صورة أرشيفية ذكر تقرير للأمم المتحدة عن قطاع غزة اليوم الإثنين أن القطاع لن يكون "ملائما للعيش" بحلول 2020، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لتحسين إمدادات المياه والكهرباء وخدمات الصحة والتعليم. وقال ماكسويل جيلارد، منسق الشئون الإنسانية بالأممالمتحدة، للصحفيين لدى إصدار التقرير اليوم: "ينبغي القيام بتحرك الآن حتى تكون غزة مكانا يمكن العيش فيه في 2020 والعيش فيها صعب الآن بالفعل". ويقول معدو التقرير إن سكان غزة البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة ويعيشون منذ خمس سنوات، تحت حصار إسرائيلي وحكم حزب واحد سيزيدون 500 ألف في السنوات الثماني المقبلة. ونسبة صغار السن بين سكان غزة من أكبر النسب بين شعوب العالم، حيث إن 51 % منهم دون الثامنة عشرة، وقال جيلارد: "ينبغي اتخاذ إجراءات الآن، فيما يتعلق ببعض الجوانب الأساسية للحياة: الصرف الصحي والكهرباء والتعليم والصحة وغيرها". ودعا جيلارد المانحين الدوليين إلى زيادة مساعداتهم لسكان القطاع الذين يعتمدون بنسبة 80 % على المعونة، وقال "لا يزال الفلسطينيون في غزة بحاجة إلى العون برغم الجهود المضنية، التي يبذلونها إنهم يعيشون تحت الحصار، إنهم يعيشون تحت الاحتلال ويحتاجون إلى مساعدتنا سياسيا وعمليا على الأرض". ويتوقع التقرير زيادة نسبتها 60 % في حاجة القطاع من الماء في حين يتعين اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية مصادر المياه الحالية، وأضافت إنه بحلول 2016 قد تصبح المياه الجوفية في غزة غير صالحة للاستعمال، ويحفر الفلسطينيون بالفعل لمسافات أعمق وأعمق للوصول إلى المياه الجوفية ويحتاج الأمر إلى مزيد من محطات تحلية ماء البحر، ومن المقرر إقامة محطة لتحلية مياه البحر بتكلفة تقارب 350 مليون دولار. وتقول الأممالمتحدة إنه لا يعالج سوى ربع مياه الصرف الصحي في غزة، أما البقية بما في ذلك مياه المجاري فتذهب إلى البحر المتوسط. وقال جيلارد إن غزة بحاجة للسلام والأمن لتحسين حياة سكانها، وأضاف: "هذا يعني بالتأكيد نهاية الحصار ونهاية العزلة ونهاية الصراع". ويقول محللون إن الكثير يتوقف على مستقبل العلاقات مع مصر، التي يحكمها الآن إسلاميون متعاطفون مع حماس، لكنهم ملتزمون بمعاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل عام 1979، وتحظى حماس كذلك بدعم إيران التي تعادي إسرائيل. وإلى جانب شبكة الأنفاق تستورد غزة بعض السلع عبر إسرائيل، وتظهر أرقام الأممالمتحدة على سبيل المثال أن 46 ألفا و500 طن من مواد البناء دخلت غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم من إسرائيل في سبتمبر 2011 في حين دخلها 90 ألف طن عبر الأنفاق، كما تحصل على الكهرباء والوقود من إسرائيل، وتمثل إعادة بناء المنازل والمصانع، التي دمرت في حرب 2009 أكبر مهمة أمام غزة، وكان التشييد أكبر أسباب انخفاض البطالة في العامين الأخيرين.