انتشرت فلسفة «السجن تأديب وتهذيب وإصلاح» لمعاقبة المنحرفين في أي مكان ومحاولة نبيلة للارتقاء بسلوكهم وتحويل مسارهم نحو الاستقامة، واللافت للنظر أن من يذهب إلى السويد يكتشف نجاح الفكرة في تحقيق المعجزة عندما يفاجأ المرء بسجون خاوية من المذنبين والسجناء على ذمة قضايا سرقة وإتجار في المخدرات بعد أن تعامل المسؤولون داخل السجون مع المتهمين باعتبارهم «زبائن» يقضون فترة محددة داخل السجن، وبالتالي قرروا توفير سبل الراحة لهم ضمن تأهيلهم. وأمام تراجع أعداد السجناء وانخفاض معدل الجريمة، أعلن مدير السجون والتأهيل في السويد نيلز أوبيرج إغلاق 4 سجون ومركز احتجاز واحد، بعد تراجع واضح في تعداد السجناء منذ 2004، وانخفاض المدانين بتهمة السرقة وجرائم المخدرات والعنف بنسبة 36% و25% و12% على التوالي. وأكد «أوبيرج» أنه لا أحد يدرى على وجه التحديد السر وراء تقلص نسبة السجناء بهذه النسبة، إلا أنه استنبط من المشهد أن يكون النهج الليبرالي السويدي في السجون والتركيز على مبدأ خدمات التأهيل وتوجيه المنحرفين عاملين كافيين لحدوث الظاهرة.