جاءت زيارة وزير الخارجية القطرى د. خالد بن محمد العطية المفاجئة لمصر لتقديم واجب العزاء نيابة عن أمير قطر الشيخ تميم بن خليفة آل ثانى ، فى وفاة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم لتثير العديد من التساؤلات حول دلالات هذه الزيارة واسرارها والرسالة التى ارادت قطر أن تعكسها خاصة وأن أمير قطر ووزير خارجيته لا تربطهم أى صلة بنجم شاعر العامية المصرى لا من قريب ولا من بعيد بل أنه من هاجم حكم الاخوان المسلمين الذى تموله وتدعمه قطر وفضائيتها الجزيرة لتؤجج العنف والارهاب فضلا عن التدخل القطرى فى الشأن السياسى المصرى وعدم الاعتراف بثورة 30 يونيو التى فجرها الشعب المصرى ضد نظام الاخوان المسلمين فهل يعقل لأى عاقل او مجنون ان يتخيل ان نجم له علاقة فكرية او قومية او شعرية بحكام قطر ، فهذا المشهد يذكر بموقف المتنبى عندما جاء على زين العابدين ابن بنت رسول الله فى وجود يزيد بن معاوية وهو يذكرنا بهؤلاء الحكام الجدد ..فترك التنبى يزيد بن معاوية وذهب مهرولا الى على زين العابدين وعندما عاتبه الحاكم لتركه له قال له اخطر الكلمات : هذا الذى تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا بن خير خلق الله كلهم هذا النقى التقى الطاهر العلم وفى تصريح ل"النهار" قال مصدر مسؤول بالخارجية المصرية ان هذه الزيارة التى قام بها وزير خارجية قطر لمصر هى زيارة شخصية وغير رسمية ولم تستغرق سوى ساعات قليلة لتقديم واجب العزاء ولا مدلول لها أو علامات ، نافيا ان يكون د. العطية قد التقى بأى مسؤول مصرى خلال الزيارة . وحول مدى اسهام هذه الزيارة فى رأب الصدع بين قطر ومصر علق المصدر بالقول : فليسأل فى ذلك الجانب القطرى ! فيما يرى مراقبون أن قطر بهذه الخطوة أرادت تهيئة الأجواء لاستعادة العلاقات مع مصر خاصة بعد أصبحت قطر فى عزلة عن باقى دول الخليج التى ايدت ارادة الشعب المصرى فى 30 يونيو ودعمت المصريين وتساند الاقتصاد والاستثمار فى مصر ، كما اعتبروا هذه الزيارة بمثابة محصلة للجهود التى قامت بها المملكة العربية السعودية على أعلى مستوى، حيث استضاف خادم الحرمين الشريفين قمة ثلاثية بمشاركة أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى من اجل رأب الصدع بين قطر والسعودية الناجم عن الانحياز الكبير منق بل قطر لتنظيم الاخوان فى مصر وعدم اعترافها بثورة 30 يونيو.