محمد كامل عمرو وزيرالخارجية أكد وزيرالخارجية محمد كامل عمرو أن ثورة 25 يناير أعطت زخما وقوة دفع للسياسة الخارجية المصرية لم يكن موجودا من قبل, معترفا بأن تأثير مصر ودورها فى محيطها العربى لم يكن بالصورة التى يرجوها كل مواطن, إلا أنه شدد على أن مصر تاريخ وحضارة وثقافة وشعب هى قلب المنطقة, وقد تمر بفترات صعود أو هبوط قليلة, لكن لا مناص عن دورها المحورى. وقال عمرو - فى مقابلة مع برنامج (اتجاهات) الذى إذيع على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى مساء اليوم "الاثنين" - "لدينا جهاز دبلوماسى عريق جدا وله تاريخ طويل, وعلى مرالتاريخ هناك مصالح ثابتة لمصر, قد تتشكل أو تتغير حسب الظروف المحيطة, لكن هناك خطوط ثابتة للدبلوماسية لا تنفصل عما يدور فى داخل البلاد". وأضاف "أن الدورالمصرى تراجع فى بعض الدوائر التى كان من المفترض ألا يتراجع فيها إطلاقا, خاصة فى القارة الإفريقية حيث كان لدينا دور فاعل فيها خلال الستينيات والسبعينيات, وقد عشنا على هذا الرصيد حتى أواخر الثمانينيات". وأعرب وزير الخارجية عن سعادته باهتمام المواطنين بالدبلوماسية والسياسة الخارجية فى الفترة الأخيرة, خاصة أن هذا الأمر يمثل وعيا وحرصا كبيرا من جانب المواطن على صورة مصر فى الخارج, وشدد على أن الدبلوماسية المصرية بعد 25 يناير ستختلف تماما. وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو "إن طموحات الوزارة فى الفترة المقبلة تتمثل فى تحقيق الواجبات الملقاة على عاتقها, وأولها رعاية المواطن فى الخارج وضمان كرامته ومصالحه, والحفاظ على المصالح القومية والأمنية العليا فى الخارج, فضلا عن المساهمة فى التنمية من خلال التمثيل الخارجى الجيد". وأوضح عمرو "أن سياسة الخارجية بعد 25 يناير ستكون متفاعلة مع ما يحدث فى الداخل لأنها لا يمكن أن تنفصل عنه, حيث أن من واجبها أن تعبر عن اهتمامات وهموم المواطن وتعكسها فى الخارج", مشيرا إلى أهمية استفادة الدبلوماسية الخارجية مما حدث فى 25 يناير لتغيير صورة مصر فى الخارج, وهذا ما يقوم به جهاز الخارجية فى الوقت الحالى. واعترف بوجود بعض المشاكل التى قد تواجه الدبلوماسية ويصعب حلها, فضلا عن بعض التجاوزات التى تحدث من أعضاء السلك الدبلوماسى, لكنه شدد على أن الاهتمام قائم ومن سيثبت تقصيره سيتم محاسبته على الفور. وأشار وزير الخارجية إلى أن الوزارة قامت بعمل نظام على الانترنت لتلقى شكاوى المواطنين فى الخارج, وأنها تسعى لاستخدام كافة الوسائل من أجل خدمة المواطن والتسهيل عليه. وحول مشاركة المواطنين فى الخارج فى الانتخابات, قال عمرو "هذا الموضوع يخرج عن اختصاص الخارجية, وهو فى يد اللجنة العليا للانتخابات .. وما ستقرره سننفذه كسفارات رغم أنه عبئ كبير .. ولو صدر قرار بهذا الأمر نحن جاهزون وسندعم السفارات في هذه الحالة لأنها مسؤولية كبيرة". وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إن الأحداث التي وقعت يوم الجمعة الماضي لا تمت بأي صلة بشباب ثورة 25 يناير .. لافتا إلى أن الذين قاموا بها لم يكن في ذهنهم مصلحة مصر إنما كانوا يسعون لتحقيق أهداف أخرى. وقال عمرو "أنا مؤمن أن من كانوا في ميدان التحرير من 25 يناير وحتى 12 فبراير ليس لهم علاقة بما حدث يوم الجمعة الماضي .. ما حدث أمر مؤسف, خاصة أن مصر دولة تحترم اتفاقياتها طوال عمرها, ولم تخل في أي اتفاقية دخلت فيها". وأضاف "إن ما حدث أثر على صور مصر الجميلة, لكنه لم يؤثر على سمعتها لأنها أكبر من هذه الأحداث, لكن مثل هذه الأحداث قد تؤثر على السياحة والاستثمار, وبالتالي ستنعكس في النهاية على حياة رجل الشارع البسيط, ولابد أن نتعلم من هذه الاحداث حتى لا تتكرر". وحول الشهداء الستة الذين سقطوا على الحدود بنيران إسرائيلية, قال وزير الداخلية "هؤلاء الشهداء من أغلى وأفضل شباب مصر .. ونحن نتفهم غضب الشارع المصري المشروع, ونعبر عنه ونعتبر ما حدث غير مقبول". وأضاف "ردة الفعل في الخارجية والحكومة كانت واضحة جدا منذ اللحظة الأولى, والبيانات التي خرجت عن الحكومة كانت واضحة أيضا, ورد الطرف الآخر كان سريعا جدا, كان فيه خطأ ونحن طالبنا بالتحقيق الفوري والتعبير عن الآسف والاعتذار, وكان هناك استجابة في اليوم التالي مباشرة". وتابع قائلا "إن