وزير الخارجيه الامريكى قالت السلطات البريطانية إنها ستطرد كل العاملين الحاليين في السفارة الليبية من لندن، فيما حذر حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أنه سيقصف كل موقع مدني يمكن أن تستخدمه كتائب العقيد الليبي معمر القذافي لغايات عسكرية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الحكومة الشرعية لليبيا وستطرد كل العاملين الحاليين في السفارة الليبية من البلاد، ودعا المجلس لتعيين مبعوث دبلوماسي ليبي جديد للسفارة الليبية في لندن. وأضاف أنه بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن بريطانيا تواصل بحث كيفية الإفراج عن الأصول لدعم المعارضة الليبية. ومضى هيغ يقول "بناء على طلب شركة الخليج العربي للنفط الليبية فإن المملكة المتحدة مستعدة للإفراج عن 91 مليون جنيه إسترليني (نحو 148 مليون دولار) من أصول الشركة في بريطانيا". وأوضح أن هذه الشركة تعمل تحت سيطرة المجلس الوطني الانتقالي ونحن متأكدون من أن أنشطتها لن تفيد أي كيان خاضع للعقوبات الدولية. ونفى هيغ أي تحول في موقف بريطانيا تجاه مصير العقيد معمر القذافي بعد أن بدا وكأنه يلمح في وقت سابق من الشهر الجاري إلى احتمال السماح للقذافي بالبقاء في ليبيا في إطار حل نهائي للصراع. وفي السياق ذاته قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل إن المجلس كان عرض قبل شهر على القذافي البقاء في البلاد بشرط تنحيه أولا ولكن هذا العرض انتهى الآن. وأوضح للصحفيين في مدينة بنغازي شرقي البلاد أنه جرى التقدم بالعرض قبل شهر عن طريق مبعوث الأممالمتحدة عبد الإله الخطيب مع تحديد مهلة مدتها أسبوعان، وأردف قائلا إن الأسبوعين مرا ولم يعد العرض قائما. وكان رئيس الحكومة الليبية البغدادي المحمودي قد جدد أمس رفض طرابلس المطلق لتنحي العقيد عن الحكم كجزء من الحل السياسي للأزمة الليبية، كما اشترط وقف الهجمات الجوية لحلف الناتو قبل أي حوار ينهي الصراع مع الثوار. وعلى الصعيد الميداني وجه الناتو تحذيرا للكتائب التابعة للقذافي من استعمال مواقع مدنية وقال المتحدث باسم عملية الحماية الموحدة التابعة للناتو العقيد الكندي رولان لافوا إن "قوات القذافي باتت تستخدم أكثر فأكثر مزيدا من المنشآت التي كانت تستخدم في الأصل لأغراض مدنية". وأضاف العقيد لافوا "باحتلاله هذه المنشآت -التي يمكن أن تكون مباني زراعية ومستودعات ومصانع- يكون النظام (الليبي) قد حولها إلى مواقع عسكرية يصدر منها أوامر بشن هجمات ويقودها، فيفقدها بذلك وضعها المحمي ويحولها أهدافا عسكرية مشروعة لحلف الأطلسي". وأشار ضمن هذا الإطار إلى أن الحلف قصف في الفترة الأخيرة مصنعا للإسمنت "كانت قوات القذافي تطلق منه الصواريخ". وكانت السلطات الليبية قد نظمت يوم الاثنين جولة للصحفيين في مدينة زليتن التي يستهدفها الثوار على بعد 150 كلم شرق العاصمة، للاطلاع على مستشفى صغير مدمر ومستودع للمواد الغذائية تندلع فيه النيران بسبب قصف الناتو. وقبل هذا التحذير، أقر رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن -في آخر مؤتمر صحفي له قبل تقاعده- بصعوبة المهمة التي يواجهها الحلف وقال "إننا عموما في مأزق".