كتبت : هالة شيحةأكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أهمية الدورة الرابعة والثلاثين بعد المائة لوزراء الخارجية العرب التي ستعقد غدا الخميس برئاسة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لافتا الى أنها ستركز على القضية الفلسطينية وعملية السلام وتطوراتها بالاضافة الى العديد من القضايا العربية الأخرى من بينها الوضع في العراق والسودان والصومال وغيرها من القضايا .وحول تقييمه لمسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والدور الامريكي في هذا الاطار قال السفير بن حلي : ان هذا الموضوع سيكون مطروحاً بقوة امام وزراء الخارجية العرب وفي ضوء العرض الذي سيقدمه وزير خارجية الفلسطيني رياض المالكي وفي ضوء ذلك سيكون هناك قرار عربي يعكس الموقف منها .و اعتبر بن حلى أن موضوع الاستيطان الاسرائيلي يشكل العائق الاساسى أمام استمرار المفاوضات بين الجانبين والتوصل الى نتائج ايجابية .وقال: إننا نعول كثيرا على الدور الامريكى لاقناع اسرائيل بأن مواصلة الاستيطان الاسرائيلي والمفاوضات خطان لايلتقيان.و حول امكانية عقد اجتماع للجنة مبادرة السلام العربية على هامش اجتماعات المجلس الوزارى للجامعة غداالخميس قال بن حلى ان المجلس الوزارى هو الذى سيناقش موضوع عملية السلام والمفاوضات والقضايا الجوهرية التى من المفروض أن تناقش من قبل الوفد الفلسطينى والاسرائيلى فى المفاوضات ، وعملية السلام برمتها .الوضع في السودانوأشار السفير بن حلي الى أن موضوع السودان حظى بمناقشات واسعة خلال اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين التي اختتمت اعمالها اليوم بالتوصل لعدد من مشروعات القرارات التي سترفع للوزاري العربي يوم غد الخميس.وأكد أهمية دعم السودان خاصة فيما يتعلق بالاستحقاقين المهمين الخاصين بالاستفتاء على منطقة ابيي والحدود ، وايضا الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب السوداني المقرر في يناير 2011 ، لافتا الى أن الكل يراهن على ضرورة ان يختار الشعب السوداني وشطره الجنوبي خيار الوحدة حتى يبقى السودان قويا ومستقرا وهذا الاستحقاق يأتي وفق اتفاق نيفاشا وتبقى النتائج التي سيفرزها الاستفتاء على الجنوب موضع الاحترام والتقدير والكل يتمنى أن تجرى في مناخ سليم وشفاف وبمصداقية حتى يكون السودان بعد ذلك سودانا كبيرا مستقرا .وفي رده على سؤال حول ما اذا كان مجلس الجامعة العربية قد ناقش مقترحات جديدة بشأن الأوضاع في السودان شدد السفير بن حلي على ضرورة توفير الدعم الكامل لحكومة الوحدة الوطنية في السودان لحل كل المشكلات العالقة قبل اجراء الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب .وأوضح أن الكل يسعى الى تحقيق اختراق سياسي كبير في مسألة دارفور ، لافتا الى أن مسار الدوحة للتفاوض بين الفرقاء الدارفوريين مازال قائماً ويحظى بالمساندة والدعم الكبير من قبل كل الدول العربية .استقرار العراقوقال بن حلي في تصريحاته للصحفيين في ختام أعمال مجلس الجامعة العربية لاعداد جدول اعمال وزراء الخارجية العرب ومشروعات القرارات المقرر عرضها عليه : ان اجتماعات مندوبي الجامعة ناقشت أكثر من 27 بندا من بنود جدول الأعمال بدءا بالقضية الفلسطينية والتطورات المتعلقة بعملية السلام والمفاوضات المباشرة الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .بالاضافة الى العديد من الموضوعات السياسية ومن بينها تطورات الأوضاع على الساحة العراقية لافتاً الى أن هناك نداء بضرورة أن يعمل الساسة العراقيون على الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبار ذلك من مصلحة العراق ومن مصلحة الدول العربية كذلك والمنطقة كلها خاصة وأن العراق عاد بقوة الى العمل العربي المشترك من خلال ترؤسه لهذه الدورة لمجلس الجامعة العربية .وفيما يتعلق بالوضع العراقي خاصة وان العراق سيستضيف القمة العربية المقبلة قال بن حلي : انه تم مناقشته من الناحية السياسية لافتا الى أن هناك وفدا من العراق سيلتقى السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة ومسؤولي الأمانة العامة لمناقشة الترتيبات في هذا الشأن .وأضاف أن المندوبين الدائمين ناقشوا في هذا الاطار فقط ما يتعلق بالقضايا السياسية والبعد الاقليمي للعراق وسبل مساعدة العراق في كافة المجالات ، وتأهيل القوات العراقية من قبل الدول العربية لتكون حاضرة على الساحة العراقية خاصة مع قرب خروج القوات الاجنبية من العراق في نهاية العام 2011 ، الأمر الذي يترك المجال واسعا ويلقى بالمسؤولية على الدول العربية لتساعد العراق على الاضطلاع بمهامه الوطنية في كافة المجالات .وفيما يتعلق بالوضع في الصومال قال السفير بن حلي الى ان الاجتماعات ناقشت هذه الأوضاع وتم رصد 10 ملايين دولار بشكل عاجل لدعم الحكومة الصومالية وهناك جهود ستبذل لمساعدة الصومال .وأضاف السفير بن حلي الى ان هناك العديد من الموضوعات الجديدة الأخرى مطروحة على جدول الاعمال للمرة الأولى من بينها البدء في التحضير للقمة العربية الاقتصادية الاجتماعية والتنموية التي ستستضيفها مصر ، بالاضافة الى قضايا اخرى تتعلق بالتغير المناخي والبيئة ، والقضايا الاقتصادية حيث توصلت اللجنة الاقتصادية الى عدد من التوصيات الخاصة بضرورة دعم العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وخاصة متابعة تنفيذ قمة الكويت الاقتصادية فيما يتعلق بالربط الكهربائي العربي والربط السككي وغيرها من المشروعات وفي صدارتها المشروع الذي سيتم تدشينه قريبا لتفعيل دور الشباب في اقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة العربية .وقال السفير بن حلي الى أن هناك العديد من القضايا الأخرى التي تم مناقشتها خلال مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين تتعلق بالعلاقات العربية الخارجية وتأسيس المنتديات المشتركة وتفعيل الحوار العربي الاوروبي موضحا انه في هذا الاطار العديد من المشروعات التي سيناقشها الوزاري العربي .كما تم مناقشة الاعداد للقمة العربية الافريقية الثانية المقررة في ليبيا اكتوبر المقبل حيث استعرض المندوبون الترتيبات ومسار الاعداد لها .وقال ان الدورة الوزارية ستناقش أيضا الترتيب للقمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها يوم 9أكتوبر 2010 في مدينة سرت الليبية والتي ستتناول موضوعين أساسيين : الأول يتعلق بتطوير الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك من خلال وضع آليات و استحداث أجهزة جديدة ومفوضيات وغير ذلك بالاضافة الى المشروع الذي كان السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية قد تقدم به في قمة سرت والخاص باقامة رابطة الجوار العربي ، حيث سيتم مناقشة كيفية ايجاد اطار عربي مع الدول المجاورة وعددها 18 دولة في افريقيا وآسيا واوروبا لتمتين الحوار والتعاون مع هذه الدول .