أثارت أولى حلقات الموسم الجديد ل"البرنامج" ردود أفعال متباينة بين خبراء الإعلام، وذلك بعد الانتقادات التى تعرض لها البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تراوحت بين "تخطى وتجاوز الحدود" وتزايد الإيحاءات الجنسية. وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام، إنه كان من المتوقع أن يتناول باسم يوسف في حلقته بعد العودة الفريق السيسي بدرجة بسيطة نسبيًا لأن مزاج الجمهور هو الذي يتحكم في الكيفية التى يتم الحكم بها على أي برنامج. وأوضح أنه قبل 4 شهور كان لدى الجمهور العديد من المخاوف يعوضها بالضحك، وكان المزاج العام يؤيد ما يقدمه باسم يوسف، وهو ما استفاد منه الأخير جيدًا خصوصًا أن الظروف والأحداث كانت مهيأة حينها. وأضاف أن الوضع حاليًا هادئ، وبالطبع فإن تأثيرات الإعجاب بباسم مرتبطة بالمزاج العام ولم تعد الظروف الأولى موجودة، ما جعل موقفه صعب لأن نوعيته كبرنامج ساخر لم تعد مبررًا لكسر فكرة الهيبة، وكذلك الإيحاءات الجنسية التى يتخللها البرنامج غير ملائمة للأسر المصرية. ولفت إلى أن النظر للحرية فى الرأي والتعبير يرتبط بأولويات الجمهور واهتماماته ولا يرتبط بالقائم بالاتصال، ولذلك فلا يعد انتقاد باسم تقييًدا للحرية والدليل على ذلك انه عندما كان يسير على نغمة واتجاه الرأي العام لم يلقى هذا النقد اللاذع، فالآن يصطدم لأن ليس كل المتلقين لديهم المرونة الفكرية والمزاج العام يتحكم ويعطى نتيجة الحكم عليه. وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الإعلام، إن هناك إيجابية في "البرنامج" تتمثل في الحرية وعدم التقييد، أما العنصر السيئ فيتعلق بعدم استخدام تلك الحرية بشكل يناسب تقاليد وظروف المجتمع، فهناك كم من الإيحاءات الجنسية غير الملائمة للأسر المصرية. وتابع: "قد تكون تلك سمة من سمات برامج السخرية حتى انتقاد أنفسنا، لكن باسم يبالغ بشكل كبير، وذلك أمر في منتهى الخطورة، أن تقوم مثل هذه البرامج بدور هز صورة الرموز والمؤسسات الكبرى، ويصبح لا أحد له هيبة أو قيمة". واستدركت، قائلة: "هذا مكمن الخطر وكونه برنامجًا ساخرًا لا يعد مبررًا للوصول لمثل تلك التجاوزات فكان عليه أن ينتقد موافقًا وليس أشخاصًا ورموزا وطنية"، داعية إلى ترشيد تلك البرامج حتى لا تهوى وتسقط كل القيم.