أعلن الجمعة وزير المالية العراقي رافع العيساوي - أمام حشود من المحتجين السنة - استقالته من الحكومة التي يقودها الشيعة وذلك بعد احتجاجات مستمرة منذ أكثر من شهرين للمطالبة بوقف تهميش الأقلية السنية بالبلاد. وقال العيساوي في وقت لاحق إنه مر أكثر من سبعين يوما على التظاهرات والحكومة التى لم تنفذ مطالب الجماهير مؤكدا أنه لا يشرفه أن ينتمي لحكومة طائفية تتعامل بمكيالين مع الشعب. يشار إلى أنه قد تأزم التوازن الطائفي في العراق مع تنامي إحباطات السنة منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في العام 2003 والإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين ووصول الأغلبية الشيعية للحكم من خلال صناديق الانتخاب. وتؤجج التظاهرات - في معقل السنة بالعراق - المخاوف من أن يعيد الصراع الذي يتخذ منحى طائفيا بشكل متزايد في سوريا شبح الاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة والذي عانى منه العراق فى العامي 2006 و2007. ونقلت قناة العراقية التلفزيونية الرسمية عن مكتب نورى المالكي رئيس الوزراء العراقى قوله إنه لن يقبل استقالة العيساوي حتى يتم استكمال التحقيقات في مخالفاته المالية والإدارية دون الكشف عن أي تفاصيل. وتصاعد العنف مع تنامي المعارضة السنية للمالكي الذي أصيبت حكومته بالشلل منذ انسحاب القوات الأمريكية في شهر ديسمبر من عام 2011 . من جهة أخرى , قالت السلطات العراقية إن الحرس الشخصي للعيساوي اعترف بالضلوع في عمليات اغتيال نفذت بالتنسيق مع رجال أمن يعملون لدى طارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي والذي فر إلى المنفى قبل عام وحكم عليه غيابيا في وقت لاحق بالإعدام بتهمة الإرهاب. يذكر أن العيساوي كان قائدا لحركة حماس العراق الإسلامية المسلحة التي كانت نشيطة في الأنبار.