في سياق الاحتجاجات والثورات الشعبية؛ التي تعيشها المنطقة العربية؛ طرح علينا؛ سؤال: ما رأيك وهل توافق على الاحتجاجات- في العراق؟ السؤال استقرائي في عمقه؛ ولكن الإجابة مهما تم التلاعب في لغتها وأبعادها ستكون ارتباكية؛ نظرا لطبيعة المنطقة من الزاوية الجيوسياسية، إذ كل مواطن شريف؛ ونبيل النفس وغيورعلى موطنه؛ يسعى أن ترتقي البنيات الاجتماعية نحو الأفضل؛ من/ حرية / كرامة/ عزة/..../ وفي نفس الآن؛ فالحراك الشعبي القائم هنا وهناك يفرض؛ ليس تقليدا؛ بل شحنة وطاقة للمطالبة بالحقوق المهضومة والتي ( كان) يمارس حولها التسويف ولعبة ( القمع) التي تتقنها الأنظمة العربية منذ عقود؛ لكن الاحتجاج الذي أقدم عليه الإخوة في العراق؛ هل هو احتجاج وانتفاضة على الاحتلال( النذل) والذي لازال جاثما على ضفاف الفرات؛ أم على حكومة من صنيعته وتخطيطه؛ وليست من صناديق الاقتراع؛ كما يتوهم البعض ؟ فليكن المرء منطقيا في تصوراته و مواقفه ؛ فالعراق فضاء مستباح؛ لكل شيء حاليا؛ للمؤامرات والاقتتال والفساد المطلق وللديماغوجيات والتكالب على الكراسي والواجهات وعلى خيرات البلد؛ من لدن عملاء وخونة؛ وزبانية ( بريمر) و ( بوش) فهم (الآن) وبكل وقاحة (من) يملكون زمام ( الأمور) بالخديعة والتواطؤات؛ و(حاليا) الاحتجاج يقع على سلوكهم ومسلكياتهم وطرق تدبير الملفات العراقية(؟؟؟) وبالتالي نتساءل * فهل يا ترى؛ من خان أرضه وشعبه؛ أن يكون فيه خير وصلاح ، والذي تكالب بسعار على السلطة ورئاستها؛ خارج الشرعية؛ سيكون ديمقراطيا ؟ ألا يحق فيه الطرد بدل الاحتجاج(؟؟) * فهل يا ترى؛ من يملك كتائب لقتل أبناء شعبه، وأقبية وسجونا سرية؛ لزج من لاتروقه أفكاره وتصوراته؛ سيكون منصفا لنبض الشارع واحتياجاته؟ أفلا يحق فيه الجهاد بدل الاحتجاج (؟؟) ومن النكت التي ليست مضحكة بل مقلقة ؛ فكل الأنظمة العربية؛ باستثناء( ليبيا) التي دستورها ما( كان) يقوله ويؤشر عليه ( النمرود الأخضر) و( السعودية) التي حرمت شكلا ومضمونا مسألة الاحتجاج ليظل المواطن (مستسلما ) وليس( مسلما) وما دونهما يؤكدون؛ بأن الاحتجاج والتظاهرحق مشروع طبقا للدستور؛ وهذا ما قاله ( أياد علاوي) لإحدى القنوات؛ لكن أضاف فكرة رئيسة ( ليست هناك حكومة عراقية؛ بل هناك توافق حكومي) ومادام الدستوريكفل حق التظاهر؛ وليست هناك حكومة في بنيتها الشرعية والدستورية؛ لماذا تم استخدام القمع والرصاص ضد ا لمتظاهرين العزل؟ ومن استخدمه ضد حقوق المواطنة والدستور؟ ولماذا لم يستخدم ذلك ضد الاحتلال؟ طبعا؛ لا يمكن أن يستخدم الرصاص والعنف ضد أسيادهم وأولياء نعمتهم؛ بل تجاه من ينغص أنفاسهم وينافس تلك ( النعمة) فأين كان ذهن وفكر الشعب؛ يوم كانت بعض(الرموز) و( الأحزاب) تكشف عن المؤامرات؛ وتلوح بالمقاطعة وعدم التعامل؛ مع وجوه النذالة والخيانة؟ فأين كان أغلب الشعب يوم تم قذف ووجه ( الحذاء) في وجه زعيم الاحتلال؛ وتابعه( قفة) إنها كانت لفرصة لإعادة كرامة العراقيين؛ من الطغمة المريضة؛ فلوتمت مؤازرة مظفر الزايدي والقيام بالاحتجاجات عن اعتقاله؛ لكن لم يقع أي شيء؛ وتكالب زبانية الإعلام المأجورين بضربه؛ وتسخير أفواههم وأقلامهم بالنعوت الرخيصة؛ تجاهه وتجاه ما أقدم عليه؛ وها هو اليوم وسط جموع المحتجين؛ فهل الشعب (الآن) يريد الزعامة كما اتهم صاحب الحذاء من لدن أتباع النباح؛ رغم اعتقاله أول مرة من لدن المتشدق بالديمقراطية؛ وهاهي ديمقراطيته؛ أدت باعتقاله مرة أخرى قبل يوم ( الندم) من أجل إفشال مظاهر الاحتجاج؛ وفي نفس الوقت طلب؛ إغلاق مقرات الحزب الشيوعي؛ بأي حق يشرع وهو المشرع عليه؛أليست قمة الاستهتار بالحياة العراقية؛ رغم أن لاحياة لها في ظل الانتهازيين والوصوليين؛ الذين تآمروا على الشعب بشرفائه وحتالاته؛ ولم يفهموا الدرس بعد؛ وبالتالي فبدل الإقرار بيوم الندم؛ لامناص أن يتم تعميم سنوات الندم؛ على عراق كان شعلة وضاءة؛ وفضاء حضاريا؛ عابق بتاريخه الغابر؛ لكنه حي في النفوس الزكية؛ وبعدها ستظهر جمعة ( الحق) لأن الحق في كواليس المنطقة الخضراء؛ وليس في ميدان الحرية . [email protected]