لايزال اللقاء الذي جمع بين عمرو موسي، رئيس حزب "المؤتمر" والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، والمهندس خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، في منزل الدكتور أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة"، محاطاً بالالغاز والأسرار ...وعلامات الإستفهام المثيرة للدهشة مثل ما هو الهدف الحقيقي للشاطر من وراء اللقاء ..؟ وما الذي يريد ايصالة للرأي العام من تسريب الخبر خاصة مع الحديث عن سرية اللقاء ؟ هل كلف مكتب الارشاد خيرت الشاطر بإدارة مصر حتي 30 يونيو ؟ أم أن العملية كانت مجرد غارة استكشافية لإمكانية تفتيت جبهة الانقاذ ؟ الإجابة في سطور التقرير التالي :- في البداية نشير إلي أن المعلن للرأي العام هو لقاء جمع موسي بالشاطر في منزل نور، بناءً علي دعوة من الأخير، في محاولة منه للوساطة بين جبهة الإنقاذ الوطني ، وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، من جهة أخري، إلا أن هذا اللقاء قوبل بعاصفة من الرفض سواء من جبهة الإنقاذ والمعارضة أو بعض التيارات الإسلامية، مما أدي في نهاية الأمر إلي اعتذار موسي عن لقائه بنائب المرشد. لكن الخفي هو الرسالة التي أراد الشاطر ايصالها للرأي العام وللقوي السياسية الأخري ..فالشاطر فيما يمكن الوصول اليه من تحليلات أراد أن يؤكد للرأي العام علي الأقل أنه شريك فاعل في الحكم بينما فيما يخص القوي السياسية ففيما يبدو هي رسالة مفادها أننا لسنا نائمون بل متابعون ومستعدون ليوم 30 يونيو وأن أي حديث عن انتخابات مبكرة لن تقبله الجماعة ... أما عمرو موسي فقد فوجيء بالهجوم الشديد الذي تعرض له، الأمر الذي دفعه لإصدار بيان طويل، عبر صفحته الرسمية علي ال"فيس بوك"، لتوضيح موقفه من هذا اللقاء، وقدم اعتذراه عن أي سوء فهم أو ارتباك إعلامي، كما أوضح أنه لا يري مانعًا من لقاء شخصيات رئيسية في جماعة الإخوان المسلمين مع قادة وأعضاء بجبهة الإنقاذ، طالما أن ذلك في الصالح العام وإنقاذ مصر والعمل علي حقن الدماء، مُشيرًا إلي إن اللقاء لم يكن بهدف طلب منصب أو التفاوض علي أي شيء، وهو ما أكده عقب المؤتمر الصحفي الذي عُقد مساء السبت، عقب اجتماع الجبهة. فيما جاءت ردود أفعال قادة جبهة الإنقاذ والمعارضة متباينه تؤكد في مجملها علي أن هذا الاجتماع بحسب تعبير العديد من قادة الانقاذ ما هو إلا تصرف شخصي لا يُمثل الجبهة علي الإطلاق، واعتبرته شخصية مثل حسين عبد الغني من قيادات الجبهة أنه كان "فخًا" من قبل أتباع جماعة الإخوان المسلمين، لإحداث وقيعة بين قوي المعارضة والشعب قبل يوم 30 يونيو؛ ولتفتيت جبهة الإنقاذ الوطني لكنها في كل الأحوال مهمة وفشلت فيما أكد أحمد دراج، عضو الجبهة أن اللقاء كان لسبب من اثنين، الأول هو التأكيد علي أن نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر هو المسئول الأول عن الدولة والرئيس مرسي مجرد مندوب له في قصر الإتحادية، والثاني يتعلق بأنه ربما يكون لهذا اللقاء معاني كثيرة لم يتم الإعلان عنها". وفي السياق ذاته، أكد عزازي علي عزازي، المتحدث باسم الجبهة والقيادي بالتيار الشعبي، عقب الاجتماع المغلق الذي عقدته جبهة الإنقاذ الوطني بمقر حزب "الوفد"، علي رفضهم التام للحوار مع المنتمين لجماعة الإخوان، خاصًة أن تصرف موسي كان فرديًا دون استشارة أحد، وقال: "نرفض الحوار مع الشاطر أو مع أي شخص آخر.. أي حوار لن يتم إلا من خلال التشاور مع قيادات الجبهة وأي شيء غير ذلك لا يعد ممثلاً لموقفها". وعلي الجانب الآخر، استنكرت بعض قيادات حزب "النور" السلفي، لقاء الشاطر بموسي، وجاءت ردود أفعالهم علي النحو التالي: أوضح الدكتور أحمد شكري، أمين الحزب بمحافظة الجيزة، أن لقاء الشاطر وموسي، رسالة لمن يُعانون الازدواجية في المعايير لتبرير اللقاء علي أنه حكمة، وتابع: "عندما دعا حزب النور لمبادرة موجهة لعموم الشعب قالوا عليها خيانة وعمالة، وعندما يتقابل الشاطر مع أحد قيادات الإنقاذ يصف الإخوان المسلمون الزيارة بالذكاء والحنكة والرؤية الثاقبة أم ماذا؟". وقال شريف طه، أمين الحزب بالدقهلية، علي اللقاء: "لا نرفض لقاء موسي والشاطر، ولكن نرفض المزايدة، وإن كنا نستغرب من ازدواجية المعايير عند البعض - في إشارة للأخوان المسلمين ورفضهم لقاءات النور مع المعارضة ". فيما أصدر الدكتور محمود حجازي، أمين الحزب ببورسعيد، بيانًا مطولًا استنكر خلاله هذا اللقاء، وتساءل: "ألا يرسخ ذلك لما يُثار من أن الرئيس محمد مرسي لا يحكم مصر بمفرده، وأن آخرين من الجماعة لهم دور في اتخاذ القرار، منهم الشاطر بلا شك؟ وما هو التصور لرد الفعل لو كان الجالس مع موسي هو الدكتور ياسر برهامي بدلًا من الشاطر؟"، مُطالبًا من الجماعة عدم الإزدواجية تطبيق مشروعهم الإسلامي.