رانيا علي فهمي وهبة شعيبهذه آثارنا تدل علينا جملة رددها رجل حكيم أراد إطلاق اسم آثارعلى ابنته متمنيا أن يكون لها نصيبا من اسمها ،وهذا بالفعل ما تحقق لنقف اليوم أمام فنانة من نوع خاص تحدت الكثير والكثير من الصعوبات لتقف بشموخ كالآثار المصرية التي تسمت على إسمها، لتكون وجهة مشرفة لبلادها في جميع الأوساط الفنية والإجتماعية والثقافية حتى السياسية.إنها آثار الحكيم التي إلتقى معها جمهور المتحف المصري في حوار حميمي أدارته إنجي فايد مديرة إدارة التنمية الثقافية بالمجلس الأعلى للآثار، ليبدأ اللقاء بتساؤلات من جهة الجمهور تناولت من خلالها الفنانة آثار الحكيم آرائها حول الفن والسياسة، وحياتها وطريقة تربيتها لأبنائها.تصحيح صورة المرأةوعن تصحيح صورة المرأة المصرية في الإعلام، صرحت آثار الحكيم للنهار المصرية بأنها تتفق مع الأصوات التي تنادي بذلك، معبرة عن استيائها من النظرة التي صدرتها بعض الأعمال الفنية عن المرأة المصرية، والتي تتعارض تماما مع الواقع.وأكدت الحكيم على أنها لا تقصد أن ندفن رأسنا في التراب، بل علينا الإعتراف بأن هناك نماذج سيئة في كل مجتمع، إلا أن هذا لا يعني أن يحتوي العمل الواحد على عدة نماذج سيئة ونموذج واحد جيد في صراع دائم مع تلك النماذج.وعن أسباب قلة الدراما التليفزيونية الموجهة للأطفال، صرحت آثار الحكيم للنهار المصرية أن السبب في هذا يعود لضرورة وجود كتاب متخصصين في هذا المجال يكونون أكثر دراية بطبيعة تفكير وسلوك الأطفال حسب المراحل العمرية.وأضافت انه ربما يكون مجال غير مربح بالنسبة للبعض لذا نجدهم يفضلون التعامل الأسهل والأربح ماديا، كما أعربت الحكيم عن تمنيها في تقديم عمل موجه للأطفال، بحيث يتناول موضوع جاد ومفيد بأسلوب شيق وبسيط في ذات الوقت.الإنسان إختياروعن هدف الفن أكدت آثار الحكيم أن الإنسان إختيار، ومن هنا فإن كل ممثل عليه أن يفكر ويقرر من البداية ماذا يريد من الفن هل الشهرة أم المال أم التواجد أم يهدف منه إلى توصيل رسالة يفيد بها المجتمع صغارا وكبارا.وأضافت أن الفن هو هوايتها الوحيدة التي تجعلها أكثر سعادة، لذا فهي لا تستطيع عنه إلا أن هذا لا يشترط التواجد سنويا، فعلى الرغم من وجود العديد من الأعمال الجيدة التي تعرض علي إلا أنني لا أؤدي إلا الدور الذي أشعر أنه يناسبني وبالتالي يصل للناس.وعن المشاركة السياسية للفنانين قالت الحكيم أن الفنان فرد من أفراد المجتمع، وبالتالي فمن حقه أن يمارس أي نشاط سياسي كان أم خلاف ذلك، ولانستطيع الحكم على التجربة إلا بعد أن نعيشها لنعرف ما إذا كان صادقا من عدمه .وأكدت آثار على أهمية وجود أعمال العشوائيات فلن ندفن برؤسنا في التراب، ولكن بشرط أن تكون المسالة نسبة وتناسب فلا نفرط في إظهار الصور السلبية دون هدف، كما يجب وضع معالجة من خلال العمل السينيمائي.أشفق على المؤلفينوعن مدى اقتناعها بالأعمال التي قدمتها وهل هناك أعمال جديدة ستشارك فيها قريبا؟أكدت آثار الحكيم أنها راضية تمام الرضا عن أدوارها التي وفقها الله لها ورضي عنها الجمهور- خاصة في التليفزيون - ، كما أن هناك عملين تراجيدين وآخرين كوميديين تقوم بقرائتهم حاليا.وأضافت أن المشكلة لا تخص الممثل وحده بل هناك طرف وضلع أساسي هو المؤلف الذي تشفق عليه وبشدة، ففي الماضي كان المسلسل تتراوح عدد حلقاته من 13 17 حلقة، أما اليوم وبسبب الظروف المادية والضغوط الإنتاجية أصبح المسلسل تمتد حلقاته إلى 30 حلقة وأكثر، ومن هنا يعاني الممثل في إختيار النص الجيد فأول 15 حلقة يكون لهم إيقاع سريع ومتناغم لتبدا الإطالة والملل بعد الحلقة ال 15 .