أكدالدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن سقوط مبارك أثار مخاوف إستراتيجية واقتصادية عديدة في إسرائيل مما دفعها لوضع خطط جديدة استعدادا للمخاطر المحتملة، بالإضافة إلى اتجاهها إلى الضغط على الولاياتالمتحدة لإلغاء الدعم الموجه إلى الجيش المصري. وأكد فهمي أن خروج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي منذ 1977 قلّص الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي من 24% من إجمالي الناتج المحلي في ثمانينات القرن الماضي إلى 7% حاليًا، بالإضافة إلى أنها توفر سنويا ملياري دولار من استيراد الغاز المصري بأثمان مخفضة عن السعر العالمي، كما أنها تكسب حوالي مليار دولار سنويا من بيع الغاز المصري في أراضي السلطة الفلسطينية وداخل السوق الإسرائيلي وتبلغ واردات دول الأردن وإسرائيل وسوريا ولبنان من الغاز المصري مجتمعة نحو 138.2 مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما يظهر مدى الاعتماد الكبير لأسواق هذه الدول في وارداتها على الغاز المصري. وأضاف: كل هذا دفع حكومة إسرائيل إلى إقرار الحكومة موازنة الدفاع للعام 2011 بمبلغ 53.4 بليون شيكل، بينما تبلغ موازنة النشاط الحقيقي الذي عرضه الجيش الإسرائيلي 55 بليون شيكل. وقال: إن هناك اتجاها في إسرائيل للضغط على الولاياتالمتحدة لحملها على تغيير سياسة الدعم العسكري الأمريكي للجيش المصري، بما يضمن إضعاف قدرته على تهديد أمن إسرائيل، كما يرى عدد من المسئولين العسكريين ومنهم مساعد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق عوزي دايان. وقال في تقرير أعده مؤخرا لرصد التوجيهات الإسرائيلية إزاء الثورات العربية: إن الإسرائيليين يعترفون لمواقف مبارك أنها كانت "مرنة ودافئة وحميمية" حيال إسرائيل، وأنه صنع ما يسمونه "الاستقرار في الشرق الأوسط،"، وحارب "القوى المتطرفة" وفي مقدمتها حركات الإسلام السياسي، كما تسبب في إضعاف تنامي قوة حماس بعد فوزها في انتخابات 2006 الفلسطينية، ويمثل اتفاق السلام مع مصر وتطبيع العلاقات معها قيمة سياسية وأمنية ونفسية لدى إسرائيل، ومن ثم فإن العودة إلى "وضع الصراع" أو حالة "اللاحرب واللاسلم"، حتى وإن كان بارداً وغير معلن، سيؤثر بشكل كبير على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، ومن ثم سيدفع إلى تزايد فرص التهديد الوجودي للدولة على المديين المتوسط والبعيد.