ذات مرة أراد بعض المصريين ممن لا يحبون إلا أنفسهم أن يبيعوا حصتهم في مصر مقابل مبلغ من المال وعندما انتشر الخبر بين أواسط الشعب المصري ارتأى العديد منهم عمل توكيل خاص لأحد الشخصيات التي ستقوم ببيع مصر في مزاد علني على الهواء مباشرة وبالفعل جري توقع وكالات قانونية فردية وجماعية من كافة أنحاء محافظات مصر حتى وصل عدد التوقيعات إلى العدد الذي يتيح لهذا الشاب أن يقوم ببيع القطاع العام بمصر حسب التصور و كان هذا الشاب هو الممثل القدير هاني رمزي ورؤية الكاتب الكبير الأستاذ يوسف عوف ومن إبداع المخرج احمد جلال , عرف الجميع نهاية الفلم والتي أكد عليها كل أبناء مصر أن مصر مش للبيع ولا يمكن أن تكون للبيع يوم من الأيام مهما وصلت درجة استغلال بعض الظروف والأحداث في مصر للوقيعة بين الجيش والشعب من ناحية والمسلمين والأقباط من ناحية أخري وإن فشلوا قد يوقعوا بيت سكان وجه بحري ووجهة قبلي مستقبلا . اقتربت الذكري الأولى للثورة المصرية الشعبية الرائعة التي سجل فيها المصريين نموذجا رائعا من الكفاح من اجل الديمقراطية والحرية والمساواة بأقل التكاليف وسقط مبارك وذهب نظامه إلى الأبد كما نعرف وأودع الرئيس المخلوع وأولاده السجن وتولى المجلس العسكري إدارة شئون البلاد وطوال هذه الفترة والجيش المصري يقوم على حراسة البلد وحمايتها من أي تخريب داخلي أو خارجي وفرح الثوار بذلك وكتبوا على جدران الوطن أن مصر أصبحت حرة أبية ,واعترفوا أن عهد مصر الجديد قد بدأ ومع هذا العهد الجديد لابد و أن تصان الحريات وتعود الثروات إلى الشعب وتمارس الديمقراطية دون تدخل من سلطة ما بالدولة لذلك كلفت حكومة احمد شفيق وأسقطت بالاعتصامات دون فرصة حقيقية ومن ثم الدكتور عصام شرف و أسقطت هي الأخرى على خلفية أحداث ماسبيرو وكلف الجنزوري بالحكومة منذ ذلك الوقت و حتى الآن وقد يكون أيضا الجنزوري غير مرضي عنه من بعض الفئات بالشعب المصري وطوال تلك الفترة والعسكر لا يدخروا عن جهدهم أي جهد للمضي قدما نحو نقل السلطة إلى الشعب عبر حماية وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية حرة , ولم يدخروا عن جهدهم أي جهد بالسماح لكافة أحزاب الدولة بالعمل على الأرض لتحشد ما تستطيع لأجل الانتخابات وبالفعل جرت الانتخابات البرلمانية المصرية بمرحلتها الأولى والثانية وأظهرت للجميع تقدم الإسلاميين دون اعتراض حتى جاءت أحداث موقعة شارع مجلس الوزراء ( السحل) و هي الأحداث التي أوقعت ضحايا أبرياء وكانت مفصلية على مستوي الأمن والاستقرار ووحدة مصر وكانت بمثابة عمل مخطط كما خططت الهجوم بالبغال والجمال على ثورا التحرير يقصد من خلاله تخريب مصر استعدادا لبيعها بالمزاد العلني أو حتى دون مزاد على مرآي من الجيش المصري دون أن يستطيع هذا الجيش الآبي أن يفعل شيء لأنه سيكون قد سقط وتفكك بعدما قام بتعرية الثوار وسحلهم بالطرقات وقتلهم وضرب العديد منهم وحرق كافة خيام المعتصمين بالتحرير ممن هم يعتبروا أنفسهم الأبناء المخلصين لتراب مصر . أن إسقاط جيش مصر هو الهدف والمقصد لأجندات مخيفة بعدما اثبت الجيش انه الحريص و الحامي لمصر داخليا وخارجيا وهو الدرع الواقي من التخريب فكان ولابد لهذا الدرع من أن تشوه صورته ويتهم اتهامات من بعض المدفوعين لهذه الأعمال بأنه الجيش الذي يتبع النظام السابق وهو جيش فاسد لابد وان يحل وبالتالي تترك مصر جسدا ميتا تنهشه الضباع الضالة وجموع من الغربان الناعقة لإزالة وإنهاء دور مصر العربي وفقدانها لدورها الاستراتيجي لينفرد أعدائها وأعداء الأمة العربية والإسلامية بمقدرات الأمة العربية ابتداء من فلسطين و انتهاء بأبعد شبر من الأرض العربية وشرائها بالية للانتفاع بموقعها الاستراتيجي في معادلة السيطرة على مراكز الثروات المؤثرة في بقاء الشرق الأوسط عربيا موحدا قادرا على إدارة أزماته بنفسه دون تدخل خارجي. لعل تلك الأحداث ألقت باللوم على الجيش عندما تم سحل فتاة وتعريتها بغض النظر عن طريقة ارتدائها وكانت بمثابة واقعة يستغلها الكثيرين ويدخلوا منها لمليونيات أخري ويصدروا دعوات بإسقاط الجيش المصري انتقاما لتلك الفتاة البريئة التي سحلت وهذا كان بالإمكان تفاديه من قبل قيادة الجيش أو الإعلان عن محاكمة المتجاوزين في هذه الحادثة والتي كان لأي قوة بالعالم تفض اعتصام ما أن ترتكب أبشع منها ولكن دون تضخيم ودون ترصد من قبل الإعلام والفضائيات التي كانت جاهزة لتسجيل مثل تلك اللقطات المرعبة و بثها, و عند التفكير بعناية فيما حدث وتحليل كافة عناصر الموقف يتوفر دليل أن تلك الفتاة كانت ضحية واستغلت واقعتها كالمصيدة التي ستوقع وتؤلب المشاعر الدينية والعاطفية للوقيعة بالجيش وبالتالي تصبح مصر بين عشية و ضحاها بجيش ضعيف لا يقدر على حماية مقدرات الأمة ولا حماية ارض مصر , لكن الجيش حتى الآن قطع كل الطرق عمن يبحثون عن بيع لمصر ليؤكد أن مصر مش للبيع ولا يمكن لأحد أن يبيع ذرة تراب من أرضها وسيبقي هذا الجيش بالمرصاد لكل المحاولين بالوقيعة بينه وبين الشعب المصري العظيم. [email protected]