كما أن السبب الحقيقي خلف ارتفاع أجور الممثلين هو تهافت المنتجين، ومحدودية دور العرض.لعن الله الفتنةوعن رأيها في مفاضلة البعض بين الفن المصري والسوري والخليجي وما إللى ذلك؟أشارت إلى مأزق يقع فيه البعض دون قصد، فالجميع يعرف أن الريادة لمصر بفضل الله عز وجل الذي ،عم علينا بأكبر مساحة ارض في الوطن العربي وبالتالي أكبر عدد سكان، وبالتالي فمن الطبيعي أن نجد منا عدد كبير من المبدعين ، ومن هنا فإن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل نحن كمصريين حافظنا على هذه النعم من موارد طبيعية وبشرية أم لا؟ثم أكدت آثار أن الجودة هي المعيار الأول والأخير الذي يحكم أي عمل وأنها لا ترى أي مشكلة في أن يحدث تعاون فني جاد ومثمر بين الدول العربية، محذرة من الفتنة التي يسعى البعض إلى زرعها بين أبناء الأمة العربية منطلقا من سياسة فرق تسد .سياسة القص واللزقومن خلال لقاء الفنانة آثار الحكيم بزوار متحف الفن الإسلامي، دعت الجميع بضرورة الحفاظ على لغتنا العربية الأم مع ضرورة تعلم لغات أجنية، مشيرة إلى رفض الفرنسيين والألمان استخدام أي لغة أخرى غير لغتهم الأم، فما بالنا نحن أمة القرآن الكريم حيث كرمنا الله بأن أنزله قرآنا عربيا.من جانبها أشارت إنجي فايد إلى ضرورة وجود بروتوكول للإعتزاز باللغة العربية والحضارة والتاريخ، كما أنه على كل مصري أن يتعرف على تاريخ بلاده ويعتز به، فهذا البروتوكول تشترك فيه الدولة مع المجتمع .وهنا أكدت الفنانة آثار الحكيم على عدم جدوى سياسة القص واللزق، فلا بد من تناغم وتوحد كلمة وهدف ومضمون رسالة الدولة والمنزل والمجتمع، فإذا كان دور الدولة مهم في احترام لغتنا العربية والتمسك بها، وكذلك تأصيل العادات والتقاليد، فلا بد من الإنتباه للدور الرئيسي للمنزل قبل سن المدرسة، ثم المسجد والكنيسة، ليأتي دور المصادر وأولها وأهمها دور الإعلام، ثم الحضانة والمدرسة والجامعة، ثم يأتي دور النادي، ليأتي دور الشارع والغرباء في المركز السادس.وتحقيقا لهذا أعلنت آثار الحكيم أنها إلى الأن لم تدخل الدش إلى منزلها كما ألغت اشتراك النت ليس خوفا من أن يشاهد أبنائي أشياء غير مرغوبة فقط ، بل خوفا من الخرس الأسري ، فإذا قسمنا ساعات اليوم على مشاهدة الأخبار والمسلسلات والأغاني والبرامج والكرتون، متى سيتعلم أبنائي قيمة الجو الأسري والحوار وحتى الشجار والتصالح، والنتيجة هي جيل من البروتات-.إيجاد البدائلوأضافت أثار الحكيم اجتهدت في إيجاد البدائل لأبنائي حينما منعت دخول الدش والنت، فمثلا بالنسبة للنت وأبحاثهم المدرسية فكانوا يذهبون لمحل النت كل يوم جمعة وأراجع معهم ما يحصلون عليه من معلومات، وأتفق معهم على الخروج وأي شيئ يريدونه، وبالنسبة لأفلام الكرتون فعلى الرغم من اعتراضي على العنف الموجود في أغلبها فكنت أسجل حلقات لأبنائي وكلما فعلوا شيئ صح أجازيهم بتسجيل حلقات أخرى أنتقيها بعناية، ولا ننسى ممارسة الهوايات من موسيقى ورسم وقراءة ورياضة وغير ذلك.وأخيرا قالت آثار الحكيم صحيح أنا لست محجبة لكني أسعى طامحة في تحقيق مباديء الأديان السماوية السمحة أثناء تربية أبنائي التي لا تختلف في الإسلام عن المسيحية عن اليهودية، فالأساس هو بسيط الدين بمناهجه الواحدة بداية من مراعاة الله في الغيب قبل العلن فالصدق و الأمانة.ولعلنا نتذكر قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لاعبوهم سبع وعلموهم سبع وصاحبوهم سبع ثم اطلقوا لهم الحبل على الغارب إذن فحينما ننشيئ أبنائنا التنشئة الصحيحة ثم نتركهم في خضم الحياة فلا داعي لأي خوف أو قلق فالتربة الجيدة ستأتي بأجود الحصاد.