كتب / طلعت طاهر شعبة - مدير عام ومراقب أول الصحة بدمياطالكوليرا هو أحد الأمراض المحجرية المتوطنة في المناطق الحارة مثل الهند والصين الجنوبية والملايو وباكستان، والتي اكتشفها العلامة روبرت كوخ في مصر عام 1983م .ويظهر هذا المرض في الخريف، خاصة أثناء الزحام والمواسم ، وفي البيئات الصحية المتخلفة .مسبب المرض ميكروب الكوليرا، وهي ضمات واوية الشكل وتعيش لفترات طويلة في المياه القذرة والاماكن الرطبة، وهي شديدة التأثر بالحرارة والحمضيات .ويوجد ثلاث أنماط رئيسية من الضمات هي :- نمط أوجاوا : ومنه نوع كوليرا الطور والتي كانت السبب في معظم الاوبئة التي حدثت في العالم، وهو اكثرها انتشارا .- نمط عنابة .- هيكوديما .فترة الحضانة : من بضع ساعات الى 5 أيام .فترة العدوى : تبدأ منذ الاصابة ولمدة تتراوح بين 7 الى 10 أيام بعد الشفاء . أما حامل الميكروب المزمن قد يستمر معديا من شهر وحتى 10 سنوات، وخاصة في نوع كوليرا الطور .مستودع العدوى : الانسان .مصدر العدوى : المريض وحامل الميكروب .طرق العدوى :1 - تلوث مياه الشرب بالفضلات الآدمية من براز وقئ به ميكروب الكوليرا، وقد يكون للذباب دور بسيط في نقل العدوى في زمن الاوبئة فقط .2 - من اليد للفم مباشرة من خلال الملامسة مع المريض او حامل الميكروب .أعراض المرض :هذا الميكروب لا يغزو الجسم الداخلي، أي لا يدخل الى دماء الانسان، بل يغزو جهازه الهضمي فقط، ويشل حيوية أغشيته المخاطية ويهتكها، ويجعلها تفقد وظائفها الحيوية، فتسكب سوائل الجسم وأملاحه الحيوية وبروتيناته، وذ لك بإرسال سمومه التي يفرزها الميكروب، ومن ثم يعاني المريض من اسهال حاد فجائي غير مؤلم، كمياه الارز، وان كان حدوث الاعراض دون اي ارتفاع في الحرارة .وهذا الاسهال العنيف المتكرر يسبق القئ، وقد يتكرر الاسهال لاكثر من 20 مرة يوميا، وقد يفقد المريض من 20 الى 50 جراما من الملح، وهنا تكمن الخطورة.اما القئ فيحدث فجائيا بعد الاسهال، وقد يفقد المريض بهذا القئ من 5 الى 7 لترات يوميا، ونتيجة لذلك تحدث تقلصات في العضلات، خاصة عضلات الساقين، وحدوث قصور وهبوط عنيف بالدورة الدمو ية، وينخفض ضغط الدم الى أدنى درجة ، وتغور العينان في محاجرها، وتنخفض كمية البول، ويصبح النبض غير محسوس، وينقص كلوريد الصوديوم، ويخرج البوتاسيوم من كرات الدم الى البلازما، ويحدث قصور حاد في الكليتين، مع ازدياد البولينا.ولو حدثت كل الاعراض السابقة، على افتراض ان المريض لم يتلقى علاجا سريعا، فالأمل يكون ضعيفا في الشفاء، خاصة عندما تكاد تتوقف وظائف الكليتين.طرق العلاج :- بتم العلاج عن طريق تعويض الفاقد من سوائل الجسم والاملاح، عن طريق المحاليل .- تشجيع المريض على تعاطي السوائل بالفم بعد توقف القئ .- اعطاء عقار التيتراسايكلين .الاجراءات الوقائية :أولا : تجاه المريض- التبليغ الفوري عند الاشتباه للسلطات الصحية، على ان يكون سريا .- عزل المريض اجباريا بأحد المستشفيات او المعازل الصحية .- أخذ عينات من القئ والاسهال لفحصها لضمات الكوليرا .- تطهير افرازات المريض والتخلص منها صحيا .- احراق مهمات وادوات المريض الرخيصة الثمن، وتطهر المهمات الثمينة بالبخار تحت ضغط .- احراق الضمادات والمناديل الورقية الملوثة .- تطهير غرفة المريض بالمطهرات، وتعريض محتوياتها لأشعة الشمس .- التطهير النهائي بعد الشفاء او الوفاة .- في حالة وفاة المريض تراعى الاجراءات الخاصة بتجهيزه ودفنه، كما هو الحال بالنسبة للأمراض المحجرية .ثانيا : تجاه المخالطين- حصر المخالطين المباشرين والغير مباشرين وتسجيلهم .- مراقبة المخالطين لمدة 6 ايام .- أخذ مسحات براز من جميع المخالطين المباشرين والغير مباشرين لفحصها لضمات الكوليرا .- التوسع في أخذ عينات المياه للفحص البيكتريولوجي .- تطهير جميع المنازل في المربع السكني بالمطهرات المتاحة، مع التركيز على الحمامات والمغاسل والمطابخ .- ابلاغ فروع البلديات لإصحاح البيئة .- تشديد الرقابة على عمال ومتداولي الاغذية، التأكد من حصولهم على شهادات صحية .اجراءات عامة :- التوعية الصحية للمواطنين .- التطعيم باللقاح الواقي من المرض .- التأكد من تطعيم المسافرين او القادمين من بلاد موبوءه بلقاح الكوليرا وتدوين ذلك في شهادة التطعيم الدولية .- عدم السماح بإدخال اي مأكولات او مشروبات من مناطق موبوءة بالمرض .- مكافحة الذباب واماكن توالده .- حفظ مصادر المياه من التلوث .- البحث عن مصدر العدوى .