الإسلام دين العدل وتحقيق مصالح البشر ولا أظن أنه يسمح بتولي الحكم لشخص ليس أهلا لذلك يأتي عن طريق التزوير أو القهر وبخاصة عن طريق توريث الملك لولي العهد. من يستطيع الآن مهما كان من كبار القوم أن يقول مثل هذه الكلمة في وجه حاكم أو ملك أو أمير لا شك أنها قوة الإيمان التي حكمت الحاكم والمحكوم في هذا الموقف مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم: الناس سواسية كأسنان المشط, لافضل لعربي علي عجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي. عكس ما أمرنا به ربنا في قوله تعالي: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا تقطعت أوصال أمتنا العربية, ثم تقطعت أوصال دولنا العربية وذلك بفضل حكام لم ينظر كل واحد منهم إلا إلي مصلحته الشخصية فقط وضربوا عرض الحائط, بمصالح العباد والبلاد, فرأينا التنافر والاختلاف والتنابذ بالكلمات البذيئة, والفشل التام في جميع القمم العربية التي لم تحرك ساكنا بل إنها زادت من صلف العدو الصهيوني الذي أدرك أن الدول العربية أصبحت صفرا علي الشمال, وذلك بفضل حكامها الذين لا يحسنون إلا الكيد لبعضهم البعض, ويتحدثون لغتين مختلفتين: لغة أمام شعوبهم مليئة بالخطابات العنترية والكلمات الجوفاء, ولغة أخري مع الأصدقاء الغربيين من وراء الكواليس يلفها النفاق والخضوع. وكانت الشعوب العربية شبه مغيبة حتي انتفض المارد وخرج من قمقمه بداية من تونس ثم مصر ثم اليمن وليبيا وسوريا والبقية آتية في الطريق لا محالة مهما كان القمع والبطش, وتعري المستور وظهرت أجندات الحكام لا أجندات المحكومين كما يدعي منتهو الصلاحية الذين يتشبثون بكرسي السلطة الذي يظنون أنه سيحميهم من غضبة الشعوب, ولا أقول شعوبهم فهم لا يستحقون هذا الشرف لأن الشعوب ملك لله وليس لهؤلاء الهياكل الكرتونية. وحين شعر هؤلاء بقرب سحب البساط من تحت أرجلهم راحوا يؤلبون الشعب بعضه علي بعض وظهر من يتسمون بأنصار الحاكم ومؤيديه من المأجورين أو المضللين وراح أبناء الشعب الواحد يقتل بعضهم بعضا, إما دفاعا عن النفس وإما تآمرا واعتداء واستعانة بالمرتزقة كما يحدث في ليبيا والخاسر في النهاية هو المواطن العربي الذي نحن في أمس الحاجة إليه وحينما يشعر الحاكم الخائن للأمانة بتزلزل الأرض من تحت قدميه يهرب بأموال الشعب بعد تخريب ممتلكاته وتدمير بنيان البلد. من أعطي هؤلاء الطفيليين الحق في أن يحكموا البلاد والعباد بكل ما يخالف شرع الله ويصطدم مع أدني حقوق الانسان ويجثموا علي صدور الشعوب عقودا عديدة. الإسلام دين العدل وتحقيق مصالح البشر ولا أظن أنه يسمح بتولي الحكم لشخص ليس أهلا لذلك يأتي عن طريق التزوير أو القهر وبخاصة عن طريق توريث الملك لولي العهد, الذي ربما يكون قاصرا أو سفيها أو غير أهل لأن يحكم, ويحدث كل هذا في عالمنا العربي بكل أسف. وإنني لأعتب علي علماء هذه الأمة كل العتب لصمتهم عن بيان الحق والجهر بأمانة الكلمة ومن يوم أن أصبح الحكم ملكا عضودا تدهورت الأمة الإسلامية والأمة العربية وفقدت الريادة لدول العالم. ليس في شريعة الإسلام دم أزرق وآخر غير ذلك, ولا فضل لعربي علي عجمي ولا لأبيض علي أسود, وإن أكرمكم عند الله أتقاكم كما جاء في كتاب الله العزيز. فبأي حق تتولي أسرة من الأسر حكم البلاد عقودا, بل قرونا عديدة. تحتكر الجاه والسيادة وشعوب بلدها في حكم التابعين والعبيد وتحتكر الثروة وخيرات البلد وتعطي الفتات للمواطنين وكأنها تتفضل عليهم وحين يطالب المواطنون ببعض حقوقهم تزج بهم في السجون وتروع أمن أسرهم. الإسلام يأبي هذا, ولنا في سلفنا الصالح القدوة الحسنة والتطبيق العملي, فرسول الله صلي الله عليه وسلم وهو من هو حينما وقف أمامه رجل يرتعد من الهيبة قال له: هون عليك يارجل إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد وحينما تولي أبوبكر رضي الله عنه الخلافه قال للناس: لقد وليت عليكم ولست بخيركم, وكذلك عمر رضي الله عنه حينما تولي إمارة المسلمين قال لهم: إن رأيتم في خيرا فأعينوني وإن رأيتم غير ذلك فقوموني, فرد عليه أحد الجالسين: والله لو رأينا فيك أعوجاجا لقومناه بسيوفنا فهل اشطاط عمر غضبا وأمر بدق عنق هذا المتطاول علي أمير المؤمنين علي العكس من ذلك قال: الحمد لله الذي أوجد في المؤمنين من يقوم عمر بسيفه. من يستطيع الآن مهما كان من كبار القوم أن يقول مثل هذه الكلمة في وجه حاكم أو ملك أو أمير لا شك أنها قوة الإيمان التي حكمت الحاكم والمحكوم في هذا الموقف مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم: الناس سواسية كأسنان المشط, لافضل لعربي علي عجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي. وإنني لأعجب أشد العجب حينما أري بعض حكامنا وهو يجثم علي صدر الشعب عقودا طويلة ثم يقال من بعض المنافقين والمنتفعين أنه لا يوجد أكفأ منه يعرف مصالح البلاد والعباد وكأن هذه البلاد قد عقمت أن تنجب الأكفاء وهم كثر في كل بلد من هذه البلاد. وكانت النتيجة أن حكمت بلداننا العربية بالمغرورين أو المغرر بهم والمعتوهين والفاسدين, والذين لايريدون أن يرحلوا إلا بإفناء البشر ونشر الفرقة بين أبناء البلد الواحد فهذا مؤيد للسيد الرئيس وهذال معارض له. ومن أجل فرد تنهار دولة وتتفكك أمة. سمعت أحد المنافقين يقول لسيده الرئيس: أنت قليل عليك أن تحكم العالم العربي, ولكن يجب أن تحكم العالم!! أي مهانة هذه.. هذا الكلام قيل لشخص يحكم بلده بالحديد والنار فكيف يكافأ بهذا الكلام الساقط. إنه النفاق وحب الغرور, كما ادعي فرعون حينما قال لقومه ما أريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.. وهو يعلم أنه كاذب, لكن النفاق جعله يغتر ويتأله. يجب علينا أن نتخلص من هذه الافكار العفنة ومن هذا الخنوع المهين بعد أن دبت الحياة في دماء الشعوب وبدأت تعرف طريقها الصحيح أما اولئك القتلة النهابون فسوف يذهبون إلي مذبلة التاريخ.