التحقيقات تجري حاليا .. وهناك متابعة بين الأجهزة المعنية من الطرفين على هذه التحقيقات , وإذا أثبتت نتيجة التحقيقات وجود أخطاء فيجب أن يكون هناك تبعات لهذه الأخطاء .. لذلك دعونا نتظر نتائج التحقيقات". وحول مطالبة البعض بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري من تل أبيب , قال عمرو :"إن طرد السفير أو سحب السفير يحدث, ولكن في ظل ظروف محددة ومعينة .. نحن في مرحلة التحقيقات ومعرفة ماذا حدث .. وبناء على نتائج التحقيقات ستترتب عليه خطوات من جانبنا". وعن إمكانية تعديل بعض بنود معاهدة السلام بما يتفق على تطورات الأمور , قال وزير الخارجية " هذا الأمر مشروع, والمعاهدة تتضمن في نصوصها ما يسمح بالتعديل, وفي الوقت الذي يشعر فيه الجانب المصري أن هناك حاجة للتعديل سنطالب بالتعديل وسيتم التعديل .. وهذا قرار خاص بنا وسنتخذه في الوقت المناسب". ونفي عمرو ما تردد في وسائل الإعلام مؤخرا عن صدور تصريح عن السفير المصري في إسرائيل بشأن أن العلاقات بين مصر وإسرائيل أبدية. وأكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة بالتعاون مع السلطات القضائية لاسترداد الأموال المهربة في الخارج, وكذلك المطلوبين من جانب القضاء .. مشيرا إلى أنه لديه أمل في استرداد جزء كبير من هذه الأموال. وقال عمرو "إن الوزارة تساعد في الصياغات التي تقدم للدول الأخرى حتى تكون متطابقة مع المتطلبات, وتساعد في تقديم أي نصحية, وتقوم بالاتصالات المكثفة مع الدول من أجل سرعة استرداد هذه الأموال والخارجية لها دورا كبيرا في هذا الشأن وتقوم به". وحول إمكانية التعاون مع السعودية لتجنب أحداث العمرة الأخيرة في الأراضي المقدسة, قال وزير الخارجية "إن العلاقات المصرية السعودية أزلية ولا يمكن هدمها, كما أنها قوية ومتينة ولم تتأثر بهذه الأحداث.. وما حدث كان ناتج عن خطأ من شركات طيران بسبب زيادة الحجوزات, وخطأ من شركات السياحة لأنها أرسلت المعتمرين قبل موعدهم". وأضاف "السلطات السعودية تعاونت معنا بصورة كاملة لم يكن هناك أي تعنت من جانبها, والقنصلية المصرية في جدة بذلت جهودا جبارة لحل هذه الأزمة, لكن يجب أن نتعلم مما حدث حتى لا يتكرر هذا الأمر في الحج, كما يجب التعامل بحزم مع شركات الطيران والسياحة حتى لا تتكرر هذه الأخطاء". وشدد وزيرالخارجية محمد كامل عمرو على أن حركة عدم الانحياز التي ترأسها مصر حاليا اتخذت قرارا لتدعيم الدولة الفلسطينية .. مشيرا إلى أن الحركة مازال دورها فعال, وقد شارك في الاحتفال بمرور 50 عاما على إنشائها 110 دول, كما أنها مازال لها دور في التنمية ومكافحة الإرهاب. وأكد أن مصر لن تبخل بخبراتها لمساعدة الأشقاء في ليبيا من خلال تقديم المساعدات في كافة المجالات سواء في التعليم أو البنية التحتية أو غيرها أو كل ما يمكن أن تقدمه مصر .. مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي الليبي يكن كل التقدير لما قدمته مصر له حتى الآن. وأشار إلى أن مصر احتفظت بموقف لقي احترام الجميع وأدى لصالح الجميع .. مضيفا "نحن اعترفنا بالمجلس الانتقالي, واعضاء المجلس زاروا مصر وعبروا عن امتنانهم لهذا الأمر وطلبوا بمساندة مصر في الفترة القادمة.. وقد شكلنا لجنة ضمت جميع الجهات داخل مصر لبحث ما يمكن تقديمه للأخوة في ليبيا". وحول العلاقات مع إيران وتركيا وإعادة تشكيل المنطقة, قال وزير الخارجية "تركيا وإيران قوتان موجودتان في المنطقة ولا يمكن تجاهلهما ويجب التعاون معهما.. نحن لدينا علاقات تجارية قوية جدا مع تركيا, وقد تضاعفت أربع مرات في السنتين الأخيرتين .. والاستثمارات التركية زادت في مصر خلال الفترة الماضية". وأضاف "أما فيما يتعلق بإيران فهي قوة في المنطقة ولا يمكن تجاهلها, وعلاقتنا معها قائمة ولدينا مكتب في طهران ولهم مكتب في القاهرة .. وهناك اتصالات تدور من خلال المكاتب أو من خلال المحافل الدولية". وتابع "هناك حوار دائر, وهناك بعض الأمور الذي ليس عليها اتفاق, لكن هناك أمرين يحددان علاقتنا مع إيران, أولهما عدم التدخل في شئوننا الداخلية لأننا لا نتدخل في الشئون الداخلية الإيرانية, وثانيهما أمن الخليج, خاصة أنه امتداد لأمن مصر ويجب الحفاظ عليه.. الحوار قائم وحينما يكون الوقت مناسبا لرفع سقف العلاقات سيتم هذا الأمر".