت؛ متى اقتضت المصالح الأميركية ذلك. وفي روايتي أتناول ولوج مصرا لمنطقة تراها القوى العظمى محرمة عليها، وهو ما يُثير بالتبعية تحدياً أمامهم إن كان آوان تحويل هذه الخطط إلى واقع قد آن أوانه أم لا؟.. وذلك عبر تصوراً فكرياً وفقاً لمعطيات واقعية لحال مصر في هذه الحالة، وكيفية التعامل مع ذلك وفق تسلسل آلية صنع القرار في الدولة المصرية، عبر سياق درامي جذاب يجمع بين التشويق الأدبي، وربط الفكر بالسياسة. وما مدى ارتباطها بواقعنا؟ مصر لها أكثر من ستون عاماً تدور في دائرة مفرغة لا تخرج منها، هذه الرواية تناقش ماذا سيحدث إن جسرت على المحاولة.. وضعت عدداً من المراجع عند كتابتك للرواية.. إلام يُشير ذلك؟ نظراً لجدية الموضوع، وواقعية المعلومات الواردة بالرواية وصحتها، ووضعت ةأسماء المراجع لمن يُريد الاستزادة. على جانب آخر.. ما أصعب ما لاقيته ككاتب في مقتبل الطريق؟ في الواقع مشاكل عدة، بداية من رفض دور النشر سواء الكبرى أوالمتوسطة النشر للأدباء؛ إلا لو كانوا نجوماً ساطعة، ومروراً بعدم اهتمام النقاد بأي انتاج أدبي دون سابق واسطة، وانتهاء بإعراض وسائل الإعلام وآليات الثقافة في الدولة في مساعدة الأدباء الجدد والترويج لأعمالهم. كيف ترى دور الأديب في المجتمع؟ وهل عليه أن يكون بمعزل عن أحواله السياسية؟ لا يُفترض بالأديب أن يكون مجرد مرآة من زجاج مصقول، ليس هدفه أن يلتقط صورا صماء فوتوغرافية لواقعه، وإنما هو ينقل الواقع كريشة فنان، ليكون انتاجه كلوحة فنية أضاف إليها من الألوان والظلال ما يُلقى الضوء على أشياء بعينها ليُبرزها أكثر من الأخرى.. للأديب دور تنويري، عليه بما لديه من مقومات أن يمارسه بنزاهة، وأول آيات ذلك ألا يكون بموقع سلطة أو استفادة مادية مما يدعو إليه.. عندما يتصدى الأديب لهموم وطنه هل يفقد قطاع من قراءه؟ لا يُفترض بالكاتب أن يحقق للقراء مطالبهم على غرار (ما يطلبه المستمعون)، وإنما يفترض به أن يكتب معبراً عن قناعاته الأصيلة، بما تنتجه له ثقافته ووعيه ككاتب.. فإن لم يسبح ضد التيار، ولا ينظر تحت قدميه؛ فمن يفعل؟! وإن لم يعاني من أجل رفعة وطنه ومواطنيه؛ فمن يفعل؟.. وإن لم يتسع صدره للهجوم واللعنات المتوقع أن تنهال عليه؛ فمن يفعل؟.. نعم هو قد يخسر قدرا من قراءهِ، ولكن؛ إليك هذه الحقيقة: الأديب في عالمنا العربي لا ينال المجد عادة في حياته! فإن كان ذلك كذلك، فلا أقل من أن يقل الحق ويرد الرفعة لوطنه، عسى أن يأتي زمناً؛ تمجده فيه كلمة حق قالها.. أو دعا إليها.. كيف ترى الواقع الحالي؟ بعيد عن الشعارات الرنَّانة الخادعة، ..فإن ما نعانيه الآن بعد ثورة 25 يناير 2011 ليس صراع أيدلوجيات كما يُروّج له، وإنما هو في الواقع صراع إرادات، صراع بين إرادة شعب، وإرادة جماعات من الناس تسلطت على هذا الشعب لمدة تربو عن ستون عاماً.. وما تراه من قلاقل إنما هو ناتج لأجل صراع هذه الفئة المتسلطة على مكتسبات ستون عاماً. ما هي مشاريعك المقبلة؟ لدي رواية «الانعكاس الكوني» الفائزة بالجائزة الرابعة بمسابقة نهاد شريف في دورتها الأولى، ونحو مجموعة قصصية كاملة جاهزة تتضمن القصة الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة إحسان عبد القدوس.